عاشت النجمة الجميلة المحبوبة نعيمة عاكف حياة صعبة وطفولة بائسة ذاقت فيها الجوع وعانت من الفقر ورغم ذلك لم تفرط يومًا فى كرامتها ومبادئها، حيث نشأت فى سيرك والدها الذى بدأت العمل فيه فى سن الطفولة المبكرة ولم يكن لها مصروف خاص ولا تحصل على أجر، وفى مقال كتبته نعيمة لمجلة الكواكب ونشر بتاريخ 31 يناير عام 1961 تحت عنوان "أعترف أننى بدأت من الصفر"، قالت الفنانة الجميلة: "كنت أنتزع اللقمة من فم الأسد، وأبكى وراء الكواليس".
وزاد شقاء نعيمة عندما انفصل والداها وتزوج والدها وتركها وشقيقاتها في رقبة والدتهن ليواجهن مصاعب الحياة، وظلت الأم تكافح خاصة بعد أن باع الأب السيرك ورفضت الأم عروض الزواج وباعت كل ما تملك من حلى ومصاغ وجاءت ببناتها للقاهرة، وعمل البنات ومنهن نعيمة فى ملهى الكيت كات مع فرقة الراقصة ببا عز الدين.
واعترفت نعيمة بأنها عاشت ضغوطًا وظروفًا صعبة خلال هذه الفترة لكنها حاولت ألا تقدم أية تنازلات، وأن تنفذ ما أوصتها به والدتها، موضحة أنها خدعت أشهر الراقصات عندما فرضت عليها أن ترتدى بدلة رقص شفافة من قطعتين، وقالت: "لو أننى تمسكت بموقفى ورفضت أن أظهر ببدلة رقص شفافة من قطعتين تترك الوسط عاريًا تماما سيكون مصيرى الطرد لذلك فكرت فى حيلة واتفقت مع شقيقتى على إعداد قطعة من الشيفون بلون بشرة الجسم تصل بين قطعتى بدلة الرقص وتحيط بالوسط فى حبكة محكمة تخدع العيون، وفى أول ليلة ظهرت فيها ببدلة الرقص ذات القطعتين بعد تزويدها بقطعة الشيفون السحرية صفق الجمهور وسعدت صاحبة الفرقة".
وتابعت نعيمة: "ظللت أنعم بانتصارى فترة طويلة لم يعرف فيها أحد سر قطعة الشيفون سوى شقيقتى وأمى إلى أن حدث ذات ليلة وأنا على المسرح أقدم رقصتى وأتجاوب مع موسيقاها فى حيوية وانطلاق أن تفككت فجأة خيوط قطعة الشيفون، وتدلت أطرافها لتعلن سر الخدعة التى لم تعرف من قبل، وكانت عينا صاحبة الملهى مع الجمهور ترقبنى، فأسرعت تنتظرنى فى غرفتى وراء المسرح وفى نظراتها مزيج من الغيظ"
وعادت نعيمة إلى البيت فى تلك الليلة العاصفة والشتاء القارس باكية، وتملكها اليأس وهى لا تعرف ماذا تفعل حتى تحافظ على نفسها وكرامتها وفى نفس الوقت تحافظ على مصدر رزقها ورزق والدتها وأخواتها، وكان القدر يرسم لها طريقاً آخر.
وعن ذلك قالت: "كنت أرتبط بصداقة وطيدة مع الفنانة سعاد مكاوى، وكانت هى صديقة للفنانة هاجر حمدى التى اشترت سيارة جديدة وأصرت أن يكون أول من تصطحبها فيها صديقتها سعاد التى دعتنى لهذه النزهة، وانطلقت السيارة فى شارع الهرم، وفى الطريق تذكرت هاجر موعدًا لها فى استوديو النحاس، فاتجهت إلى هناك، وانتظرتها أنا وسعاد فى غرفة التليفون، وبالصدفة أقبل على الغرفة عدد من مسئولى الاستديو فرأيت أحدهم يتطلع نحوى باهتمام ثم قال لمن حوله "إنها هى"، كان هذا هو المخرج حسين فوزى واقترب منى وقال: تعالى ياشاطرة انتى اسمك نعيمة، فقلت نعم، وكان الأستاذ حسين فوزى قد سبق وتردد كثيرًا على ملهى الكيت كات ولفت نظره أنى اشترك بمجهود بارز فى كل الفقرات، فقرر أن يختبرنى للعمل فى السينما وفى تلك الليلة التى ساقنى القدر إلى استديو النحاس نجحت التجربة وأسندت إلى بطولة أول أفلامى "العيش والملح"، وكان النجاح الكبير الذى حققه بداية مشوارى كنجمة سينمائية"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة