قال الشاعر السنغالى إبراهيم تورى، إن حفظه للقرآن فى سن التاسعة ساعده على إتقان اللغة العربية، فالقرآن -وإن لم يكن شعرًا- إلا أنه يعد منجمًا ثريًا للشعراء عكفوا عليه منذ فجر الإسلام ونهلوا من ألفاظه ومعانيه البديعة، مضيفًا: نعرف جميعًا -كما أثبتته دراسات كثيرة- مدى تأثير القرآن الكريم على كبار شعراء العصرين الأموي والعباسي ومن بعدهم.
وحول بدايته الشعرية قال الشاعر إبراهيم تورى، فى حواره مع "اليوم السابع" الذى ينشر لاحقًا، أنه من الصعب دوما الكلام عن البدايات، عن الشرارة الأولى، عن زمن ما قبل التهام التفاحة.. كلما هنالك أنّ الأمور تبدأ تلقائية، ثم تتبلور شيئا فشيئا.. فكرة أن أدّعي أنّني، في وقت ما، وبطريقة ما، اكتشفت أن لدي موهبة في كتابة الشعر قد تبدو لي سخيفة، لكن ما أتيقن منه وأجزم به هو أني كنت طفلا معبأ بغاز الشعر -إذا استعرت تعبير بورخيس-، وهذا الغاز كان لابد أن يشتعل في وقت أو آخر.. فقد نشأت على حب كل كلام سوي جاء على نسق محدّد، كنت أحبّ الأناشيد التي تعلمّتها في روضة الأطفال، وما زلت حتى الآن أحفظ كثيرا منها، وكنت أحب القرآن الكريم الذي حفظته وأنا ابن تسع سنين، وكان يعجبني هذا التناسب البديع الموجود بين فواصله وآياته، كما كنت أحب الأغاني الشعبية، وأعشق نغمات الطبول التي تدف لمحترفي رياضة المصارعة السنغالية كل نهاية أسبوع، بل كنت أتقن ترديدها والرقص على إيقاعها، وكم حدثتي أمي أنني - وأنا طفل- كنت راقصا ماهرًا.. كل هذه العوامل المبكرة، إلى جانب انهماكي على قراءة الأدب العربي وحفظ كثير من جيد شعره ونثره خاصة في المرحلة الإعدادية، جعلتني أقول الشعر، وبسهولة، في أول احتكاك لي بعلم العروض، وكان ذلك سنة 2014.
الشاعر السنغالي إبراهيم توري يعد واحدًا من أبرز الأصوات الشعرية الشابة التي لفتت الأنظار في الأوساط الثقافية العربية بإتقانه المميز للغة العربية، ومسيرته الشعرية حافلة بالمشاركات المميزة، حيث تألق في مهرجان الشارقة للشعر العربي 2024، وحصد المركز الخامس في الموسم العاشر من مسابقة "أمير الشعراء".