مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، طلب عدد من مؤيديه المتهمين فى فى أحداث اقتحام الكونجرس الأمريكى التى وقعت فى 6 يناير 2021 من المحكمة الإذن بالعودة إلى واشنطن العاصمة لحضور مراسم تنصيب ترامب المقرر اقامتها فى 20 يناير ليبدأ بعدها اربع سنوات جديدة من حكم الرئيس الجمهورى العائد للبيت الأبيض بعد فوز حاسم حققه فى الانتخابات الأخيرة.
خضع العديد من الأشخاص البالغ عددهم 1500 شخص تقريبًا والذين وجهت إليهم اتهامات بارتكاب جرائم جنائية بسبب أدوارهم المزعومة فى هجوم 6 يناير لأوامر المحكمة التى تقيد سفرهم إلى العاصمة وداخلها، لكن البعض قالوا إنه يجب منحهم الإذن بالعودة لحضور التنصيب، بحجة أنهم لا يشكلون تهديدًا للسلامة العامة.
فى ملف للمحكمة اطلعت عليه شبكة سى بى اس، جادلت وزارة العدل ضد السماح للمتهم كريستوفر بيليفو بحضور تنصيب ترامب، وكتب المدعون الفيدراليون: "لقد تحول آخر حدث منظم حضره فى واشنطن إلى أعمال شغب واسعة النطاق كان هذا مسرحا لجريمته المتهم بها وهى جناية عنيفة ساهمت فى تعطيل الانتقال السلمى للسلطة"، وأضافوا أن السبب الأهم وراء رفض السماح له بالعودة إلى واشنطن هو أن ذلك يعرض ضباط شرطة الكابيتول للخطر.
وعلى الجانب الآخر يزعم بيليفو أن سجله النظيف الخالى من العنف قبل أحداث الكابيتول يبرر تعديل شروط إطلاق سراحه، وكان متهما بنشر رذاذ ضد الشرطة أثناء هجوم الكابيتول وقد دفع ببراءته. وقدم طلبه الخاص لدعم طلبه بحضور حفل التنصيب. وقال محاموه: "من الأهمية بمكان أيضًا أن نتذكر أنه فى حين أن بيليفو متهم، فمن المفترض أنه بريء، وبالتالى فإن مجرد حقيقة توجيه الاتهام إليه لا تشير إلى أنه أكثر خطورة بطبيعته من أى شخص آخر".
كما طلبت المدعى عليها سيندى يونج، التى أدينت بأربع تهم جنائية فى المحاكمة فى أغسطس، الإذن بالسفر إلى واشنطن لحضور الاحتفالات. وفى ملفها الذى قدمته فى الحادى عشر من ديسمبر قال محامى يونج إنها امتثلت لشروط إطلاق سراحها لمدة أكثر من عام ولا تشكل أى تهديد على المجتمع ولا تشكل خطرًا على الهروب، واستشهد بانها سافرت بالفعل إلى مبنى الكابيتول أثناء التحضير للمحاكمة ولم تقع أى جوادث ولم تحاول الهرب.
لكن ممثلى الادعاء عارضوا طلب يونج. وفى ردها بعد أسبوع، قالت وزارة العدل أن يونج أيدت دعوات الانتقام من المتورطين فى محاكمات السادس من يناير ــ وخاصة المحلفين والقضاة ومسؤولى إنفاذ القانون ــ وسخرت من ضحايا الضباط، وكثير منهم سيتم تكليفهم مرة أخرى بحماية الكابيتول والدستور فى 20 يناير 2025.
كما طلب ويليام بوب، المتهم فى 6 يناير والذى يعمل محاميًا للدفاع عن نفسه، الإذن بحضور حفل التنصيب، وفى ملف قدمه يوم السبت، قال بوب: "أتقدم الآن إلى المحكمة بطلب الإذن بالسفر إلى واشنطن العاصمة لغرض حضور حفل تنصيب الرئيس فى 20 يناير 2025"، وقد أقر ببراءته ومن المقرر محاكمته فى مايو.
اشارت التقرير إلى أن فوز ترامب جدد آمال المتهمين فى أحداث اقتحام الكونجرس فى الحصول على عفو رئاسى والسماح لهم بحضور تنصيب الرئيس، وسط ترقب فى أوساط المحامين الموكلين بالدفاع عن المتهمين البالغ عددهم 1500 متهم، حيث وعد الرئيس المنتخب فى وقت سابق بأن يعفو عن المتهمين، حيث قال فى تجمع انتخابى بولاية ويسكونسن: "فى اللحظة التى نفوز فيها، سنراجع بسرعة حالات كل سجين سياسى وقع ضحية ظلمًا لنظام هاريس، وسأوقع على العفو عنهم فى اليوم الأول".
وقالت كارمن هيرنانديز، محامية الدفاع التى مثلت العديد من المتهمين فى 6 يناير، بما فى ذلك فى قضايا التآمر ضد أعضاء الجماعات اليمينية المتطرفة Proud Boys و Oath Keepers: "كل متهم فى 6 يناير يأمل ويشعر بالقلق بشأن بعض الراحة من الرئيس ترامب"، وأضافت "سأطلب العفو وتخفيف الأحكام".
وخلال حملته الانتخابية، تعهد ترامب بعدة تحركات فور دخوله المكتب البيضاوى منها بالعفو عن الأفراد المدانين بجرائم بسبب اقتحام الكونجرس وأفعالهم فى 6 يناير 2021، عندما حاولوا وقف التصديق على نتائج الانتخابات، وقال ترامب فى سبتمبر: "فى اللحظة التى نفوز فيها، سنراجع بسرعة قضايا كل سجين سياسى وقع ضحية ظلمًا لنظام هاريس وسأوقع على العفو عنهم فى اليوم الأول".
