في اليوم الـ455 للعدوان على غزة، كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلية غاراتها وضرباتها الجوية على قطاع غزة، وقتل الفلسطينيين، حيث نسفت عدة مبانٍ بمناطق متفرقة من القطاع المحاصر منذ السابع من شهر أكتوبر 2023، مع استمرار استهدف القطاع الصحي وقصف المستشفيات وقتل المرضى وحصارهم داخلها.
أعلنت مصادر طبية، استشهاد 26 مواطنا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، في غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الجمعة.
وأفاد وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد مواطنين وإصابة آخرين في قصف طائرات الاحتلال خربة العدس شمال رفح، كما استشهد مواطن برصاص الاحتلال في منطقة الشاكوش شمال غرب المدينة، جنوب القطاع.
واستشهد ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون في قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة. كما قصفت طائرات الاحتلال مخيم جباليا شمال القطاع.
كما استشهد أربعة مواطنين وأصيب آخرون بجروح جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة سلمان وخيمة بجواره غرب دير البلح، وسط القطاع.
كما استشهد مواطن وزوجته ونجله المصور الصحفي عمرو الديراوى، فى قصف للاحتلال استهداف منزلًا لعائلة "شلط" في بلدة الزوايدة وسط القطاع.
واستشهد مواطن جراء قصف الاحتلال منزلا قرب مفترق عبد العال في شارع الجلاء غرب مدينة غزة. واستشهد مواطن آخر جراء استهدف طائرات الاحتلال لمنطقة أبو العجين شرق دير البلح.
وأشار وكالة "وفا" إلى ارتفاع حصيلة قصف الاحتلال منزلا يعود لعائلة مشمش في "برج بيدس"، في مخيم النصيرات وسط القطاع، إلى خمسة شهداء بينهم طفلان.
وأصيب عدد من المواطنين إثر قصف مدفعية الاحتلال بلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب القطاع. كما أطلقت آليات الاحتلال الرصاص والقنابل الحارقة صوب منازل المواطنين في حي الصفطاوي شمال غرب القطاع.
وقصفت زوارق الاحتلال الحربية شاطئ بحر النصيرات، بالتزامن مع قصف مدفعي وإطلاق نار واجتياح لآليات الاحتلال شرق مخيم البريج، وسط القطاع. وأطلقت مروحيات الاحتلال النار صوب منازل المواطنين وخيام النازحين شرق المحافظة الوسطى.
وذكرت مصادر طبية أن الاحتلال دمر محطات الأوكسجين والكهرباء في المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا شمال القطاع، كما نفدت المستلزمات الطبية من المستشفى، مشيرةً إلى أن الاحتلال يواصل تجريف محيط المستشفى وتدمير كل مقومات الحياة في المنطقة.
وبخصوص مصير مدير مستشفى كمال عدوان، الدكتور حسام أبو صفيه، قالت قناة أي 24 الإسرائيلية، الجمعة، إن مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية محتجز لدى الجيش الإسرائيلي وموجود حاليا في معتقل سدي تيمان.
ونقلت عن متحدث باسم الجيش قوله إن أبو صفية قيد التحقيق من قبل الشاباك للاشتباه فى علاقته بحركة حماس.
وسدي تيمان سجن في قاعدة عسكرية بصحراء النقب على بُعد 30 كيلومترا من قطاع غزة في اتجاه مدينة بئر السبع. أنشأه الجيش الإسرائيلي مباشرة بعد بداية عدوانه على غزة في 7 أكتوبر 2023، عقب عملية طوفان الأقصى، ونقل إليه العديد ممن اعتقلهم في غزة، بينهم أطفال وشباب وكبار في السن.
وتنفذ "تل أبيب" "خطة الجنرالات" في شمال القطاع الفلسطيني بهدف السيطرة على شمال قطاع غزة، وذلك بتهجير سكان المنطقة إلى الجنوب، ثم فرض حصار كامل على الشمال، بما في ذلك منع دخول الإمدادات والمساعدات الغذائية والماء والوقود، واستخدام التجويع وسيلة ضغط للتهجير.
ومن المعروف عن "خطة الجنرالات" هي خطة عسكرية اقترحها الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي "غيورا آيلاند" على بنيامين نتنياهو، وتبناها عدد كبير من جنرالات الجيش لذلك سميت بخطة الجنرالات.
وُضعت الخطة في سبتمبر 2024، بهدف تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، وذلك بفرض حصار كامل على المنطقة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، لتجويع من تبقى من المدنيين، وكذلك المقاومين ووضعهم أمام خيارين إما الموت أو الاستسلام.
في سياق أخر، حمل المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية مثل المملكة المتحدة بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا؛ المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجريمة النَّكراء الوحشية.
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كل دول العالم إلى إدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة، كما طالبهم إلى ممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ولحماية الصحفيين والإعلاميين في فلسطين عامة، وفي قطاع غزة خاصة، ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد ما يقرب من 46 ألف فلسطيني، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة نحو 109 آلاف أخرين آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.