على بعد حوالى 25 كم شمال شرق مدينة المنيا، يقع دير السيدة العذراء بجبل الطير بسمالوط، هناك تاريخ مثير على ارتفاع شاهق أعلى قمة الجبل أحد أهم المزارات الدينية، وأحد محطات رحلة العائلة المقدسة بمصر، دير السيدة العذراء، الذى يحوى بداخله بقعة هامة تحولت إلى مزار عالمى، هو الكهف الذى عاشت فيه العائلة المقدسة 3 أيام من رحلة الهروب من بطش الرومان.
عندما تطأ قدمك تلك المنطقة تتساءل كيف تسلقت السيدة العذراء والسيد المسيح ويوسف النجار، ذلك الجبل الشاهق الارتفاع، هناك شواهد منحوته فى الجبل عبارة عن درج من أسفل إلى أعلى، وعندما تصعد ذلك الدرج تجد نفسك أمام أحد الأديرة العظيمة الشاهدة على رحلة الهروب بداخلها الكهف الذى لجأت إليه العائلة المقدسة ومكثت فيه، ذلك الكهف الذى لا يتجاوز عدة أمتار سواء فى المساحة أو الارتفاع.
وقال الدكتور ثروت الأزهرى، مدير السياحة بالمنيا، إن الدير أطلق عليه دير جبل الطير، حيث يقول المؤرخ المقريزى أن هناك طائر يعرف باسم طائر البوقيرس الذى يشبه طائر أبو قردان وهذا الطائر من الطيور المهاجرة التى تهرب من شتاء وبرد أوروبا إلى دفء شتاء وادى النيل بمصر، وكان يتجمع بكميات كبيرة بهذا المكان، كما سُمى أيضًا بدير جبل الكف حيث يُروى أنه أثناء مرور العائلة المُقدسة أمام الجبل كادت أن تقع عليهم صخرة فوضع السيد المسيح كف يده فى مواجهة الصخرة فطُبع كفه عليها.
وأضاف الأزهرى، أن الإمبراطورة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين قامت ببناء هذا الدير فى القرن الرابع الميلادى عام 328م والكنيسة منحوتة فى الصخر، وقد استبدل السقف الصخرى بسقف مسلح وذلك بعمل دور ثان فى أوائل القرن العشرين على يد الأنبا ساويرس المتنحى مطران المنيا والأشمونين عام 1938م.
واستطرد، أن هذه الكنيسة تتبع تخطيط الكنائس البازيلكية حيث تتكون الكنيسة من مساحة مستطيلة تقريبًا أبعادها تبلغ 18.10م x 21.60م تقريبًا، وهى مقسمة إلى ثلاثة أروقة بواسطة بائكتين متماثلتين تتكون كل بائكة منهما من أربعة أعمدة صخرية متوجة بتيجان كورنثية.
وعن الكهف أو المغاره قال الأزهرى، أن الكنيسة تحتوى على مغارة وهى المكان الذى اختبأت فيه السيدة العذراء والسيد المسيح أثناء هروبهم من فلسطين واضطهادهم من قبل الرومان وأقاموا فيه لمدة ثلاثة أيام وبعدها غادروا المكان وتعتبر هذه المغارة من الأماكن المباركة المهمة التى يحرص على زيارتها الزائرون بصفة مستمرة، كذلك تضم مجموعة من الأيقونات التى يرجع تاريخها إلى أوائل العصر المسيحي.
ومن ناحيته قال اللواء عماد كدوانى، محافظ المنيا، إننا نعمل على تطوير كافة المناطق الأثرية والسياحية لوضع المحافظة على خريطة السياحة العالمية، حيث تمتد يد الدولة إلى كل شبر من أرض المحافظة، وكان من التطوير ما شهدته المنطقة والكنيسة من تطوير، حيث تم عمل مجموعة من اللوحات الإرشادية على الطرق المؤدية إلى المنطقة، ومجموعة من البرجولات لاستقبال الزائرين، وتبليط الساحة الأمامية والخلفية بالبازلت المحيطة بالدير مع تغيير شبكة الكهرباء والمياه والصرف الصحى بالمنطقة، ورصف الوصلة من الطريق الصحراوى الشرقى القديم إلى الدير بطول 1 كم مع التشجير والإنارة من اعتمادات وزارة السياحة والآثار بمبلغ 2.5 مليون جنيه.
وأضاف المحافظ، أن المرحلة الثانية من تطوير المنطقة شهدت أعمال تطوير ساحة ومدخل الدير وشملت تبليط مدخل الكنيسة الأثرية من الإستراحة حتى الكنيسة الأثرية بطول 175 م بالبازلت مع عمل بردورات كأرصفة وتشجير المدخل، دهان واجهات المقابر على يمين ويسار مدخل الكنيسة وعمل تشجير وأعمال اللاند سكيب الخاصة بالمثلث المتواجد بمدخل الدير من بداية الطريق الصحراوى الشرقى القديم وعمل جدارية تحكى رحلة هروب العائلة المقدسة إلى مصر وإنشاء 2 بوابة "مدخل"، على الطريق المؤدى للدير ورفع كفاءة مبنى الاستراحة السياحية وإحاطتها بسور وأعمال لاند سكيب، أعمال إحلال وتجديد، بإجمالى تكلفة 5 ملايين جنيه.
أعمدة الكنيسة
المغارة الأثرية من الداخل
مدخل المغارة الأثرية
مغارة الكنيسة الأثرية