"البيطار" مهنة تحمل أسرار وخفايا الأجداد.. تعتمد على الخبرة فى التعامل مع الماشية.. "مصباح" خبرة سنوات فى تغيير الحدوة ومعالجة التورم بالأقدام وتقليم الحوافر.. وأنواعها بلدى مقفول وأفرنجى مفتوح.. فيديو وصور

السبت، 04 يناير 2025 02:00 ص
"البيطار" مهنة تحمل أسرار وخفايا الأجداد.. تعتمد على الخبرة فى التعامل مع الماشية.. "مصباح" خبرة سنوات فى تغيير الحدوة ومعالجة التورم بالأقدام وتقليم الحوافر.. وأنواعها بلدى مقفول وأفرنجى مفتوح..  فيديو وصور البيطار
الدقهلية - محمد الحبشي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كثيرا منا لا يعرف هذا المسمى والمصطلح، "البيطار" مهنة قديمة جدا يرجع وجودها إلى وجود الخليقة والحياة البشرية، فمثلما خلقنا المولى عزوجل خلق معنا الدواب، ومن بين هذه المخلوقات الماشية بمختلف أنواعها، ومع وجود الماشية، ظهرت مهنة "البيطار"، وذلك لأن الماشية تحتاج إلى من يعتنى ويهتم بها ويقوم بتقليم أظافرها "الحوافر"، ويحلق لها، ويقوم بعلاج بعض المناطق وتحديدا فى الأقدام.

ويعد الممتهن لمهنة "البيطار" مختص فى السيقان والأقدام كاملة، حيث يسعى لعلاج المناطق السفلية من السيقان، وتنظيف وتقليم الحوافر، وتغيير "الحدوة"، بأخرى جديدة بطريقة محدده بعد التنظيف، ويقوم أيضا بعلاج الأقدام المتضررة، ثم تطهيرها وغلقها بحدوة حديد مختلفة، وهناك خطوات لذلك وليست مجرد تركيب حدوة فقط.

 

التقى "اليوم السابع"، مع أحد أبناء عائلة "البياطرة"، والذى ورث المهنة عن والده وأجداده، منذ عشرات السنين، وقال البيطار مصباح:"ورثت المهنة عن والدى وأعمل بها منذ طفولتى، والآن عمرى 43 عاما، ووالدى 84 عاما، والذى ورثها أيضا عن والده وأجداده لذلك تعرف عائلتنا بعائلة البيطار فى الدقهلية.


وكشف أن جميع أبناء العائلة يعملون فى هذه المهنة منذ عشرات السنين، حيث نتجول يوميا فى قرى ومدن المحافظة، ونتنقل من مكان لمكان سعيا على كسب رزقنا بالحلال، واستكمال مسيرة المهنة التى ورثناها عن أجدادنا.


وأوضح قائلا: "يحمل البيطار مصباح كميات ومقاسات مختلفة من "الحدوة" أثناء تنقله بين البلاد يوميا، حيث تحتاج كل ماشيه إلى حجم ومقاس مختلف من "الحدوة" مثل الإنسان تماما، حيث يرتدى كلا منا مقاس حزاء مختلف عن الآخر كذلك الماشية ترتدى حزاءها وهو "الحدوة" الحديد بمقاساتها المختلفة والتى تعمل الحفاظ على حوافر الماشية.

 

وتابع: يتم تركيب حدوة مخصصة لكل نوع، مثلا الخيل يرتدى حدوة مختلفة فى الأقدام، حيث يتم تركيب الحدوة الخلفية مختلفة عن الأمامية للحصان، وتكون غالبا الحدوة الخلفية أكبر فى الحجم والمقاس عن الأمامية، كذلك الحمير والبغال لهم حدوة مختلفة تماما عن الخيل وتكون أصغر فى الحجم، والمواشى أيضا تستخدم حدوة مختلفة عن كل ذلك وتكون مخصصه لها فقط".

 

وأضاف: "تعرف مهنة البيطار بمسميات أخرى بين الفلاحين أو المربين للماشية بأنواعها، حيث تسمى مهنه البيطار بـ"التشقيف" وهو مسمى مختلف تماما، ويقصد به تسويه الحوافر وتقليمها، إضافة لتركيب الحدوة الحديد أو تغييرها على حسب المقاس المطلوب للماشية"، موضحا أن هناك أيضا أنواع مختلفة للحدوة واستخدامات أخرى، حيث يتم استخدام نوعين مختلفين وهما الحدوة البلدى المغلقة والحدوة الأفرنجى المفتوح.

 

واستكمل البيطار مصباح حديثه، أن هناك أساليب إضافية يتم استخدامها أثناء وبعد تركيب الحدوة الحديد، حيث يطلب البعض تركيب "فرملة كاوتش" بعد الانتهاء من تركيب الحدوة الحديد، وهى عبارة عن جزء من خامة الكاوتش يكون بارزا من منتصف الحدوة الحديد من الأسفل ويكون هو الأقرب للاحتكاك بالأرض، وليست الحدوة الحديد، ويكون الطلب عليها تحديدا فى فصل الشتاء لحماية الماشية أثناء السير بالطرق، ليكون التحكم أفضل بالفرملة الكاوتش أفضل من الحدوة الحديد.


وأضاف أنه أثناء تركيب الحدوة المفتوحة الحديد، والفرملة الكاوتش يتم إستخدام ما يعرف بـ" اللواش" وهو عبارة عن قطعتين من الخشب يربطهما سلسلة حديد صغيرة من طرف، ومن الطرف الآخر يكون بها حبل أو سلبة قصيرة، ويتم وضع لجام يتم السيطرة على الماشية من خلاله أثناء التعامل معها وتركيب الحدوة الحديد والفرامل الكاوتش من خلال البيطار، حفاظا عليه أثناء العمل من الحركة المفرطة لقدم الماشية، وفى بعض الأحيان يتم استخدام أربطة لتقييد أقدام الماشية.

 

واستطرد أن المهنة بها كل شئ حيث تجمع بين الخبرة والحنية والشدة فى أن واحد، حيث يكتسب البيطار الخبرة من التعامل لعديد من السنوات المتتالية فى التعامل مع الماشية بمختلف أنواعها، فبدون الخبرة ممكن أن تتسبب فى ضرر أو إصابة الماشية وقد يصل الأمر إلى وفاتها.

 

واختتم البيطار مصباح حديثه قائلا: "لك أن تتخيل أننا نثبت الحدوة فى قدم الماشية بعدد من المسامير، فهل يمكن لشخص عادى بدون خبرة مثل البيطار القيام بذلك؟، فالبيطار يقوم بعمل كل شئ معايير محدده وتحديد أماكن التعامل ومعرفة مكونات الساق كاملا للماشية حتى لايصيبها بأى ضرر، والمطلوب منه العلاج وليس الضرر، فهذه المهنة حقا لها تفاصيلها الدقيقة التى نعرفها نحن بناءا على خبرة توارثناها على مدار سنوات، وأيضا ممارسة مستمرة والتنقل والتعامل مع مختلف الدواب، فهناك دواب تعرفنا بعد التعامل مرات متعددة حيث تقف أمامنا أثناء العمل وتستجيب بالطبطبة والحنية المتبادلة بيننا، وهناك أنواع أخرى صعبة السيطرة عليها لذلك هى مهنه تجمع بين كل شئ والأساس بها الخبرة والحنية المتبادلة".

أثناء-العمل-في-خافر-حصان
أثناء-العمل-في-خافر-حصان

 

ادوات-العمل
ادوات-العمل

 

البيطار-اثناء-تقليم-حافر
البيطار-اثناء-تقليم-حافر

 

التركيب-بعد-الانتهاء-من-التطهير
التركيب-بعد-الانتهاء-من-التطهير

 

تركيب-حدوة-مغلقة-بعد-علاج-ماشية
تركيب-حدوة-مغلقة-بعد-علاج-ماشية

 

تسوية-الحافر-لحصان
تسوية-الحافر-لحصان

 

حدوات-مقاسات-مختلفة
حدوات-مقاسات-مختلفة

 

حدوة-بلدي-مقفول
حدوة-بلدي-مقفول

 

فرامل-كاوتش-للماشية
فرامل-كاوتش-للماشية

 

كماشة-مخصصه-لعمل-البيطار
كماشة-مخصصه-لعمل-البيطار

 

لواش-للتحكم-في-الماشية-المنفعله
لواش-للتحكم-في-الماشية-المنفعله

 

مصباح-بيطار-يروي-تفاصيل-المهنه-الدقيقة
مصباح-بيطار-يروي-تفاصيل-المهنه-الدقيقة

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة