وسط أجواء روحانية مفعمة بالمحبة والسلام، تستعد الكنائس الشرقية والكنيسة الإنجيلية لاستقبال عيد الميلاد المجيد، فهو أحد أهم الأعياد المسيحية التى تحمل رمزية الميلاد الجديد والأمل، تمتزج فيه مظاهر الفرح بالطقوس الدينية.
وتبدأ استعدادات عيد الميلاد المجيد قبل موعد الاحتفال به بأسابيع، حيث يجمع الأقباط بين الطقوس الروحية والتقاليد العائلية والاجتماعية، فالعيد ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو حالة من البهجة والدفء تعيشها البيوت والشوارع والكنائس من الصلوات إلى زينة المنازل، ومن إعداد الطعام إلى شراء الملابس الجديدة، تتشابك مظاهر الاستعداد لتخلق أجواء فريدة وحالة خاصة من البهجة، وتمثل فرصة للتأمل فى رسالة السيد المسيح عن المحبة والسلام.
والتقى اليوم السابع الدكتور أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر فى حوار اتسم بالتهنئة والمحبة والحديث عن دفء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد على أرض مصر، حيث ذكر أن عام 2024 كانت مليئة بالأحداث الصعبة ولكن يبقى الأمل والرجاء دائما موجود فرسالة العيد هذا العام عنوانها الميلاد والرجاء فالرجاء هو الأمل حتى وإن كانت الظروف المحيطة صعبة ويبقى هذا الرجاء قوة مضيئة وقوة حافظة على العبور إلى المستقبل بشكل جديد، مضيفا أنه يتوقع أن تكون 2025 عام أمل ورجاء ووجود أفضل من 2024.
وحول برنامج احتفال الكنيسة يوم 5 يناير أوضح أنه يبدأ بصلاة افتتاحية ثم الترنيمة ثم قراءات من الكتاب المقدس ثم صلاة أخرى وفريق ترنيم الكنيسة ثم كلمة الدكتور القس سامح موريس راعى كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية ثم كلمة رئيس الطائفة كلمة الشكر ورسالة الميلاد ثم الختام وذلك يوم 5 يناير الساعة 7 مساء، وقال إنه سيتحدث حول رسائل عيد الميلاد المجيد عن الميلاد والرجاء والتحديات المحيطة ومعانى الميلاد وليس أحداثه وكيف يعانى العالم وكيف يمكن للرجاء والأمل أن يقتحم المستقبل.
وتحدث أندريه زكى عن ذكريات الطفولة والشباب فى الاحتفال بعيد الميلاد المجيد قائلا إنه كانت تتمثل فى الملابس الجديدة والذهاب إلى الكنيسة وأكلات العيد ولكن منذ تولى منصب رئيس الطائفة يختلف الأمر تماما فالاستعدادات للعيد مختلفة تماما مثل الاستعداد للاحتفال قبلها بشهرين ومراجعة كشوف المدعوين والبرنامج والدعوات الصحفية وغيرها، ويكون ذلك البرنامج برنامج مزدحم، مضيفا حينما ينتهى الاحتفال يوم 5 يناير يشعر أنه ولد من جديد ويكون هناك بركة كبيرة.
وتحدث أندريه زكى عن نوعين من المبادرات التى نفذتها الهيئة القبطية الإنجيلية والطائفة الإنجيلية لغزة قال أن الطائفة عن طريق عدد من الكنائس المحلية قدمت مساعدات طبية وغذائية أكثر من مرة وقدمت الهيئة الإنجيلية أيضا كانت فى إطار رؤية الدولة والتحالف الوطنى فى هذا المجال عدد من المساعدات وكانت تتم بالتنسيق بين الصليب الأحمر المصرى والصليب الأحمر الفلسطينى بهدف وصول المساعدات إلى أهالى قطاع غزة.
وتحدث رئيس الطائفة الإنجيلية عن الصراعات فى العالم قائلا إنه فى بعض الأحيان يمكن أن تكون العلامات من حولنا غير مضيئة ويمكن أن تكون الإشارات لا تبعث كثيرا للأمل ولكن نثق فى نعمة ربنا وصلاحه وإحسانه والإتكال عليه وبالمجهود والمسؤلية.
وحول مبادرة أزرع التى تبنتها الهيئة القبطية الإنجيلية قال الدكتور القس أندريه زكى أن قضية الزراعة فى مصر تحديدًا من القضايا الهامة جدا وهى تتعلق بالأمن الغذائى والأمن المائى والأمن القومى أيضا فكلما زاد محصول القمح فى مصر كلما قل الاستيراد كلما خفف من حدة تكلفة العملة وأسعار العملات الأجنبية فالمشروع بدأ بـ100 ألف مزارع موزعين على 150 ألف فدان قمح ونجح المشروع بشكل كبير جدا وفى المرحلة الثانية والثالثة تستهدف الهيئة مليون فدان قمح ونقترب من 700 ألف فدان الأن لأكثر من 400 ألف مزارع وبالتالى هذا المشروع من المشروعات المضيئة المهمة المستمرين فيها ونحاول من ديسمبر الماضى إلى ديسمبر القادم زيادة العدد لعدد أكبر حتى نصل إلى مليون فدان فنحن نزرع القمح مع صغار الفلاحين ونعلمهم الرى، موضحا أن الهيئة تعمل فى العديد من البرامج والمبادرات الأخرى فى مجالات التنمية والصحة والتعليم وذوى الإعاقة والاقتصاد وأطفال الشوارع فهى تخدم 4 مليون مواطن وتخدم الجميع فى المجتمع دون تمييز كما يوجد المشروعات الصغيرة وبرامج الهيئة المستمرة فى عام 2025.
وتحدث أندريه زكى عن الحوار بين المؤسسات الدينية قائلا العلاقة بين المؤسسات الدينية وبعضها سواء كانت إسلامية أو مسيحية هى علاقات جيدة للغاية والحوار يساعد على أن نفهم الأخر كما يقدم الأخر نفسه فالحوار يقلل المسافات ويساعد على العمل المشترك ويحترم مساحات الاختلافات، فلا يوجد شيء فى الدنيا كامل، موضحا أنه من أبرز البرامج التى تعمل عليها الهيئة أيضا توسيع مساحة الحوار بين الشباب وخاصة شباب الأئمة والقسوس فهى موجودة ونعمل على توسيعها ويوجد حوار مع الواعظات والراهبات والمكرسات فهى أيضا من المساحات الجيدة التى نستهدف توسيعها بالتعاون مع الأزهر الشريف فهى من المساحات التى تحتاج إلى مجهود ووقت.
وتحدث عن الفارق بين الدين والنصوص الدينية قائلا أن الدين يرتبط بنصوص مقدسة موحى بها ويتم التعامل معها بجدية واحترام أما الخطاب الدينى هو فهم النصوص والفهم متنوع من شخص لأخر كثقافة وخلفية وتاريخ فالفهم يختلف عن النص والخطاب الدينى هو محاولة فهم وذهاب إلى النص وفهم معانيه بأسباب كثيرة منها اجتماعية وسياسية والعودة بالنص إلى الواقع من أجل أن يخاطب النص الواقع والخطاب الدينى هو هذه العملية.
وحول جهود الطائفة الإنجيلية فى محاربة الإلحاد قال إنها استعانت بعدد من المتخصصين والدارسين بدرجات الماجيستير والدكتوراه فى قضية الإلحاد وذلك لمناقشة الفكر بالفكر لأن قضايا الإلحاد من القضايا الدقيقة ولا يجوز فيها القهر الفكرى أو عدم الاستماع إلى الشخص الملحد وفهم طريقة تفكيره فمواجهة الفكر بالفكر هو من أقوى المسائل ويجب أن يكون برود مقنعة فهناك أكثر من مجموعة مهتمة بدراسة هذه المجالات وكان لها تأثير إيجابى كبير فى المرحلة السابقة، وذكر أن هناك اتجاه لإنشاء المركز الثقافى الدينى تحت رئاسة الطائفة وواحده من أهدافه أن يقدم دراسات لهذه المجالات.
وتحدث أندريه زكى عن الشخصيات المؤثرة فى حياته قائلا: إنهم شخصيات كثيرة فعلى مستوى الوطن هناك كثيرا وعلى مستوى الكنيسة هناك 3 أشخاص أثروا فى حياتهم ومنهم الدكتور القسيس صموئيل حبيب والدكتور القسيس فايز فارس والشيخ رامز عطالله وكثيرين أخرين.
وحول الصلوات والدعوات التى يفضلها الدكتور أندريه زكى قال أن صلواته فى العام الجديد تبدأ أولا بالسلام والاستقرار والإزدهار للكنيسة والصلاة للأسرة لأنه ما قيمة أن يكون لديك أموال العالم كله ولا تشعر بالأمن والأمان فأنا أصلى دائما من أجل المهمة نفسها فالغاية الشريفة تحققها وسيلة شريفة وأطلب دائما رعاية الله.