إحياء قصور الثقافة ضمن أدوات الدولة لتعزيز الوعى وحماية الهوية المصرية ومكافحة التشدد.. مجلس الشيوخ يناقش طلبا بتحسين البنية التحتية لأكثر من 600 قصر بالمحافظات.. وسياسيون: ركيزة أساسية للتنمية المستدامة

الأحد، 05 يناير 2025 06:00 ص
إحياء قصور الثقافة ضمن أدوات الدولة لتعزيز الوعى وحماية الهوية المصرية ومكافحة التشدد.. مجلس الشيوخ يناقش طلبا بتحسين البنية التحتية لأكثر من 600 قصر بالمحافظات.. وسياسيون: ركيزة أساسية للتنمية المستدامة مجلس الشيوخ
كتبت: سمر سلامة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يستعد مجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبدالرازق عبدالوهاب، لمناقشة طلب مناقشة عامة مقدم من النائبة دينا هلالي خلال الأسبوع الجاري، بشأن "البرامج الثقافية وآثارها على المدارك المعرفية للشباب وكذا تطوير قصور الثقافة".

وقالت النائبة في طلبها، إنه نظراً للدور الهام الذي تلعبه الكيانات الثقافية في المجتمع المصري، فلابد من استغلال قصور الثقافة في التأثير على  المدارك المعرفية للشباب والتي تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية والانتماء الوطني مطالبة بتكثيف الأنشطة والفعاليات داخل قصور الثقافة بشتى محافظات الجمهورية مع الابتكار والتجديد في نوعية تلك الفعاليات المقدمة، لتكون قادرة على جذب الجمهور بالقرى والمدن والفئات العمرية المختلفة للأسرة المصرية.

وأضافت "هلالي"، في طلبها: تعد مشكلة المدارك المعرفية للشباب من أهم القضايا التي تهتم بها الدولة المصرية نظراً لخطورة أبعادها على الشباب، لذا فإن الإدراك بحجم أهمية قضية الوعي ومدى تأثير حروب الجيل الرابع والخامس والمؤثرات القادمة من الغرب التي تسعى لطمس هويتنا بالتدريج، وفي ظل الانتشار الكبير المواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تلعب دورا في عقول أبنائنا بجانب آثارها على الرأي العام، يصبح من الضروري مواجهة تلك المؤثرات من خلال رفع الوعي وتعزيز البرامج الثقافية للشباب، لتعزيز الهوية الوطنية حتى يكون شبابنا محصن من كافة الأفكار الهدامة التي تنال من قوتنا.

وأكدت عضو مجلس الشيوخ، أن القصور الثقافية تلعب دور أصيل في معركة الوعي التي أطلقتها الدولة المصرية منذ فترة لاستعادة هويتنا وتاريخنا في ظل هذا الانفتاح على الغرب الذي يؤثر بالتدريج على قيمنا ونظرتنا للقضايا المجتمعية، مع بعض التداخلات المجتمعية والاقتصادية التي تسهم في زيادة الصراع من أجل الحفاظ على الشخصية المصرية بكافة خصالها.

وأشارت إلى أن وزارة الثقافة تمتلك قرابة 600 قصر ثقافي بمختلف محافظات مصر، حيث تعد هذه القصور متنفس الأسرة المصرية، فضلا إنها مقصد لكل من يرغب في تنمية موهبة فنية معينة، فهي ملتقى للفنون بمختلف أنواعها ، ومنها خرج الكثير من المبدعين والفنانين الذين تركوا بصمات تاريخية في الفن المصري بمختلف أشكاله من مسرح وتمثيل وغناء ورسم ونحت وغيرها من الفنون التي ترسم الشخصية المصرية وتهذب الروح.

وشددت النائبة على ضرورة استغلال هذه القصور الثقافية في رفع وتعزيز الوعي لدى الشباب بالقضايا المختلفة التي تخص الوطن، مع ضرورة أن يتم وضع خطة بشأن تفعيل المنشآت والقصور الثقافية، واستعراض البرامج التي تقدمها الوزارة من أجل تكثيف الفعاليات والأنشطة الفنية المتنوعة التى تثرى الحياة الثقافية والاجتماعية للفرد.

إحياء قصور الثقافة ركيزة أساسية لبناء الوعي المجتمعي والتصدي للشائعات

وفي هذا السياق، ثمن النائب الدكتور علي مهران، عضو لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، خطة الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإحياء قصور الثقافة على مستوى الجمهورية.
وقال مهران، إن هذه الخطوة تمثل ركيزة أساسية في بناء الوعي المجتمعي والتصدي للشائعات التي تستهدف استقرار المجتمع.

وأكد عضو صحة الشيوخ، أن تعزيز دور قصور الثقافة يعكس التزام الدولة بتوفير منابر ثقافية ومعرفية تسهم في تشكيل الوعي العام وتحصين المواطنين، وخاصة الشباب، ضد الأفكار الهدامة والمعلومات المغلوطة.

وأوضح النائب الدكتور علي مهران، أن قصور الثقافة تمثل مراكز إشعاع ثقافي واجتماعي، وتلعب دورًا كبيرًا في نشر الوعي وتقديم أنشطة تعليمية وترفيهية متنوعة تلبي احتياجات مختلف فئات المجتمع.

وأشار عضو صحة الشيوخ، إلى أن الدولة تعمل على تطوير هذه القصور لتصبح مراكز متكاملة تجمع بين الفنون، الثقافة، والتكنولوجيا الحديثة، مما يعزز من قدرة المجتمع على مواجهة الشائعات التي تنتشر بسرعة في ظل عصر المعلومات.


وتابع النائب الدكتور علي مهران، أن تعزيز الثقافة يعد أحد أهم الأدوات في مواجهة الشائعات، حيث تتيح قصور الثقافة للمواطنين الفرصة للوصول إلى مصادر موثوقة من المعلومات والمشاركة في نقاشات تثقيفية بناءة.

كما تعمل هذه القصور على تنمية مهارات التفكير النقدي، ما يساعد في تحليل المعلومات والتمييز بين الحقائق والشائعات.

وأضاف عضو صحة الشيوخ، أن الدولة من خلال تطوير قصور الثقافة، تسعى إلى تعزيز القيم الوطنية والهوية المصرية، ونشر الوعي بالقضايا الراهنة التي تواجه المجتمع.


وشدد النائب الدكتور علي مهران، على أهمية دعم هذه الجهود من خلال تضافر جهود المؤسسات الثقافية والتعليمية والإعلامية في نشر الحقائق والرد على الشائعات التي تهدد استقرار المجتمع.


واختتم عضو صحة الشيوخ، تصريحه بالتأكيد على أن إحياء قصور الثقافة يمثل أحد الركائز الأساسية في رؤية الدولة لبناء مجتمع متحضر واعٍ، قادر على مواجهة التحديات وحماية الوطن من محاولات التشويه والشائعات.


إعادة إحياء دور قصور الثقافة يُثرى الوعي ويتصدى للشائعات

ومن جانبه ، قال أحمد بدرة، مساعد رئيس حزب "العدل" لشؤون تنمية الصعيد، إن قصور الثقافة المصرية أحد أهم الروافد الثقافية في البلاد، حيث تنتشر بفروعها فى مختلف المحافظات، بما يُسهم في إثراء المشهد الثقافي وإتاحة الفرصة للمواطنين للمشاركة الفاعلة في الأنشطة الثقافية ولطالما كان لها دورا مهما في تنمية الشباب سابقا في نشر الوعي وتقديم ورش ثقافية خاصة بالفنون المسرحية والموسيقى والكتابة والأدب والندوات الثقافية مع الأدباء والمثقفين في مختلف المجالات.

ودعا "بدرة"، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى ضرورة إحياء دور تلك الفروع لتلعب دوراً محورياً في نشر الوعي ومواجهة الشائعات التي قد تؤثر سلباً على المجتمع لما بات واضحا أمام الجميع الحرب الشعواء التي تُشن على شبابنا من حملات ممنهجة لطمس الهوية والتاريخ والثقافات العربية واللغة والترابط المجتمعي، لذلك لابد من صد هذا الهجوم بكل السبل.

واقترح عدة محاور لإحياء دور  قصور الثقافة، وفي مقدمتها  تحديث البنية التحتية، وتطوير البرامج الثقافية والفنية المتنوعة، والمزج بين التكنولوجيا الحديثة والتراث الثقافي، وهذا التحديث يشمل إدخال التقنيات الرقمية لتسهيل الوصول إلى المعلومات والفعاليات الثقافية، مما يُعزز من دور الثقافة في بناء مجتمع مثقف وواعٍ.

وعن دور قصور الثقافة في نشر الوعي، أكد أنها تعمل على التعليم والتثقيف، وتقدم هذه القصور مجموعة متنوعة من الورش التعليمية والمحاضرات التي تغطي مواضيع مختلفة من الأدب والفنون إلى العلوم والتكنولوجيا، مما يُسهم في رفع مستوى الوعي العام، فضلا عن الفعاليات التوعوية، حيث أن تنظيم فعاليات جماهيرية تتناول القضايا المجتمعية الملحة، مثل التغيرات المناخية والصحة العامة يمكن أن يلعب دورًا بالغ الأهمية في تعزيز الوعي المجتمعي، علاوة على تمكين الشباب من خلال توفير منصات للشباب للتعبير عن آرائهم وأفكارهم.

وتابع : وتساهم القصور في بناء جيل واعٍ قادر على مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، إضافة إلى مواجهة الشائعات حيث تلعب قصور الثقافة دوراً حيوياً في التصدي للشائعات من خلال نشر المعلومات الصحيحة، حيث يمكن للفعاليات والمحاضرات المُنظمة في القصور أن تقدم معلومات موثوقة من مصادر رسمية، مما يساهم في مواجهة الأخبار الكاذبة والشائعات، فضلا عن التفاعل المجتمعي وتشجيع الحوار المفتوح بين المواطنين والخبراء والذي يمكن أن يعالج القضايا المثارة بناءً على معلومات دقيقة ومُفحمة، إضافة إلى التعاون مع وسائل الإعلام حيث يمكن لقصور الثقافة التعاون مع الصحف والمحطات التلفزيونية والإذاعية لنشر الوعي ومكافحة الشائعات بفاعلية أكبر.

واختتم حديثه قائلا: إن إعادة إحياء قصور الثقافة يُمكن أن يكون خطوة بارزة نحو مستقبل أكثر وعيًا وإدراكًا في مواجهة التحديات المعاصرة، ويعد الاستثمار في الثقافة هو الاستثمار في العقول التي تبني الأوطان، مما يُعد ركيزة أساسية لأي تنمية مستدامة في المجتمع المصري.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة