أصدرت جامعة بريطانية تحذيرًا للطلاب الجامعيين الذين يدرسون الأساطير اليونانية، ونصحتهم بالتواصل مع خدمات الدعم إذا وجدوا المادة مؤلمة.
نصحت جامعة إكستر في المملكة المتحدة الطلاب الجامعيين الذين يدرسون قصائد هوميروس القديمة الإلياذة والأوديسة، وهما قصيدتان ملحميتان يونانيتان رئيسيتان، بأنه إذا كان الموضوع "يسبب ضائقة" فيجب عليهم "أن يشعروا بالحرية في التعامل معه بالطرق التي يمكن أن تساعدهم (على سبيل المثال، مغادرة الفصل الدراسي، والاتصال بخدمات الرعاية أو التحدث إلى المحاضر)".
وكانت النصيحة قوية بشكل خاص للطلاب الذين يدرسون وحدة "النساء في هوميروس"، حيث تم تحذيرهم في بداية الدورة من أنهم قد يجدون المادة "غير مريحة وصعبة"، وخاصة الإشارات إلى الاغتصاب ووفيات الرضع والعنف الجنسي.
وتم نشر تفاصيل النصائح المقدمة للطلاب الجامعيين الذين يدرسون أعمال هوميروس في جامعة إكستر في تقرير حصري نشره موقع British Mail Online، وتم الحصول عليه بموجب قوانين حرية المعلومات.
وانتقد النقاد جامعة إكستر لإصدار هذه التحذيرات، كما انتقد رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون ، وهو من محبي أعمال هوميروس والكلاسيكيات، هذه الخطوة علنًا ووصف التحذيرات بأنها "سخيفة" وأضاف أنه يجب "سحبها".
وقال فرانك فوريدي، أستاذ علم الاجتماع الفخري بجامعة كنت ، لصحيفة ميل أونلاين: "مسكين هوميروس.. إن الجامعة التي قررت وضع تحذير بشأن ملحمتي الإلياذة والأوديسة لهوميروس التى أصبحت مشوشة أخلاقياً، ومن الواضح أن هذه الجامعة لا تدرك التمييز الزمني بين الحاضر والماضي وتنظر إلى هذه الأساطير التأسيسية وكأنها تصريحات معاصرة عن العالم.
لقد كتب الشاعر اليوناني القديم هوميروس ملحمتي الإلياذة والأوديسة في القرن السابع أو الثامن قبل الميلاد . وقد استوحيا هاتين الملحمتين من حرب طروادة الأسطورية ، وهما من أقدم الأعمال الأدبية التي لا يزال يقرأها القراء المعاصرون.
تدور أحداث الإلياذة في نهاية حرب طروادة في الأسابيع الأخيرة من الحصار، وتصور التنافس الشرس بين الملك أجاممنون وأخيل، المحارب الشهير، أما الأوديسة، التي تم التصويت عليها في عام 2018 كأعظم قصة مكتوبة على الإطلاق، من قبل خبراء من جميع أنحاء العالم في استطلاع أجرته هيئة الإذاعة البريطانية، تتبع البطل اليوناني أوديسيوس، ملك إيثاكا في رحلته التي استمرت عشر سنوات إلى وطنه بعد نهاية الحرب.