لم تكتف قوات الاحتلال بالهجمات على المخيمات والنازحين الفلسطينيين في كل مكان من قطاع غزة في محاولة لإبادتهم، حيث استهدفت أيضا وبشكل واضح المستشفيات التي وصفتها الأمم المتحدة بالملاذ الأخير للمرضي والمصابين.
قال تقرير لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن الاعتداءات الإسرائيلية المميتة على مستشفيات غزة ومحيطها، دفع بنظام الرعاية الصحية إلى شفرة الانهيار التام، ما أثر بشكل كارثي على قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الرعاية الصحية والطبية.
وقالت المفوضية الأممية في تقريرها، إن الدمار المروع الذي أحدثته الهجمات العسكرية الإسرائيلية على مستشفى كمال عدوان الجمعة الماضي، ترك سكان شمال غزة تقريبا بلا أي إمكانية للحصول على الرعاية الصحية الكافية، يعكس نمط الهجمات الموثقة في التقرير.
وقال التقرير إنه وقع ما لا يقل عن 136 غارة على ما لا يقل عن 27 مستشفى و12 مرفقا طبيا آخر، ما أدى إلى خسائر فادحة في صفوف الأطباء والممرضين والمسعفين وغيرهم من المدنيين، وتسبب في أضرار جسيمة في البنية التحتية المدنية أو تدميرها بالكامل.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك: "وكأن القصف المتواصل والوضع الإنساني المتردي في غزة لم يكونا كافيَيْن، فأمسى الملاذ الوحيد الذي يجدر أن يشعر فيه الفلسطينيون بالأمان، مصيدة للموت. وأكد المفوض الأممي إن حماية المستشفيات أثناء الحرب أمر بالغ الأهمية، وعلى جميع الأطراف أن تحترم هذا المبدأ في جميع الأوقات".
وأوضح تورك أن التقرير الأممي يشرح بالتفصيل الدمار الذي لحق بنظام الرعاية الصحية في غزة، وحجم قتل المرضى والموظفين وغيرهم من المدنيين في هذه الاعتداءات، "في تجاهل صارخ للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان".
ومن جانبه قال ممثل الصين في مجلس الأمن الدولي إسرائيل إلى التوقف عن تحويل المستشفيات إلى ساحات معارك مضيفا أن الخلافات في المفاوضات يجب أن يتم سدها بالإرادة السياسية وليس بالأرواح البريئة مؤكدا أن الفوز بالحرب لا يعني بالضرورة امتلاك السلام، وأن اللجوء إلى القوة العسكرية فقط لا يضمن الأمن الدائم. خلال احاطه لمجلس الأمن.
وقال ممثل جمهورية كوريا في مجلس الأمن الدولي خلال احاطه للمجلس إن من المقلق أن تهاجم إسرائيل مستشفى كمال عدوان بشكل متكرر، مضيفًا: "في 27 ديسمبر، حيث بدأ حرق المنشأة عندما كان المرضى لا يزالون في الداخل".
وأشار ممثل كوريا إلى أنه على الرغم من حجة إسرائيل بأن قواتها الدفاعية بذلت جهودًا مكثفة لتمكين علاج المرضى، "فقد شهد العالم بأسره العكس، من خلال التقارير الإعلامية المروعة والصور ما يحدث ضد الشعب الفلسطيني من اعتداءات.