تمر اليوم ذكرى ميلاد جبران خليل جبران الذي يعد أحد رواد النهضة بالمنطقة العربية، ويعد يوم ميلاده احتفالًا في كل الأوساط الثقافية حول العالم، إذ ولد في جبران في مثل هذا اليوم 6 يناير عام 1883، وهو شاعر وقاص وفنان، وأديب لبناني، كما أنه أحد أهم رواد أدب المهاجر.
رغم ارتباط جُبران بالعديدِ مِن النّساء، إلا أن مي زيادة كانت لها مكانة خاصة، فكانت حبيبته وصديقته وطالما عبر عن إعجابه بكتاباتها وثقافتها عبر رسائلة، كما أحب فيها حبها له، خاصة أنه الحب الوحيد في حياتها، وعلى الرغم من قوة تلك العلاقة وتمييزها إلا أنهم لم يلتقيا ولو لمرة ويقال أنهم تجنبا لقاء بعضهما، واستمرت المراسلة بينهما ما يقرب العشرين عامًا وانتهت بوفاة جبران في نيويورك عام 1931، وهو ما تسبب في صدمة لمي مما جعلها تعيش باقي حياتها وحيدة، وتُعد رَسائلهما أحد أهم الأعمال في فن المراسلة، حَيثُ قامَ جبران خليل جبران بِتأليف كِتاب يَضم جَميع رَسائِلُه لَها وعَددُها 37 رسالة بعنوان "الشعلة الزرقاء".
تعارف مي وجبران عبر الرسائل عندما كتبت مي زيادة مقالة تعبر فيها عن رأيها بقصيدة جبران خليل جبران "المواكب"، حَيثُ كانت مي معجبة بأفكاره وآراءه، ثم كتبت له رسالة تعبر فيها عن رأيها أيضًا بقصة "الأجنحة المتكسرة" التي نشرها في المهجر عام 1912م حيث كتبت له:
إنّنا لا نَتفق في مَوضوع الزّواج يا جُبران. أنا أحترمُ أفكارَك وأجلُ مَبادئك، لِأنني أعرِفُك صادِقاً في تَعزيزها، مُخلصاً في الدِّفاع عَنها، وكُلُها تَرمي إلى مَقاصِدَ شَريفة. وأُشاركك أيضاً في المَبدأ الأساسيّ القائِل بِحرية المَرأة، فكالرجل يَجبُ أن تَكون المرأة مُطلقة الحُريّة في انتِخاب زَوجها من بَين الشُّبان، تابِعة بذلك مُيولَها وإلهاماتِها الشّخصية، لا مَكيفة حَياتها في القالِب الّذي اختارَهُ لَها الجيرانُ والمَعارف..".