المستشارة هايدي فضالي رئيس محكمة الأسرة السابق تكشف لـ"اليوم السابع": السوشيال ميديا تعصف باستقرار البيوت.. الزوجات يطلبن الخلع خوفًا من عدم إقامة حدود الله.. وهذا سر بحث المرأة عن الكمال عبر شاشة هاتفها

الإثنين، 06 يناير 2025 02:00 م
المستشارة هايدي فضالي رئيس محكمة الأسرة السابق تكشف لـ"اليوم السابع": السوشيال ميديا تعصف باستقرار البيوت.. الزوجات يطلبن الخلع خوفًا من عدم إقامة حدود الله.. وهذا سر بحث المرأة عن الكمال عبر شاشة هاتفها الزميل محمود عبد الراضى يحاور المستشارة هايدى الفضالى
حوار: محمود عبد الراضي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

ـ حموات أم وقود للنار؟ دور الأهل في النزاعات الزوجية

ـ قصص غريبة من محكمة الأسرة: حين يجتمع الطلاق والندم

- أخطر مراحل الزواج: خطأ التجميل المفرط في الخطوبة

- نصائح مستشارة: كيف نتجنب الحروب الزوجية؟
 

في قاعات محكمة الأسرة، حيث تتقاطع الأحلام المنكسرة مع الأمل المفقود، تسير المستشارة هايدي فضالي، كشاهدة على قصص الحب التي أُثقلت بتوقعات خاطئة وضغوط مجتمعية، من خلال سنوات عملها كرئيس لمحكمة الأسرة، كانت شاهدة على تحول القضايا من مسرحية كوميدية مأساوية إلى دراما قانونية.
هنا نتحدث عن قضايا الخلع، السوشيال ميديا، وتأثيرات الحموات، في محاولة لفهم ما وراء الأرقام والجداول، وما تخفيه الأرواح.

إلى نص الحوار:

ما الأسباب الرئيسية التي تدفع بعض الأزواج إلى الانفصال خلال السنة الأولى من الزواج؟


غالبًا ما تكون سقوف التوقعات المرتفعة هي السبب الأساسي، خلال فترة الخطوبة، يعيش الزوجان في فقاعة مثالية، لكن بعد الزفاف تبدأ المسئوليات الحقيقية، فجأةً، تجد الزوجة نفسها بين إدارة المنزل والعمل، وربما مواجهة تغييرات جسدية بسبب الحمل، أما الزوج، فقد يواجه خيبة أمل من زوجة تغيرت أولوياتها أو شكلها، كلا الطرفين يشعر بالاختناق، وبدلًا من التكيف، يختارون الانفصال كحل.

ظاهرة الطلاق بعد سن المعاش أصبحت ملفتة، فما الذي يدفع الأزواج إلى الانفصال في هذا العمر؟

قلة قليلة من القضايا تظهر هنا، لكنها تترك أثرًا قويًا، أحيانًا يسعى أحد الزوجين لتجديد شبابه بعد التقاعد، فيصبح الطرف الآخر الضحية، خصوصًا السيدات اللواتي لا يجدن مأوى بديلًا أو دعمًا ماديًا، في بعض الحالات، يلجأن إلى الطلاق للضرر، مثل زواج الزوج من أخرى أو تغييرات جذرية في السلوك.

الزميل محمود عبد الراضى يحاور المستشارة هايدى الفضالى  (1)
الزميل محمود عبد الراضى يحاور المستشارة هايدى الفضالى

 

كيف أثرت وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الزوجية؟

السوشيال ميديا أشعلت نار التوقعات الخيالية، ترى الزوجة صورًا لنساء يحصلن على هدايا ثمينة من أزواجهن، أو عيش حياة تبدو مثالية، فتبدأ في مقارنة حياتها مع ما تشاهده، أما الزوج، فقد يقع في فخ التحدث إلى نساء أخريات، مما يزيد الشكوك والانقسامات، في النهاية، تتحول السوشيال ميديا من وسيلة ترفيه إلى قنبلة موقوتة في العلاقة.

عبارة "أخاف ألا أقيم حدود الله" شائعة في قضايا الخلع.. كيف تُفسر قانونيًا واجتماعيًا؟
هذه العبارة تعبر عن رغبة الزوجة في إنهاء العلاقة بسبب الكراهية الشديدة أو عدم التوافق، قانونيًا، تُقر الزوجة بأنها غير قادرة على أداء واجباتها كزوجة، فتتنازل عن حقوقها المالية كالمؤخر ونفقة العدة، إنه قرار مليء بالتحديات الاجتماعية.

ما أبرز الأسباب التي تدفع النساء لطلب الخلع؟


الأسباب أحيانًا تكون بسيطة لدرجة تثير الدهشة، مثل طريقة نوم الزوج "بيشخر في النوم" على طريقة فيلم محامي خلع، أو عاداته اليومية، وأحيانًا تكون عميقة، كالبغض أو الشعور بعدم الراحة في العلاقة، الخلع هو خيار لمن لا يستطيع إثبات الضرر، لكنه غالبًا يكون آخر محاولة لإنقاذ الذات.

الزميل محمود عبد الراضى يحاور المستشارة هايدى الفضالى  (2)
الزميل محمود عبد الراضى يحاور المستشارة هايدى الفضالى

 

هل تحاول المحكمة التوفيق بين الأزواج قبل إصدار حكم الطلاق؟

بالطبع. عرض الصلح خطوة إلزامية، إذا كان للزوجين أطفال، يتم العرض مرتين؛ أما بدون أطفال، فمرة واحدة، في قضايا الخلع، يتم تعيين حكمين من الأزهر لمحاولة التوفيق، الهدف دائمًا هو إعطاء فرصة أخيرة للحب.

باعتباركم شاهد على العديد من القضايا، ما أغرب حالات الخلع التي واجهتموها؟


لا أنسى حالة زوجين في السبعين من العمر قررا الانفصال بعد 50 عامًا من الزواج، بعد الحكم، تراجعا عن قرارهما وطلبا فرصة جديدة للعيش بسلام لبقية حياتهما، في حالات أخرى، نجد أسبابًا طريفة مثل شخير الزوج أو عاداته البسيطة، لكنها كانت كافية للزوجة لطلب الانفصال.

ما دور الحموات في زيادة النزاعات الزوجية؟


في كثير من الحالات، تدخل الأهل، وخاصة الحموات، يزيد من تعقيد الأمور،  الأم، سواء كانت للزوج أو الزوجة، تلعب دورًا كبيرًا في التأثير على قرار الانفصال، وغالبًا ما يكون تدخلها مدفوعًا بحبها لأولادها، لكنه يؤدي إلى نتائج عكسية.

الزميل محمود عبد الراضى يحاور المستشارة هايدى الفضالى  (3)
الزميل محمود عبد الراضى يحاور المستشارة هايدى الفضالى

ما النصائح التي تقدمونها للحفاظ على استقرار الحياة الزوجية؟


- للزوجين: تعلموا فن التنازل. لا تجعلوا الطلاق خياركم الأول، وحاولوا إيجاد حلول للمشاكل. 
- للأهل: امنحوا أبناءكم مساحة لإدارة حياتهم الزوجية بأنفسهم. 
- للمجتمع: دعم العلاقات بدلاً من نقدها.

في النهاية، تبقى قاعات محكمة الأسرة شاهدًا على قصص إنسانية تتقاطع فيها الأحلام مع الواقع، المستشارة هايدي فضالي تقدم نموذجًا لفهم عميق لما وراء الأرقام والقضايا، إنها دعوة للحوار، الصبر، والتفهم، في عالم تمزقه التوقعات الزائفة وضغوط الحياة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة