مما لا شك فيه أن ملف التحكيم يعد أحد أهم أبرز الملفات الشائكة بالكرة المصرية حاليا بعدما شهد التحكيم حالة من الجدل الكبير في الفترة الأخيرة وتذبذب مستوى الحكام حتى في وجود الخبير البرتغالي بيريرا وبعد رحيله أيضا.
مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة هاني أبو ريدة يضع ملف التحكيم في مقدمة أولويات المجلس، لاستعادة الكرة المصرية بريقها عربيا وأفريقيا، وستكون أولى
هذه الخطوات هي استعادة التحكيم لمكانته الطبيعة كأحد أهم عناصر منظومة كرة القدم وأيضا أحد أسباب نجاح البطولات محليا ودوليا وقاريا.
يأتي ذلك بعدما شهدت الفترة الأخيرة حالة من التوتر لمنظومة التحكيم، لذا يسعى المجلس الحالي لإعادة الهدوء والثقة لأسرة قضاة الملاعب حتى تستطيع الظهور بشكل جيد بعد حالة من التخبط والخلافات داخل جدران لجنة الحكام الرئيسية، إلى جانب ما شهدته اختيارات القوائم الدولية 2025، وما تبعه من غياب غير مبرر للمعايير التي أقرها الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا في اختيار القوائم الدولية التي تعد من أسوأ القوائم في السنوات الأخيرة في ظل خلاف شخصي بين محمد فاروق وإبراهيم نورالدين كان ضحيته التحكيم والحكام.
لكن لا بد أن يكون هناك مشروع كبير لتطوير التحكيم بالشكل المناسب، ويطلق عليه مشروع القرن لتطوير التحكيم المصرى، وتكون هناك خطة تحتوى على 5 محاور رئيسية، وهي:
- المحور الأول والأهم فى هذه الخطة هو رصد ميزانية مالية مناسبة لتطوير التحكيم .
- المحور الثانى هو لا بد من تحديث الأجهزة المستخدمة فى كابينة الـVAR ، بحيث تكون هناك أجهزة حديثة تعمل بشكل جيد، وتأهيل عدد مناسب من الحكام والمساعدين للحصول على رخصة الـVAR، حتى الذين لديهم الرخصة حاليا تتم إعادة تقييم بشكل جيد ومناسب واستبعاد من هم دون المستوى .
- المحور الثالث تنمية قدرات ومهارات الحكم الحالين سواء الدوليين أو الدرجة الأولى المشاركين بالمسابقات حاليا.
- المحور الرابع الحكام الواعدون وصغار السن من 22 إلى 26 سنة من الدرجة الثانية والثالثة بالمناطق على مستوى الجمهورية، وتأهليهم وإعداهم بشكل جيد حتى يكونوا هم نواة التحكيم فى المستقبل خلال من سنتين إلى 3 سنوات، جاهزين لتحمل المسئولية.
- المحور الخامس والأهم ممكن أن يقال عنه مشروع القرن لتطوير التحكيم، وهو أكاديمية لإعداد وتأهيل الحكام تحت إشراف اتحاد الكرة برعاية وزارة الشباب والرياضة، واستقطاب اللاعبين من الناشئين والبراعم دون الـ15 عاما، هذه الأكاديميات يديرها خبراء متخصصون فى الإعداد النفسى والبدنى والفنى والطبى.
ثم بعد عامين على الأقل نقدر نقف على الموهوبين منهم أو من ينطبق عليه حكم مصنوع ما دام لديه الاستعداد، ويتم عمل تصفية لاختيار أصحاب القدرات الخاصة ثم يتم ضمهم للتحكيم، وأيضا من ضمن البرنامج أن تكون هناك فرصة لعمل معايشة لعدد من هؤلاء بإحدى الدول التى لديها منظومة تحكيمية متميزة للاستفادة من هذه المعايشة فنيا وبدنيا ونفسيا وطبيا، ولا بد أن يكون تحت إشراف اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة وكل المسئولين عن منظومة كرة القدم المصرية، بذلك سيكون لدينا تحكيم متميز طبقا للأساليب العلمية لحديثة.
ولا بد أن يتم التطوير طبقا للأساليب العلمية الحديثة التي يدار بها التحكيم في الدول المتقدمة في كرة القدم، خاصة بعدما أصبحت كرة القدم صناعة حقيقية تؤثر في اقتصاد العديد من الدول الكبرى في جميع أنحاء العالم.
لذا أعتقد أن أبو ريدة لما يمتلكه من حكمة وخبرة محلية ودولية يستطيع أن يعيد ترتيب الدولاب الإداري والفني للتحكيم، خاصة أن لديه إصرارا على استقدام خبير أجنبي لتطوير منظومة التحكيم في وجود بعض الكوادر المصرية من أصحاب الكفاءات إلى جانب الوجوه الجديدة الواعدة التي تمتلك الفكر والرؤية الثاقبة للمساهمة في التطوير ومساعدة الخبير الذي سيتولى ملف التطوير في الفترة المقبلة.