عاد مزارعو أوروبا إلى الشوارع مرة أخرى بالجرارات فى احتجاجات جديدة ضد سياسات بروكسل فى قطاع الزراعة، وأعلنت بعض المنظمات الزراعية فى عدد من الدول الأوروبية الأخرى العودة مجددا لاحتجاجات المزراعين ، وذلك للمطالبة باتخاذ إجراءات مناسبة لإنقاذ القطاع من الانهيار.
وبدأت فرنسا بهذه الاحتجاجات، حتى تمددت لدول أوروبية أخرى. فشهدت بلجيكا وإيطاليا وبولندا احتجاجات للمزارعين المعارضين لاتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبى ودول ميركوسور (أمريكا اللاتينية)، التى أحدثت جدلا داخل صفوف الاتحاد وأبرزت معارضة بعض دوله لها كإسبانيا وألمانيا، وفقا لصحيفة لاراثون الإسبانية.
ووجه اتحاد "كوبا كوجيتشا"، وهو أكبر اتحاد زراعى فى الاتحاد الأوروبى، نداء للمفوضية الأوروبية برفض الاتفاقية التى وصفها بـ"منطقة محظورة على المزارعين الأوروبيين"، يأتى هذا فى وقت تدخل فيه احتجاجات المزارعين الفرنسيين يومها الثانى، حيث اعتبرت نقابات زراعية محلية أن أن الاتفاقية التجارية المرتقبة مع دول أمريكا الجنوبية الخمس فى ميركوسور قد "تنهى جميع القطاعات" وتهدد المعايير البيئية والاجتماعية.
وانطلقت الاحتجاجات فى عدة مناطق فرنسية، حيث أغلق المزارعون الطرق واحتلت عشرات الجرارات الزراعية الطريق السريع N118 المؤدى إلى باريس بالقرب من فيليزي-فيلاكوبلاى، مع امتداد الاحتجاجات إلى مناطق أخرى فى فرنسا.
وفى فرنسا يستأنف المزارعون احتجاجاتهم ، وتتجه عدة طوابير من الجرارات إلى باريس بهدف عرقلة العاصمة اعتبارا من الاثنين، إذا لم يتلقوا ردودا من الحكومة، دعتها نقابة التنسيق الريفي (CR)، وهي ثاني أهم جمعية مهنية في فرنسا وأكثر راديكالية أيضًا من نقابة FNSA ذات الأغلبية، وتوقفت عدة طوابير من الجرارات من نقاط مختلفة نحو العاصمة.
وأضاف لو فلوك في تصريح لقناة "بي إف إم" "أعتقد أن الوضع قد يصبح أكثر صعوبة"، معربا فيه عن أسفه لأن الأمين العام للجمهورية التشيكية "محتجز، على الرغم من أنه على وشك إطلاق سراحه" داخل قوة الشرطة.
وانطلقت الاحتجاجات رداً على اتفاقية التجارة الموقعة عام 2019 بين الاتحاد الأوروبي وكتلة ميركوسور التي تضم البرازيل والأرجنتين وباراجواي وأوروجواي وبوليفيا، حيث يخشى المزارعون أن تؤدي إلى زيادة واردات المنتجات الزراعية من أمريكا الجنوبية، مما يشكل تهديداً مباشراً لمصالحهم.
وأشارت صحيفة لابانجورديا إلى أنه فى بولندا توجه المزراعون إلى العاصمة وارسو للاحتجاج على السياسات الأوروبية التى تؤثر على قطاع الزراعة ، فى الوقت الذى تتولى فيه بولندا الأيام الأولى من رئاسة الاتحاد الأوروبى .
وسار المتظاهرون، الذين احتجوا في نفس يوم حفل تنصيب الرئاسة البولندية، عبر عاصمة البلاد تحت شعار "5 × توقف"، في إشارة إلى ما يشيرون إليه على أنها خمس مجالات تؤثر على بولندا، نتيجة لـ السياسات التي قدمتها بروكسل: اتفاقية التجارة مع ميركوسور، والصفقة الخضراء الأوروبية، واستيراد المنتجات الزراعية من أوكرانيا، وتدمير قطاعي الغابات وصيد الأسماك البولنديين، ومشاكل الاقتصاد البولندي.
كان هذا هو الأحدث في سلسلة من الاحتجاجات التي قام بها المزارعون، ليس فقط في بولندا، ولكن أيضًا في جميع أنحاء أوروبا وإسبانيا، منذ ديسمبر 2023، وهكذا، أعرب المزارعون الفرنسيون والإسبان عن استيائهم من الاتفاقية التجارية التي تم التوصل إليها مع ميركوسور والتي ووفقا لهم، سيضر بالثروة الحيوانية والزراعة الأوروبية، وسيسمح بدخول المنتجات الخاضعة لمعايير رقابة أقل صرامة إلى الاتحاد الأوروبي.
وشملت أساليب احتجاج المزارعين إغلاق الطرق والطرق السريعة والاعتصام أمام المباني الحكومية. وفي نوفمبر الماضى أغلقوا معبرا حدوديا مع أوكرانيا لمدة يوم وفي الأسابيع التالية أغلقوا طرقا أخرى في بولندا.
كما توجه المزارعون البريطانيون إلى البرلمان الاسبوع الماضى، باللافتات والأبواق، للاحتجاج على رفع ضريبة الميراث، حيث يقولون إن ذلك سوف يمثل "ضربة قوية" لمزارع الأسر التي تواجه صعوبات بالفعل.
ويشار إلى أن المزارعين البريطانيين نادرا ما يكونون متشددين مثل نظرائهم الأوروبيين، كما أن بريطانيا لم تشهد احتجاجات كبيرة مثل التي شهدتها فرنسا ودول أوروبية أخرى. ولكن الآن، يقول المزارعون إنهم سوف يصعدون خطواتهم في حال لم تستمع الحكومة إليهم.
المطالبة بخطة شاملة
ومن ناحية آخرى، طلبت دول الاتحاد الأوروبي من المفوضية الأوروبية وضع خطة أوروبية شاملة لمكافحة مشكلة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف الثلاثية النمو على المستوى المجتمعي والعالمي، و"يحث المجلس المفوضية الأوروبية على اقتراح خطة عمل شاملة على مستوى الاتحاد الأوروبى تهدف إلى مكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، بهدف تعزيز القدرة على مواجهة الجفاف وتحقيق الحياد في تدهور الأراضي بحلول عام 2030".