نادى السعادة فى مدينة العريش بشمال سيناء، ليس مجرد مكان يلتقى فيه الأصدقاء أو تقام فيه الأنشطة الترفيهية؛ بل هو ملاذ دافئ يحمل فى طياته قصصًا إنسانية عميقة ومشاعر صادقة تعكس قوة الترابط بين أفراده .. النادى يحتضن أكثر من 600 عضو من كبار السن، تختلط الذكريات بالحاضر، وتلتقى الأيادى لتعانق القلوب، فى مشهد يجسد معنى العطاء والود.
احد-العضوات
فى كل زاوية من زوايا النادى تجد حكاية، تبدأ بابتسامة وتنتهى بأمل، حكاية عواطف التى وجدت فيه ملجأً بعد فقدان زوجها، وزينب التى تنعمت بدفء العائلة بعيدًا عن مسقط رأسها، وإبراهيم الذى يصفه بأنه ليس مجرد مكان بل وطن صغير يحل فيه السلام.
هنا فى نادى السعادة، يختلط صوت القرآن كل ثلاثاء بأحاديث ودودة وندوات تثقيفية، تتوجها ضحكات الأعضاء الذين يشاركون الفرح فى الأفراح، ويشدون الأزر فى الأحزان، إنه مكان يصنع الفارق، ليس فقط فى حياة أفراده، بل فى مجتمع بأسره.
اعضاء-النادي
واحة إنسانية واجتماعية تجمع كبار السن فى جو من الألفة والمحبة، وتأسس النادى عام 1990 تحت إشراف مؤسسة التكافل الاجتماعى التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، ويمثل نموذجًا حيًا للتواصل الاجتماعى والخدمة المجتمعية، حيث يضم من تتجاوز أعمارهم الخمسين عامًا، مع إشراك عشرة أعضاء من الشباب لتقديم الدعم والخدمة.
النادى يتميز بمقر رئيسى وسط مدينة العريش، بالإضافة إلى مقر صيفى مميز على شاطئ البحر، حيث يستمتع الأعضاء بالأجواء الصيفية والأنشطة الترفيهية المتنوعة، ويتم تنظيم لقاء أسبوعى كل يوم ثلاثاء، يتحول فيه النادى إلى ساحة للتواصل والتفاعل بين الأعضاء، حيث تبدأ اللقاءات بقراءة جزء من القرآن الكريم يتم ختمه شهريًا، يتبعها جلسات تثقيفية وفعاليات متنوعة تعكس روح التعاون والمحبة بين الجميع.
بهجه-في-النادي
وأوضحت فاطمة نصار، رئيس النادى، أن الهدف من إنشائه هو تقديم خدمات ترفيهية وصحية تسهم فى تحسين جودة حياة كبار السن، مضيفة قائلة:"النادى ليس مجرد مكان للقاء، بل هو مساحة لبناء الروابط الإنسانية وتعزيز دور كبار السن فى المجتمع، نسعى من خلال برامجنا السنوية إلى تنظيم ندوات تثقيفية، أنشطة رياضية، ورحلات داخل وخارج المحافظة، لتكون الحياة أكثر إشراقًا وسعادة لهذه الفئة التى قدمت الكثير للمجتمع".
وتتحدث نجوى طلبة، إحدى العضوات فى النادي، عن تجربتها قائلة:"وجدت نفسى فى هذا النادي، وإنه فعلاً نادى السعادة لمن يبحث عن السعادة، وأشعر وكأننى وسط أهلى وأصدقائي، حيث يوفر لنا النادى كل وسائل الراحة ويمنحنا إحساسًا بأننا عائلة واحدة".
جانب-من-الاعضاء
أما زينب الفرجاني، القادمة من محافظة المنيا والمقيمة فى شمال سيناء منذ الثمانينيات، فتصف تجربتها بقولها:"انضممت للنادى منذ أربع سنوات، وأجد فيه أجمل أوقاتي، إنه المكان الذى أجد فيه الراحة والألفة التى كنت أبحث عنها".
عواطف أحمد، عضو آخر فى النادي، تتحدث عن دور النادى فى حياتها، قائلة:"بعد وفاة زوجي، وجدت فى النادى مجتمعًا يحتضنني، نحن نقرأ جزءًا من القرآن كل يوم ثلاثاء، وفى الصيف نقضى وقتًا ممتعًا على الشاطئ ونشارك فى أنشطة مثل الماراثونات والجرى والألعاب الترفيهية".
جانب-من-المشاركات
من جهته، أشار عايش فايز الشوربجي، وهو مدير عام سابق فى الإتصالات وأحد أعضاء النادي، إلى أهمية الأنشطة الاجتماعية التى يقدمها النادي، قائلاً: "النادى يقدم للأعضاء دعمًا معنويًا قويًا، حيث نتشارك فى المناسبات السعيدة ونقف مع بعضنا فى الأوقات الصعبة، كما يضم النادى غرفة رياضية مزودة بأجهزة حديثة تلبى احتياجات الأعضاء. فى الصيف، ننظم مخيمات مفتوحة على الشاطئ تكون متاحة للأعضاء وأسرهم لقضاء يوم ممتع بدون أى تكاليف".
إبراهيم على موسى فخر الدين، أحد الأعضاء البارزين فى النادي، يؤكد على الأثر الإيجابى للنادى فى معالجة المشاكل المجتمعية قائلاً: "النادى ليس مجرد مكان للترفيه، بل هو منصة لحل العديد من القضايا المجتمعية التى تواجه الأعضاء أو مجتمعاتهم".
زينل-الفرجاني
أما حسنة الغول، التى كانت من أوائل المشاركين فى تأسيس النادي، فتروى كيف بدأ النادى كفكرة بسيطة وتحول إلى مجتمع متكامل: "بدأنا بخمسة أشخاص فقط، كنا نجتمع لقراءة القرآن، ولكن اليوم أصبح النادى مجتمعًا كبيرًا يضم المئات ويقدم خدمات متنوعة تتراوح بين الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية".
تحية محمد عواد، إحدى العضوات، وجدت فى النادى فرصة لاكتشاف مواهبها وتنميتها، قائلة: "النادى هو المكان الذى أتاح لى فرصة إبراز مواهبى التى كنت أظن أننى فقدتها"، بينما تصف ماجدة إبراهيم النادى بكونه المكان الذى يعيد الحياة لمن هم فى عمرها، قائلة: "النادى هو بيتى الثاني، حيث أشعر بالألفة والطمأنينة".
فاطمه-نصار-رئيس-النادي
محمد الأعرج، الذى انضم للنادى قبل خمسة أشهر بناءً على توصية من زوجته، يقول: "النادى أضاف لى الكثير، أصبح مكانًا يجمع بين الاستمتاع بالفائدة والتواصل مع الآخرين".
أحمد متولي، أحد الأعضاء المخلصين، يشيد بروح التعاون بين الأعضاء قائلاً: "النادى يجمعنا كعائلة واحدة، والأعضاء يتبرعون من جيوبهم لإسعاد بعضهم البعض، والأجواء مليئة بالمحبة والتفاهم".
لقاء-في-النادي
نادى السعادة فى العريش ليس مجرد مكان للقاء، بل هو تجربة إنسانية فريدة تقدم لكبار السن فرصة للتواصل مع الآخرين والاستمتاع بالحياة فى جو من السعادة والبهجة، من خلال أنشطته المتنوعة وبرامجه المدروسة، أصبح النادى نموذجًا يحتذى به فى تعزيز الروابط الاجتماعية، وتقديم الدعم النفسى والإنسانى لكبار السن فى محافظة شمال سيناء.
مجتمع-واحد
مشاركات-من-كل-الاعمار
مقر-النادي
من-كبار-السن
ناي-السعاده
ندوات-منوعه