الفنان حمدي غيث غول المسرح أو ريتشارد قلب الأسد كما يطلق عليه، أحد عمالقة الفن في الزمن الجميل، أبدع في تقديم شخصيات متنوعة على الشاشة وخشبه المسرح.
تميز بقدرته الفريدة على إقناع المشاهد بتجسيده المتقن للأدوار وفي بعض الأعمال يجعلك تتعاطف معه وفي أخرى تهابه وأحيانا تكرهه، وهو ما يعكس براعته في التنقل بين الشخصيات واتقانها سواء في السينما أو الدراما أو المسرح.
ولد الفنان حمدي غيث في مثل هذا اليوم، وهو الأخ الأكبر للفنان عبد الله غيث تخرج في معهد التمثيل عام 1947 بتفوق وكان الأول على دفعته، التحق بكلية الحقوق، لكنه لم يكمل دراسته بها بسبب منحة دراسية لاستكمال دراسته المسرحية في باريس، وهناك زامل الفنان نبيل الألفي، درس في جامعه كامبريدج وعاد إلى مصر بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى ليصبح عمدة قريته، وبعد وفاة والده انتقلت الأسرة إلى القاهرة واستقرت في حي الحسين.
واجه حمدي غيث صدمة كبيرة عند وفاة شقيقه عبد الله غيث الذي وصفه بأنه قطعة منه وتأثر بشدة عند اضطراره لاستكمال دور شقيقه في مسلسل المال والبنون حيث أدى شخصيه عباس الضو، وكان يعود من التصوير متأثرا ما تسبب في أزمة نفسية حادة اضطرته للخضوع للعلاج النفسي لفترة طويلة، وظل الحزن ملازما له حتى وفاته عام 2006.
بدأ مسيرته التمثيلية على خشبة المسرح، وكان أول أدواره في مسرحية كسبنا البريمو تبعها أعمال مسرحية بارزة مثل تحت الرماد وأرض النفاق وسقوط فرعون، أما في السينما فكانت انطلاقته في فيلم صراع في الوادي وشارك في 19 فيلما منها الناصر صلاح الدين التوت والنبوت، أرض الخوف، إلى جانب تجسيده شخصيه أبو سفيان في فيلم الرسالة مع المخرج مصطفى العقاد، وجسد شقيقه عبد الله غيث دور حمزه ابن عبد المطلب.
وعلى الشاشة الصغيرة ترك حمدي غيث بصمه مميزه بأدواره منها شخصيه الشيخ بدار في ذئاب الجبل والشيخ ابراهيم في خالت صفيه والدير وعباس الضو في المال والبنون، حصل حمدي غيث خلال مشواره الفني على العديد من الجوائز والتكريمات منها جائزه الدولة التقديرية في فنون عام 1985 وشهاده تقدير في عيد الفن عام 1978 وايضا جائزه الدولة التقديرية في المسرح ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ليظل اسمه خالدا في سجل عمالقة الفن المصري، بحسب تقرير لـ"صباح الخير يا مصر".
