أكدت الدكتورة إيمان محمد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن تكريم الله للإنسان وتفضيله على سائر المخلوقات جاء في إطار تعاليم الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى الفضائل وتحض على حسن الطباع، مشيرة إلى أن أول فضيلة يجب أن يتحلى بها المسلم هي "سلامة الصدر".
وأضافت الدكتورة إيمان محمد خلال حلقة من برنامج "فطرة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن "سلامة الصدر" تعني أن يكون الإنسان خاليًا من الحقد والبغضاء والغل تجاه الآخرين، وأن يحب الخير لهم كما يحب لنفسه، مستشهدة بالحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وهذه الفضيلة تعد من أعظم العبادات التي يثاب المسلم عليها، لأنها تتطلب مجاهدة نفسية.
وأوضحت أن التسلح بهذه الفضيلة يساعد المسلم في التغلب على طبائع النفس التي تميل إلى حب التفوق والتميز على الآخرين، وأن سلامة الصدر تتطلب تجاوز شعور الحسد والضغينة، والتعامل مع الآخرين بتسامح وحسن الظن، حتى في الأوقات التي قد يظهر فيها البعض الغيرة أو التنافس.
كما استشهدت بمواقف من حياة الصحابة، مثل قصة الرجل الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الجنة، حيث تبين من خلال متابعة الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص لهذا الرجل أنه لا يحسد أحدًا ولا يحمل في قلبه غلًا تجاه المسلمين، مشيرة إلى أن هذه الفضيلة هي التي جعلته ينال المنزلة الكبيرة في الجنة.
وأوضحت أن سلامة الصدر لا تقتصر على عدم الحقد، بل تشمل أيضًا حسن الظن بالآخرين، والتماس الأعذار لهم، وتجنب التصغير من نعمة الآخرين أو تذكيرهم بزوالها، مشددة على أن هذه الفضيلة تساهم في بناء علاقات طيبة مع الجميع وتعزز من السلام النفسي للمؤمن.
