شهد العالم على مدار تاريخه العديد من الحرائق، التى دمرت بعض المدن التاريخية الكبرى، كانت ولازالت عواصم بلادها، وحفرت هذه الحوادث فى ذاكرة التاريخ، بعدما دمرتها النيران من تراث إنساني كبير، ودمرت حضارات كاملة بسببها وكانت سببا في نهاية حقب تاريخية وبداية أخرى جديدة، مثل حريق روما القديمة، وحريق بغداد الذي كان إيذانا بانهيار الدولة العباسية في بغداد.
حريق روما
فى 18 يوليو من عام 64 اشتعل حريق ضخم فى روما استمر أكثر من 5 أيام، وكان ذلك فى السنة العاشرة من حكم الإمبراطور نيرون، حيث دمر الحريق 10 أحياء من جملة أنحاء المدينة الأربعة عشر، وبدأ الحريق بالقرب من السيرك الكبير فى منطقة يكثر بها المحلات التى كانت ممتلئة ببضاعة سهلة الاشتعال وامتدت النيران بسرعة فى كل الاتجاهات حيث حولت الأحياء المشتعلة إلى أنقاض.
حريق بغداد
بعد اجتياح المغول لبغداد ودكهم معالم الحضارة والعمران فيها وقتلهم أهلها، إذ احترقت الكثير من المؤلفات القيمة والنفيسة في مختلف المجالات العلمية والفلسفية والأدبية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، بعد أن أضرم المغول النار في بيت الحكمة، وهي إحدى أعظم مكتبات العالم القديم آنذاك، وألقوا بالكتب في نهري دجلة والفرات، كما فتكوا بالكثير من أهل العلم والثقافة، ونقلوا آخرين معهم إلى إلخانية فارس، ودمروا الكثير من المعالم العمرانية من مساجد وقصور وحدائق ومدارس ومستشفيات.
حريق موسكو
وقع حريق موسكو (1571) في شهر مايو من ذلك العام عندما داهمت قوات خان القرم دولت كراي الأول مدينة موسكو خلال الحروب القرمية الروسية، كان أحد أشد الحرائق في تاريخ المدينة. ويقدر المؤرخون عدد ضحايا الحريق بين 60,000 وما يزيد، ووصف الأجانب الذين كانوا يزورون المدينة قبل وبعد الحريق انخفاضا ملحوظا في عدد سكان المدينة، وايفان الرهيب تجنب المدينة لعدة سنوات بعد الحريق نظرا لعدم وجود سكن مناسب له ولحاشيته. وقد صُدّت محاولة الخان الثانية لغزو موسكو في 1572 بعد معركة مولدي.
حريق لندن الكبير
حريق لندن الكبير، وهو حريق ضخم اجتاح المناطق الرئيسة فى العاصمة البريطانية، لندن، واستمر من 2 سبتمبر حتى 5 سبتمبر من عام 1666م، حتى هدمت النيران مدينة لندن القديمة التى بنيت فى القرون الوسطى، والتى يحيطها سور لندن الرومانى الأثرى، وكادت النيران حينها أن تلحق بحى وستمنستر الأرستقراطى، وقصر الملك تشارلز الثانى "قصر وايت هول"، وغالبية المناطق العشوائية الفقيرة، كذلك التهمت النيران حوالى 13000 منزل، و87 كنيسة رعوية، وكاتدرائية القديس بولس القديمة، وطالت أيضًا غالبية مبانى المدينة الخاصة بالهيئات والسلطات الرسمية.