تمر، اليوم، الذكرى الـ162 على وقوع "معركة سبرينجفيلد" فى إطار الحرب الأهلية الأمريكية، وهى الحرب التى اشتعلت بين ولايات الشمال وولايات الجنوب سنة 1861، وانتصرت فيها الولايات الشمالية، وأدت هذه الحرب إلى مقتل ما يقرب من نصف مليون أمريكى وإنهاء الرق فى الولايات المتحدة، وذلك فى 26 مايو عام 1865.
الحرب الأهلية الأمريكية هى صراعات داخلية حدثت داخل الولايات المتحدة فى الفترة من عام 1861 إلى 1865، واجه فيها الاتحاد (الولايات المتحدة) الانفصاليين فى 11 ولاية جنوبية مجتمعة معا لتكون الولايات الكونفدرالية الأمريكية، وقد انتصر الاتحاد بهذه الحرب التى ما زالت تعدّ الأكثر دموية فى تاريخ الولايات المتحدة.
ودارت أكبر المعارك فى الحرب الأهلية الأمريكية فى ولايات بنسلفانيا وجورجيا وماريلاند وتينيسي، رغم وصول أجواء الحرب إلى أركان عديدة من الأرض الأمريكية، إلا أنها لم تنجح فى الوصول إلى قلب الاتحاد فى المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد.
بدأت إرهاصات الحرب بحركات انفصالية فى ولايات الجنوب في 20 ديسمبر 1860 بانفصال كارولينا الجنوبية عن الولايات المتحدة، وبين يناير وفبراير 1861 انفصلت 6 ولايات جنوبية أخرى عن الاتحاد الفدرالي، وهي ميسيسيبي وفلوريدا وألاباما وجورجيا ولويزيانا وتكساس.
وفي مؤتمر عقد في مونتجمري بألاباما أعلنت تلك الولايات السبع نفسها "الولايات الكونفدرالية الأمريكية"، واختاروا السيناتور عن ولاية ميسيسيبي جيفرسون ديفيس ليكون رئيسها، ثم انفصلت لاحقا عن الاتحاد الفدرالي 4 من الولايات الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب، وانضمت أيضا إلى الكونفدرالية، وهي أركنساس وتينيسي وفرجينيا وكارولينا الشمالية.
اندلعت الحرب الأهلية فعليا في 12 أبريل 1861، عندما حاصرت قوات انفصالية من الجنوب حصن فورت سمتر (الواقع على جزيرة قبالة الساحل) من مدينة تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية، وكانت تسيطر عليه قوات من الاتحاد الفدرالي الشمالية، وفي اليوم التالي وبعد نار كثيفة من القوات الجنوبية استسلمت قوات فورت سمتر "الشمالية"، وهكذا بدأت الحرب الأهلية.
فى 9 أبريل 1865، بدأت قوات "الكونفدرالية" فى إعلان استسلامها بعد سلسلة من الضربات الموجعة لقواتها وقطع الإمدادات عنها وسقوط تحصيناتها، ومع توالى استسلام القوات فى ولايات الجنوب على أمل الانضمام إلى الاتحاد الأمريكي، اعتقل الرئيس الكونفدرالي، فى 10 مايو 1865، لتكتب نهاية الحرب الأهلية الأمريكية.
كانت نهاية العبودية، كما يراها البعض، أحد أهم إنجازات الحرب الأهلية الأمريكية، بعدما أصدر الرئيس الأمريكى "لينكولن" أمرا تنفيذيا بإلغاء الرق فى الولايات الكونفدرالية، فى 1 يناير 1863، ومهد ذلك الطريق للتعديل الـ 13 للدستور، الذى أقره مجلس الشيوخ فى أبريل 1864، بإلغاء العبودية على مستوى جميع الولايات الأمريكية، وتم التصديق عليه فى ديسمبر 1865.
ولأكثر من قرن، كان التقدير الأكثر قبولًا هو حوالى 620 ألف قتيل، وغالبًا ما يتم الاستشهاد برقم محدد قدره 618222، مع 360222 حالة وفاة فى الاتحاد و258000 حالة وفاة فى الكونفدرالية، ولكن فى عام 2011، نشرالمؤرخ الدكتور جيه. ديفيد هاكر "A Census-Based Count of Civil War Dead"، فى المجلة العلمية الفصلية، تاريخ الحرب الأهلية، حيث أفاد بأن دراسته المتعمقة لبيانات التعداد التى تم ترقيمها مؤخرًا خلصت إلى أن تقدير دقيق لقتلى الحرب الأهلية بحوالى 750.000 قتيل، يتراوح من 650.000 إلى ما يصل إلى 850.000 قتيل.