كل عام بينما نحتفل بعيد الميلاد المجيد، وذكرى ميلاد السيد المسيح، من الصعب ألا نتذكر تلك المدينة الفلسطينية التي ارتبطت بهذه المناسبة. المدينة الكنعانية القديمة ذات التاريخ الطويل التي تعرف باسم "بيت لحم" ويرجع هذا الاسم إلى مدينة جنوب القدس عرفت باسم بيت إيلو لاهاما، وهو إله القوت لدى الكنعانيين، كما كان لها اسم أخر وهو " أفرات أو أفراته" وهي كلمة آرامية تعني الخصب والثمار.
يعود تاريخ المدينة إلى 2000 سنة قبل الميلاد، وتعود أهميتها التاريخية لمولد السيد المسيح فيها، ما جعلها وجهة حج ديني رئيسية للمسيحيين حول العالم. في القرن الحادي عشر قبل الميلاد دخل الفلسطينيون المدينة مرة أخرى بعد أن تمكن سيدنا داود عليه السلام استردادها من القبائل اليهودية الكنعانية التى سيطرت عليها بعد صراع من أهلها وهذا عام 937 ق م، وبعدها دخلت تحت الحكم الرومانى.
إقرأ أيضًا ..عيد الميلاد فى القدس فرح ممزوج بالألم
دخلت مدينة بيت لحم في الحكم الإسلامى عام 648 م، وقد ضمت جدارن المدينة سكانها من مسلمين ومسحيين يعيشون في أخاء ويمارسون شعائرهم الدينية على حد سواء، وكما ذكرت وكالة الأبناء الفلسطسينة وفا، فإنه في عهد الحكم هارون الرشيد الاسلامى للبلاد والدولة الفاطمية فقد شهدت"بيت لحم" نشاط واسع في التجارة والأمن والحرية والاهتمام بالكنائس ودور العبادة. في عام 1949 م وبعد حرب 1948 دخلت مدينة بيت لحم تحت الحكم الأردني بتوقيع اتفاقية حتى عام 1967م، وبعدها وقعت تحت وطأت الاحتلال الاسرائيلى
بيت لحم
من هذه الأحداث التاريخية التى شهدتها مدينة بيت لحم تعود أهميتها الدينية، فهى أيقونة الاحتفال بالأعياد المسيحية، كانت شوارعها تنبض بالحياة والأضواء وتعلن للجميع قدوم الفرح وبث السلام. كانت تحتفل ساحة كنيسة المهد بعيد الميلاد فتضيء شجرته ويجتمع المسيحيون من جميع أنحاء العالم والمسلمون من أبناء فلسطين للاحتفال معًا وخاصة بعيد الميلاد المجيد.
اقرأ أيضًا.. معاناة غزة.. العاملون الإنسانيون فى مرمى نيران الاحتلال
ولكن الآن ومع الحرب الدائرة في غزة على يد الاحتلال الاسرائيلي أغلقت المدينة أبواب أسواقها، وأطفئت أنوارها، ولم تعلق شجرتها وذهب الجميع للصلاة داخل كنيسة المهد داعين الله الخلاص من تلك الألام التى أصابت جموع أبناء الوطن الفلسطينى.
أهم الآثار المسيحية في بيت لحم
كنيسة المهد:
هى أقدم الكنائس في العالم، شيدتها الامبراطورة هيلانة والدة الملك قسطنطين في عام 335 م، وموقعها في نفس مكان ولادة السيد المسيح عليه السلام، وهى عبارة عن مجمع ديني كبير، يضم مبنى الكنيسة ومجموعة من الأديرة والكنائس الأخرى التي تمثل الطوائف المسيحية المختلفة، وهي: الدير الأرثوذكسي، والدير الأرمني، والدير الفرانسيسكاني لأتباع طائفة الفرانسيسكان. وتعد الكنيسة مصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
كنيسة المهد
مغارة الميلاد:
تقع تحت كنيسة المهد، وهي المكان الذي أرضعت فيه السيدة مريم العذراء المسيح عليه السلام حين هربت به من جنود هيردوس أثناء بداية الرحلة المقدسة إلى مصر.
مغارة بيت لحم
برك سليمان
برك سليمان تضم ثلاث برك ضخمة مستطيلة الشكل، تتسع لمياه الأمطار التي تسقط على الجبال المحيطة. ويحيط بالبرك عدد من أشجار الصنوبر، وقد ذكر في الإنجيل أن الملك سليمان عليه السلام بنى هذه البرك لزوجاته.
برك سليمان
قصر هيرويون
بني القصر على تلة تبعد عن بيت لحم ما يقرب من 6 كيلو. وهى ما تبقى من قلعة الملك هيرودوس التى بناها لزوجته في العام 37 قبل الميلاد.
قصر أثرى
مسجد بلال بن رباح قبر راحيل
وهو مقام راحيل زوجة سيدنا يعقوب، حيث ماتت في بيت لحم بعد ولادة ابنها بنيامين. وهذا المسجد له أهمية كبرى وقدسية لدى المسلمين والمسيحيين في بيت لحم. وقد تم بناء المسجد خلال الفترة العثمانية
مسجد بلال بن رباح قبر راحيل