بعد أكثر من عامين من الشغور الرئاسى منذ أن غادر الرئيس السابق ميشال عون قصر الرئاسة فى بعبدا بلبنان باءت أكثر من 12 جلسة نيابية لانتخاب رئيس بالفشل تم انتخاب قائد الجيش اللبنانى جوزيف عون ليصبح الرئيس الـ14 للبنان.
وأعلن رئيس البرلمان اللبنانى نبيه برى فوز عون بمقعد الرئاسة بعدد أصوات 99 صوتا خلال الجلسة الثانية التى عقدها البرلمان عون بعد أن كان عون قد حصل على 71 صوتا فقط خلال الجلسة الأولى التى عقدت صباح الخميس.
وقد عقدت جلستان بالبرلمان اللبنانى الخميس لانتخاب رئيس الجمهورية وقد باءت الجلسة الأولى بالفشل بعد حصول جوزيف عون على 71 صوتا من 86 صوتا كانت مطلوبة لنجاحه من إجمالى 128 صوتا فى البرلمان.
وقد شهدت الجلسة الأولى مشادات وتبادل ألفاظ نابية بين بعض النواب.
وفى الوقت نفسه جرت استعدادات فى قصر بعبدا لاستقبال الرئيس الجديد حيث تم وضع السجاد الاحمر فى الطريق المؤدية لبوابات القصر.
مرحلة جديدة من تاريخ لبنان
وفى أول كلمة له عقب الانتخاب قال عون عهدى إلى اللبنانيين: "أينما كانوا وليسمع العالم كله أن اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطنى وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات".
وأضاف عون، عهدى هو الدعوة لإجراء استشارات نيابية بأسرع وقتٍ لاختيار رئيس حكومة يكون شريكًا وليس خصمًا.
ومن جانبه كان نجيب ميقاتى قد أكد أن الجلسة الثانية سوف تنتهى بانتخاب عون رئيسا.
وأضاف قائلًا: "لقد تمكنا من الحفاظ على هيكلة الدولة خلال المرحلة الماضية والدستور يقر إجراء استشارات نيابية ملزمة لاختيار رئيس جديد للحكومة، وأن التوافق الحالى فى لبنان يرتبط فقط برئاسة الجمهورية ولا يشمل رئاسة الحكومة المرتبطة بمسار يحدده الدستور".
وأكد قائلا: "علاقتى ممتازة جدًا مع العماد جوزيف عون وأقدر حرصه الكبير على لبنان".
مشادات
من جانبه قال النائب إلياس بوصعب، نائب رئيس البرلمان، إن هناك مشكلة دستورية حقيقية وفى العام 2008 تم اعتبار انتخاب الرئيس السابق ميشال سليمان قد أتى بإجماع وطنى، وأضاف نحن أمام فرصة حقيقية اليوم ولا يجب الخروج من القاعة قبل انتخاب رئيس للجمهورية.
وقد توجه النائب سليم عون إلى الرئيس نبيه برى بعد تلاوة المواد الدستورية قائلا: "دولة الرئيس.. ليش عم نقرا الدستور.. بدنا نطبقو؟"
من جانبه، قال النائب ملحم خلف خلال الجلسة: "حفاظًا على الحرية والجمهورية وتمسكًا بالديمقراطية وامتثالًا لأحكام الدستور وحرصًا على آلية الانتخاب التى تمنع إنتخاب موظفى الفئة الأولى فإنه لا يمكن للنواب خرق أحكام الدستور".
ودعا النائب خلف إلى عدم خرق أحكام الدستور أو تعليقها بحكم الواقع والذهاب جميعًا إلى انطلاقة جديدة لدولة نريدها جميعًا دولة الحق والقانون وتحترم الدستور، كما قال.
من جانبه، قال النائب جبران باسيل، خلال جلسة الانتخاب، إن "مقدمة الدستور تنصّ على أن السيادة يمارسها الشعب عبر المؤسسات الدستورية والمجلس النيابى هو المؤسسة الدستورية الأم الأكثر التصاقًا بالشعب ومرجع المجلس لممارسة سيادته هو الشعب وليس الخارج".
وأضاف باسيل لقد عدنا إلى "عهد القناصل" فى لبنان من خلال فرض اسم الرئيس من الخارج ونحن الآن نشهد عملية تعيين يمارسها مجلس النواب من خلال عملية الانتخاب الحاصلة اليوم".
وطالب باسيل الرئيس برى بإعلان من هى الشخصيات المؤهلة للترشح واعتبار كل ورقة تحمل شخصية غير مؤهلة للترشيح بحُكم الملغاة.
النائب جميل السيد، بدوره قال فى كلمة له خلال الجلسة: "لم أتعرض لأى ضغط خارجى لانتخاب رئيس جديد وأوافق ما قاله خلف عن رفضه خرق الدستور والجلسة الحالية ليس لها صلاحيات تشريعية لا علنية ولا ضمنية".
من جانبه، اعتبر النائب أسامة سعد أن النفوذ الأميركى تسلل إلى صحراء السياسة اللبنانية والانتخابات تُجرى اليوم أمام توافقات اللحظة وفيها من التكاذب والصفقات الكثير.
إشكال وألفاظ مسيئة
بدورها، طلبت النائبة بولا يعقوبيان الكلام، وقالت إن العماد جوزاف عون قد يكون منافسًا للطبقة السياسية ولديه شعبية". وفق "لبنان 24".
فتوجه النائب سليم عون للنائبة يعقوبيان قائلا: "غطيتى رئيس حكومة مخطوف وجاية تحاضرى بالعفة"، فحصل حينها إشكال بين النائبين تخلله ألفاظ مسيئة.
النائب فراس حمدان، طلب أيضا الكلام وقال: "كيف أصدق التباكى على الدستور وسط كل التجاوزات التى تطاله ؟"، وتابع: "لا يمكننا استخدام الدستور متى ما نشاء ونتجأهله حينما نريد".
وقال بدوره النائب ميشال ضاهر خلال الجلسة انه "فى آخر 20 عامًا بتنا نشهد على شغور رئاسى لأكثر من عامين فى كل دورة"، مشيرا إلى أنه "آن الآون لهذه الطبقة السياسية لأن تبتعد جانبًا ونحن فشلنا".
من ناحيته، قال النائب ياسين ياسين انه لدينا فرصة تاريخية لانتخاب رئيس وإنقاذ لبنان من أزماته.
النائب وضاح الصادق اعتبر من ناحيته فى كلمة له خلال الجلسة أن وضع البلد فى حالة احتضار وواجبنا أن نمنع استمرار النزيف فى لبنان.
النائب ميشال معوض رأى أنه "حان الوقت أن ننتخب رئيسًا صارمًا وجامعًا ويعمل على إخراجنا من الانقسامات وإن لم يكن لدينا الدعم العربى والدولى لا يمكننا إعادة النهوض بالبلد".
بدوره، قال النائب أديب عبد المسيح فى كلمة له إن "لبنان فى القلب والدستور على الرأس لكنه لا ينصّ على أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون مارونيًا".
أما النائب سامى الجميل فقال خلال الجلسة انه "فى العام 2008 تم تكريس سابقة دستورية أسفرت عن انتخاب سليمان رئيسًا آنذاك واعترضنا عليها آنذاك وإثر ذلك ذهبنا إلى المجلس الدستورى ورفضنا أى مخالفة للدستور".
وتمنى الجميل، أن "نشهد فتح صفحة جديدة وأقول للثنائى الشيعى أن البلد لنا جميعًا ولن نقبل أن يعيش أى لبنانى الاضطهاد والتخوين الذى عشناه".