"يَمُرُّونَ خِفافاً.. ولا يَحْصُدُهُم البَرق"..

اليوم السابع ينشر آخر قصائد الشاعر وليد منير

السبت، 23 مايو 2009 12:23 م
اليوم السابع ينشر آخر قصائد الشاعر وليد منير وليد منير صنع من الموت قصيدة دائمة تذكر حين نذكر اسمه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"يَمُرُّونَ خِفافاً.. ولا يَحْصُدُهُم البَرق"
يمرُّون مرّ السحاب خفاقاً
ولا يمكثون سوى لحظة
ثم يمضون خارج أحلامنا
يتركون فقط فوق أهدابنا
أثراً عابراً
: قطرة
أو رفيفاً من الوجدِ
أو عبقاً ذابلاً
لا نكاد نرى وقع أقدامه
فى دهاليز أيامنا

لم ينل منهم البرق
لكنهم كلما يعبرون المجرة
تطوى سنابك أفراسهم صفحة البرقِ
ثم يغيبون
فى خلسة من عيون الكواكب
لا يستجيبون للشوق فى دمنا


لا..
ولا للحرائق فى قلبنا
..............
وإلى عتبات المواعيد نمشى
نظل نتابع طيف الخيال
ونسقط مثل الفراشاتِ
فى نور أو نار أوهامنا

ويظل ملائكة العطفِ
يكتنفون الخميلةَ
والغيمَ
والسلسبيلَ
ويعتصرون من الكرم خمرة أوقاتهم
يسكبون لنا قدحاً
قدحاً
من عتاب الحبيبِ
لنشرب حسرتنا
ثم نبكى على ما تبقَّى لنا من قصاصات أرواحنا
من محار رؤانا
ومن سوسن الدرب فى
مزهريات آلامنا

كم لياقوتة أن تشفَّ
لو أن المدى قد أعاد من البدء دورته
كم للؤلؤةٍ أن تشى
برقائق أسرارها للفؤاد
وكم لزبرجدةٍ أن تشف
إلى نشوة الكروان بمسِّ الغصونِ
....................
ولا أتذكر كيف تساقط عنى
الرحيقُ
ولا أين فر الصدى من
دمى
والحروف ..متى وقفت هكذا؟
لم تَسِل من قناة المِدادِ
ولم تختلج روحها فى
أسنّةِ أقلامنا
ربما جفّت الأبحر السبعة الجارياتُ
ولم تلد المزنُ بحراً جديداً لأوتارنا
ربما خلت المَلِكاتُ
من الشهد
أو ربما دمدمت هذه الريح فى هيكلى المتداعى

فصار هباءً مع
الذرِّ
يجرى به عدمٌ قد محا دهر أسقامنا
ويمرون مرّ السحاب
خفاقاً
فأصبو إلى لمسةٍ منهمو
وإلى نأمةٍ
وإلى سريان العبير الذى جُنًّ قلبى به
فى مسام الهواءِ الذى ساقنى كالشراعِ
أنا أتوسلُ مثل الأسيرِ
إلى طيفهم أن يلبّى صبابة روحى
ولكنهم لا يقولون شيئاً
يشيرون نحوى
ويبتسمون
كأنهمو يهمسون: تعالَ
وأبكى
وقد غاب
ما نمّ للتوِّ من سحرهم
أتفكر فيما شعرت به
عندما مرقوا كالبراق من الحُلْمِ
لم ينل البرق منهم
ونال همو منه
فاغتنم الحسُّ لحظته الأبدية فى الفيضِ
واصل فيه المدار تغلغله:
ثم لا شىء يصدر عن خفقه كلُّ شىءٍ
ومن خلفه
جلس الله
مدًّ أصابعه
فإذا شجرٌ
ونساءٌ
وطيرٌ
وأنهارُ ماءٍ

وناسٌ كثيرون منه له عنه قد شهدوا
أنه ربهم
ثم غرتهم الغفلة الآنَ
فانفرطوا فى حظيرةِ نسيانهم
وانفرطت من العشق فى صدفاتى التى انكَسَرَتْ
فوق شاطئهِ
كى تُلَمْلِمَ أشجان أرحامنا
ويمرُّون مرَّ السحاب خفاقاً
فلا يقفون على طلَلٍ
وأظل أتابع طيف الخيالِ
أظل أناجى أناشيد قيثارهم
ثم أعلو
وأعلو
لتدخلنى كشعاعٍ من الومض أسرابهم
....................
لا أنا أحتوينى
ولا أحتوى لذة الجمر فى غيب روحى التى
ليس تدركهم
لوحت لى يداهم
ولكننى إذ دنوت قليلاً
من السدرة ابتعدوا
وانحنى الفَىءُ مثل العجوز ليَجبُرَ لى خاطرى
ويغمغم: إن شئتهم
فاختلسْ سِرَّ نفسك منكَ..
وأنصتُ
أنصتُ
للمنتهى
فسمعت لصوت الندى
غصةً
تتقطَّرُ
كى يغسل الحزنُ
بالحزنِ
رِعْشَةَ أنفاسنا


اخبار متعلقة..

وفاة الشاعر الكبير وليد منير
الشاعر جمال القصاص ينعى وليد منير
وليد منير .. شاعر يعزف موسيقى الروح
حكومة نظيف تأكل أكباد الشعراء





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة