فبعد أن عرضت هيثة الآثار الإسرائيلية بقايا آثار لـ"مصنع بيرة" مصرى يعود للقدماء المصريين يوم الأحد الماضى، فى موقع بناء وسط تل أبيب يعود تاريخه إلى ما قبل 5000 عام أى خلال العصر البرونزى، كشفت الهيئة النقاب عن قطع أثرية مصرية أخرى تم العثور عليها فى شهر سبتمبر الماضى، وعرضتها فى متحف "روكفلر" بالقدس المحتلة ودعت وسائل الإعلام لتصويرها.
القطع الأثرية التى عثرت عليها هيئة الآثار الإسرائيلية فى كهف بالقرب من تل حليف جنوب إسرائيل معروضة فى متحف روكفلر فى القدس المحتلة
الآثار المكتشفة بالأراضى الفلسطينية تعود للقرن الـ 14 قبل الميلاد
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" خلال تقرير لها مرفق بعدد من صور الآثار المصرية المكتشفة حديثا، إنه قد ظهر "جعارين" تحمل ختم ملوك فراعنة، تعود إلى القرنين الـ 14 و 1 قبل الميلاد، مشيرة إلى أن "أرض كنعان" - التسمية التاريخية للأراضى الفلسطينية المحتلة – كانت تحت سيطرة ملوك مصر.
وأضافت الصحيفة العبرية، أن تلك الآثار تعد علامة واضحة لهيمنة مصر القديمة خلال فترة العصر البرونزى فى كنعان، موضحة أنه تم اكتشاف تلك الحفريات والآثار فى كهف جنوب إسرائيل بعد أن أحبط مفتشون تابعون لسلطة الآثار الإسرائيلية محاولة لسرقتها.
قطع أثرية تضم أختاما فرعونية وخاتم عقيق مختوم تم العثور عليها فى كهف بالقرب من تل حليف، جنوب إسرائيل
حوالى 300 قطعة أثرية تم العثور عليها قرب بئر السبع
وقال إيلان بن تسيون، محرر الشئون الثقافية بالصحيفة العبرية والمتخصص فى حضارات الشرق الأوسط، إنه قد عثر فى الكهف الذى يقع بالقرب من تل حليف، وهى مدينة قديمة تبعد حوالى 10 أميال شمال شرق مدينة "بئر السبع" بصحراء النقب، على حوالى 300 قطعة أثرية من العصر النحاسى وأواخر العصر البرونزى والعصر الحديدى، مضيفا أن أبرز هذه القطع 12 ختم جعارين فرعونية، بما فى ذلك أثنان يحملان اسم الملك "تحتمس الثالث"، وآخر يحمل اسم "أمنحتب الثالث"، بالإضافة إلى خاتمين مختومين.
القطع الأثرية المصرية التى عثرت عليها إسرائيل بتل حليف
جعارين القدماء المصريين كانت تستخدم كتمائم وأختام ملكية
وأشار الخبير الإسرائيلى، إلى أنه تم تبجيل الجعارين من قبل المصريين القدماء كمظهر من مظاهر الشمس المشرقة ، وتم استعمالها عادة كأختام رسمية، وأنه تم تصنيع الأختام الخزفية التى تم العثور عليها فى الكهف على الأرجح فى مصر واستُخدمت كتمائم جنائزية لمسئول محلى فى تلك الفترة، قد يكون البعض منها أملاكا موروثة.
خاتم استعمل كختم وجد بين القطع الأثرية المصرية بتل أبيب
خبيرة آثار إسرائيلية: الجعارين كانت لها قيمة سحرية
وقالت الدكتورة الإسرائيلية دافنا بن تور، المتخصصة فى الأثار المصرية فى متحف إسرائيل فى القدس المحتلة، فى محادثة هاتفية للصحيفة العبرية: تم إعادة استخدام الجعارين لأن كان لها قيمة سحرية"، مضيفة أنه قد عثر علماء الآثار أيضا على 4 تمائم صغيرة، إحداها على شكل إله الحرفيين، "بتاح".
وأوضحت خبيرة الآثار الإسرائيلية أن وجود مثل هذه الثروة من القطع الأثرية المصرية هو مؤشر ليس فقط على التأثير العسكرى والسياسى الذى كان لمصر على كنعان القديمة خلال هذه الفترة، بل على سيطرتها الثقافية أيضا.
جعران من الفخار بين القطع الآثرية المصرية
دخول تحتمس الثالث بجيشه لأرض كنعان عام 1482 ق.م
فيما قال عالم الآثار المصرية دونالد ردفورد، إن الملك تحتمس الثالث، الذى يعتبر واحدا من أعظم المحاربين فى مصر القديمة، دخل بجيشه إلى كنعان عام 1482 قبل الميلاد، وسحق إئتلافا سيريانيا- كنعانيا فى "مجيدو"، ونجح فى إخضاع جزء كبير من بلاد الشام تحت السلطة المصرية، واستمر هذا الوضع إلى ما يقرب 300 عاما.
حلقة خاتم استعمل كختم بين الآثار المصرية التى تم العثور عليها مؤخرا
وأوضحت الصحيفة العبرية، أن بعض القطع الأثرية تحمل بشكل واضح طابعا محليا مخلوطا بالأسلوب المصرى، كخاتم مختوم مصنوع من العقيق محفور على ظهره محارب بأسلوب كنعانى، ومزهريتان، قد تكون واحدة منهما قد احتوت مرة على مستحضرت تجميل أو مراهم ثمينة، مصنوعتان من المرمر كتقليد لقطعة فاخرة.
الانصهار بين الحضارة المصرية القديمة والكنعانية على أرض فلسطين
ونقلت الصحيفة العبرية عن الدكتور أمير جولانى، عالم آثار فى هيئة الآثار الإسرائيلية قوله إن المجموعة الأثرية تظهر أنه خلال أواخر العصر البرونزى إلى جانب الحضارة الكنعانية المحلية، كانت هناك عناصر كثيرة من الحضارة المصرية، وأن السكان المحليين اعتمدوا الحضارة المصرية، وكان هناك مقدار معين من الانصهار بينهما.
إحدى القطع الأثرية المصرية التى تم اكتشافها فى "بيت جعة" لصناعة البيرة فى تل أبيب
وأضاف جولانى أن مالكى هذه القطع قد يكونوا أفرادا ذات مكانة اجتماعية هامة، والذين أخذوا رموز مكانتهم الاجتماعية إلى الآخرة معهم".
مافيا إسرائيلية تبحث عن الآثار المصرية بصحراء النقب
وفى السياق نفسه، قال عامير جانور، مدير وحدة مكافحة سرقة الآثار فى إسرائيل، إن عناصر هيئة الآثار الإسرائيلية المختصة بملاحقة لصوص الآثار لاحظوا علامات لحفر غير قانونى بالقرب من الكهف خلال تفتيش روتينى للموقع، وقاموا بحفر الموقع الأثرى قبل عودة اللصوص، مضيفا أنه لم يتم اعتقال اثنين من المشتبه بهم الذين تم رصدهم، ولكنهما على الأرجح جزء من خلية شبيهة بالمافيا مكونة من لصوص آثار تعمل جنوب إسرائيل.
عمليات توثيق الآثار المصرية بتل أبيب
وأضاف المسئول الإسرائيلى، أن الاكتشافات التى تم إنقاذها تحمل قيمة كبيرة، وقدر أن سعر أختام الجعارين لوحدها قد يصل إلى بضعة آلاف الدولارات فى السوق السوداء، قائلا: "كعلماء آثار نهتم أقل بالقيمة النقدية وأكثر بالقيمة التاريخية، وأن الأختام التى تم العثور عليها تروى قصة تاريخية".
اكتشاف مصنع للبيرة للمصريين القدماء وسط تل أبيب
الجدير بالذكر أنه تم اكتشاف قطع فخارية مؤخرا استخدمت لإنتاج البيرة فى موقع موقع بناء بتل أبيب يعود تاريخه إلى ما قبل 5000 عام، حيث يعد هذا هو أقصى نقطة شمالية تم اكتشافها للوجود المصرى القديم من العصر البرونزى.
الآثار المصرية المكتشفة بتل أبيب
وعثر علماء آثار من هيئة الآثار الإسرائيلية عليها ضمن عمليات حفر أثرية قبل البدء ببناء برج جديد فى شارع "ها مسجر"، وكشف الحفريات أيضا عن تحف عمرها 6000 عام، من بينها خنجر من البرونز وأدوات صوان.
وقال مدير الحفريات دييجو باركان، عقب عمليات الحفر : "لقد عثرنا على 17 أداة فى الحفريات استُخدمت لتخزين منتجات زراعية فى العصر البرونزى الأول 3500-3000 قبل الميلاد"، مضيفا : "من بين المئات من قطع الفخار التى تميز الحضارة المحلية، اكتشف عدد من القطع لأحواض سيراميك كبيرة كانت تستخدم فى التقاليد المصرية وتُستعمل لتحضير البيرة".
موقع اكتشاف الآثار المصرية فى تل أبيب
أهمية البيرة للقدماء المصريين
وكانت البيرة عنصرا أساسيا فى النظام الغذائى للمصريين، ووسيلة مريحة لتحويل الحبوب إلى سعرات حرارية، والكحول، على الرغم من نسبته المنخفضة، جعل من المياه الملوثة صالحة للشرب، وكان العمال الذين قاموا ببناء الأهرامات يحصلون على عدة أرطال من البيرة يوميا، بالإضافة إلى الخبز، وأشاد المصريون القدماء بقيمة البيرة، كما يظهر فى أحد النصوص من الألفية الثالثة قبل الميلاد: "فم رجل قانع تماما يكون ممتلئا بالبيرة".
موضوعات متعلقة..
- بالصور والفيديو.. القدماء المصريين وصلوا لقلب تل أبيب.. اكتشافات أثرية تؤكد وصولهم لقلب إسرائيل قبل 5000 عام.. هيئة آثار الدولة العبرية: كنا على علم بسكن المصريين بالنقب