النقيب محمد جمال صاحب مبادرة سداد ديون الغارمات من زكاة الضباط: شكرا لوزير الداخلية وكل من دعم اقتراحى.. "الحمد لله كنت سبب فك كرب ناس كتير".. ويؤكد: وفاة والد صديقى بسبب إيصال أمانة وراء الفكرة

مبادرة فردية أطلقها فى البداية ضابط شرطة برتبة نقيب، كانت مثار جدل وحديث خلال الأيام الماضية، نظرا لكونها مبادرة فريدة من نوعها تحدث لأول مرة فى مجتمعنا بأن نجد ضابط شرطة يدعو زملاءه الضباط فى وزارة الداخلية لمساعدة الغارمين والغارمات، فهى مبادرة إنسانية حركت مشاعر العديد نحو عمل الخير، ونجح خلالها فى جمع زكاة عدد كبير من قطاع الشرطة ومساعدة 41 من بين الغارمين والغارمات فى سداد ديونهم وخروجهم من السجن ومساعدتهم فى قضاء عيد الفطر مع ذويهم.

مبادرة سداد ديون الغارمات من زكاة الضباط

"اليوم السابع" التقى النقيب محمد جمال صاحب المبادرة، وأجرت معه أول حوار صحفى تحدث فيه عن تفاصيل فكرة المبادرة من البداية، والذى أكد أن بداية فكرة إطلاق المبادرة حضرت فى ذهنه عقب بلاغ تلقاه أثناء تواجده فى مقر عمله بقسم شرطة عابدين، بضبط لص بالمنطقة، فانتقل إلى مكان البلاغ وتبين أن صاحب معرض أجهزة قام بضبط سيدة كبيرة فى العمر لتأخرها فى سداد قيمة إيصال أمانة بمبلغ 2000 جنيه فقط، وهو آخر قسط عليها قيمة ثلاجة قامت بضمانة ابنها لشرائها.



وأشار صاحب مبادرة جمع زكاة الضباط لسداد ديون الغارمين والغارمات، إلى أنه حاول إقناع صاحب المعرض بالصبر على السيدة قليلا حتى تسدد الأموال ولكنه رفض، وبعد قليل حضر رجل وسيدة إلى القسم وقاموا بسداد جزء من المبلغ وتم عقب ذلك تصالح الطرفين وقرر صاحب المعرض أن ينتظر لفترة حتى سداد باقى قيمة المبلغ ورد إيصال الأمانة إلى السيدة.

أسباب طرح المبادرة

وأوضح النقيب محمد جمال، أن تلك الواقعة التى عاشها، بالإضافة إلى واقعة أخرى جرت تفاصيلها أمامه منذ 7 سنوات تحديدا، حيث كان يتواجد فى قسم عابدين، وأثناء ذلك شاهد أحد أصدقائه منذ الطفولة وكان زميله طوال فترة الدراسة، يحضر واثنان من أشقائه إلى القسم، وعندما استفسر منهم عن سبب حضورهم، قالوا إن والدهم العجوز محبوس بالقسم على ذمة إيصال أمانة، وبعد أيام انتقل الرجل إلى رحمة الله وتوفى قبل خروجه من محبسه، مؤكدا أن تلك المواقف كانت الدافع وراء إطلاق المبادرة لسداد ديون الغارمين والغارمات ومساعدتهم على الخروج من السجون.



وعن يوم إطلاق المبادرة، أكد أنه كان متواجدا فى قسم الشرطة، وكعادته قبل الإفطار بنصف ساعة كان يتحدث مع أصدقائه على مواقع التواصل الاجتماعى وكان يوميا يقوم بنشر صور وتعليقات إنسانية، وفى ذلك اليوم سأله أصدقائه عما سيكتبه اليوم، وبالفعل قمت بكتابة الرسالة على مواقع التواصل الاجتماعى التى كانت بداية المبادرة وكان نصها "الزكاة ركن من أركان الإسلام.. ساعدونى فى الهاشتاج ده ينتشر للخير وخصوصا رجال الداخلية اللى فيهم الخير للبلد ديه من جواهم.. لكل ضابط شرطة جدع فيه الخير بدل ما نحبس.. المرة دى هنخرج، وبجد الواحد لسه شايف بلاغ حاجة تحزن لما تشوف ست كبيرة بتتحبس عشان ضمنت ابنها فى ثلاجة.. حاجة تجبلك إحباط من الحياة.. وخلاص بقا فى ناس متعرفش ترحم أو تسامح حتى الغلابة إلى الدنيا جايه عليهم.. الهاشتاج ده للغلابة شير مش هتخسر حاجة.. متخليش العيد يدخل على إنسان أبوه أو أمه فى السجن علشان غلبان، البوست ده عشان كل أم وأب وأخ وأخت وجد وجده وعم وعمه وخال وخاله محبوسين فى السجن عشان معهوش فلوش مش أكتر وحد زكاتك مش المهم كام، المهم شارك الفكرة فى الخير.. وأعلن عن هاشتاج "زكاة الضباط للغارمين والغارمات".. البوست ده لوزارة الداخلية والناس الطيبة من أهلنا كام واحد هيعمل شير كام واحد بيحب الخير بجد اكسب ثواب وشير الفكرة "رمضان كريم".

دعم وزير الداخلية للفكرة

وأضاف النقيب محمد جمال، أنه فوجئ عقب الإفطار أن ما نشره لقى إقبالا كبيرا من ضباط الشرطة، كما أن عددا من وسائل الإعلام قامت بنشر المبادرة وأصبحت مثار حديث فى وسائل الإعلام، مشيرا إلى أنه فى اليوم التالى لإطلاق المبادرة وجد استجابة فورية من اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية، الذى وافق على الفكرة التى أطلقتها بجمع أموال زكاة رمضان من الضباط بالوزارة على مستوى الجمهورية وتسديد ديون السيدات الغارمات المسجونات، حتى تكتمل فرحتهن بعيد الفطر المبارك، ويقضين العيد برفقة أسرهن، وطالب وزير الداخلية إدارة العلاقات الإنسانية بالوزارة بسرعة التنسيق مع مصلحة السجون والضباط الذين يسددون أموال الغارمات فى أقرب فرصة حتى يخرجن قبل العيد، وقالت وزارة الداخلية، إنها تعتبر نفسها جزءا لا يتجزأ من الشعب المصرى، تعانى من آلامه، وتفرح لفرحه، تحاول جاهدة أن تدخل الفرحة والبهجة فى قلوب المصريين.

الإفراج عن دفعة من الغارمات

كما أعلن صاحب المبادرة، أن وزارة الداخلية نجحت فى سداد ديون 41 من الغارمين والغارمات، وتم بالفعل إنهاء كل إجراءات سداد الأموال، والعمل على إنهاء إجراءات خروجهم من محبسهم، ومن ثم السماح لهم بقضاء عيد الفطر مع ذويهم، كما تم فى اليوم الثانى الإفراج عن دفعة جديدة من الغارمات بالسجون المصرية بلغت 44 غارمة، وذلك فى إطار مبادرة "مصر بلا غارمات" التى أطلقها السيد رئيس الجمهورية مع بداية عام 2015، وفى اليوم الثالث تم الإفراج عن 541 من الغارمين والغارمات ضمن مبادرة رئيس الجمهورية.

ووجه نقيب الشرطة محمد جمال، الشكر لكل زملائه الضباط فى وزارة الداخلية، على مستوى الجمهورية، وذلك لوقوفهم بجانبه، وتخصيص جزء من زكاتهم لمساعدة الغارمين والغارمات، موجها أيضا الشكر لوزير الداخلية، اللواء مجدى عبد الغفار، لقبوله والموافقة على المبادرة، قائلا "الحمد لله أنه جعلنى سببا فى فك كرب ناس كتير إن شاء الله.. وبجد شكرا من قلبى لكل مصرى ومصرية ساعدونى وأيدوا فكرتى وساهموا فى وصولها ودافعوا عنها وبجد أنا فخور بأهل بلدى والله العظيم وأنا فخور إنى مصرى وتحيا مصر".

عوامل نجاح المبادرة

وعن نجاح المبادرة، أكد النقيب محمد جمال أنه رفض الظهور فى وسائل الإعلام قبل نجاح المبادرة بسبب أننى لم أطلق المبادرة بهدف الشهرة ولكن بقصد مساعدة الغارمين والغارمات، وأوجه رسالة لكل شخص يريد فعل الخير "اللى عايز يعمل حاجه يطلع يقول أنا عملت وبلاش يطلع يقوم أنا هعمل وهو معملش حاجه"، وأوضح قائلا "أول شرطة فى العالم تعمل مبادرة لإخراج الغارمين والغارمات وربنا يجعله فى ميزان حسنات كل من شارك ولو بكلمة إيجابية واحدة".

أخبار متعلقة..

- إحدى الغارمات بعد دفع ديونها: "أخيرا هأعيد مع أولادى فى أمان ودون خوف"