بالفيديو والصور.. "اليوم السابع" يعايش يوم بمجمع تعليم أزهرى فى شمال سيناء.. تلاميذ يتحدون الظروف الأمنية لحمل لواء الوسطية بمجمع الريسة.. ومعلمون يناضلون لرفع فضيلة العلم.. وشكاوى من غياب المياه

"تحيا جمهورية مصر العربية".. تحية العلم الصباحية التى يتردد صداها فى تمام الساعة الثامنة والربع من صباح كل يوم من أعماق وألسنة أطفال صغار وفتيات فى عمر الزهور هم تلاميذ مجمع الريسة الأزهرى فى مدينة العريش.

"اليوم السابع" عايش يوم دراسى فى المجمع الذى يضم بين جنبات أدواره الثلاثة طلبة وطالبات هم من يتطلع أهالى سيناء إليهم أنهم حملة راية الوسطية فى الدين بين أجيال المستقبل.

دارسين من مناطق مختلفة

لم يؤثر موقع المجمع الكائن على مشارف شرق مدينة العريش فى منطقة "الريسة" التى بها يقع كمين الريسة الشهير الذى شهد عدة تفجيرات ومحاولات إطلاق نار عليه على سير يوميات الدراسة فى هذا المجمع، الذى يضم دارسين من مناطق مختلفة بالعريش وهى الريسة وأبو صقل والشاليهات وقرى شرق العريش وإحيائها.



كما لا تزعج الصغار من التلاميذ والكبار والمعلمين أصوات طلقات أعيرة نارية يتردد صدى صوتها بين الحين والآخر من أسلحة الجنود المرابطين أعلى أسطح البنايات المحيطة وهى نيران تحذيرية لحماية المنطقة المتاخمة لفضاء وتلال رملية تحيط بها من الجنوب والشرق وامتداد الطريق الدولى العريش رفح.

طابور الصباح

طابور الصباح اليومى يجمع التلاميذ بمختلف مراحلهم وأمام صفوف كل مرحلة يتقدم ناظر وشيخ المعهد والوكلاء والمعلمين للإنصات للإذاعة المدرسية اليومية وفقرات متنوعة يقدمها الطلبة وتتضمن افتتاح بآيات من الذكر الحكيم، والحديث الشريف، وكلمة الصباح، والحكمة والشعر.

ثم تبدأ تحية العلم والتى خلالها يقف الجميع فى وضع انتباه وهم يرددون خلف صوت إحدى فتيات المعهد بصوت عالى "تحيا جمهورية مصر العربية".

يعقب طابور الصباح تحرك التلاميذ لفصولهم فى صفوف منظمة ثم جلوسهم على مقاعد الدراسة وسط انضباط داخل الفصول، وأداء المعلمين لحصصهم، ويراقبهم مجموعة مشرفين ينتشرون بطرقات المعهد.

تلاميذ المجمع

قال "أكرم السيد" ناظر المعهد الابتدائى أن إجمالى عدد الطلبة الدارسين فى المرحلة الابتدائية هذا العام 128 طالبا يقوم بخدمتهم من المعلمين والإداريين 23 ما بين معلم وإدارى وعامل.

أضاف "الشيخ رضا واصل" مدير المعهد الإعدادى داخل المجمع أن عدد طلبتهم 67 طالبا بينهم 22 بالصف الأول، و20 بالصف الثانى و25 بالصف الثالث، لافتا أن التفوق هو سمة الطلبة وسبق وأن حقق الأبناء مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية والمحافظة فى نتيجة امتحانات آخر العام خلال السنوات الثلاث السابقة.

أضافت الشيخة "صباح محمد عبد الحميد" شيخة معهد الفتيات الثانوى داخل المجمع، الذى يضم 269 طالبة أن رقابة صارمة تتم طول اليوم على سير العملية الدراسية، ولا يسمح بخروج الفتيات دون موافقة مشرفة الدور.

أنشطة ومسابقات

وقالت "سهام إبراهيم" أخصائية اجتماعية بالمجمع، إن ممارسة الأنشطة أمر مهم بين الدراسين ويتضمن أنشطة المشاركة فى مسابقات ثقافية داخل المجمع وعلى مستوى المحافظة والجمهورية وحقق التلاميذ مراكز متقدمة فيها وتم تكريم طالبات من المحافظ.

وأشارت "أمال يوسف" التى تقوم بدور الإشراف إلى أن مهمتها الإشراف على انتظام الدراسة داخل الفصول وعدم السماح بخروج أى طالب وطالبة من الفصول إلا فى حالات يقررها مدرس الفصل وعند حلول موعد الفسحة فقط.

المياه لا تصل

وأوضح "جمال عرفة" وكيل المعهد الابتدائى، أنه يقابل كل انضباطهم معاناة فى وجود مياه الشرب داخل المعهد، حيث توجد خزانات لكن لا تصل المياه بانتظام وعند وصولها لا تكفى، ويأملون أن يخصص لهم مجلس المدينة خط مياه خاص بالمعهد يضخ بمعدل يومين على الأقل لملئ الخزانات لتكفى التلاميذ، خصوصا أن موقعهم يجاور الخزان الرئيسى لمياه مدينة العريش ومع ذلك محرومين منها.

أحلام التلاميذ

ويتمنى الطالب "محمود" بالصف الخامس الابتدائى، أن يكون أمام مسجد فى إحدى قرى سيناء.

وأعربت الطالبة "شهد عصام سلامة" بالصف الأول الإعدادى عن أملها أن تتحقق أمنيتها وتصبح "طبيبة"، لافتة إلى أنها وزميلاتها يعانين فالمناهج ليست لسهلة وظروف الحياة أيضا ليست بالسهلة ومع ذلك لديهن جميعا أمل أن القادم أفضل.

أضافت الطالبة "ألاء عبد العزيز" بالصف الثانى الثانوى، أنها تتمنى أن تصبح إعلامية، وأنها من الآن تعد لذلك وتشارك فى برامج الإذاعة وتحرص على ممارسة الأنشطة الثقافية وخوض المسابقات المختلفة.

حمل ثقيل

بدوره أكد الشيخ السيد ياسين وكيل الوزارة مدير منطقة شمال سيناء الأزهرية، أن حالة الانضباط التى يشهدها المعهد هى سمة غالبة على كل المعاهد الأزهرية بشمال سيناء، وأن هناك تنافسا بين المعاهد وبعضها البعض فى الخروج بالأوائل كل عام.

أضاف خلال تفقده سير الدراسة أن كل المسئولين بالمنطقة لديهم برنامج متابعة يومى لسير الدراسة ثم يعودون لمكاتبهم بعد الجولات الميدانية الصباحية، ولا يتم التوانى عن أى إهمال أو مخالفات والعقاب حاضر كما الثواب.

وأشار إلى أن عليهم حمل ثقيل وهو تخريج أجيال جديدة تحمل الفكر الوسطى وتنشره فى ربوع سيناء وتحافظ عليه وأنهم يعتبرون أنفسهم جنود دعوه فى المكان ويعدون العدة لكل ما هو آت بتخريج أجيال تكون حائط صد لكل تطرف ومغالاة فى الدين.