ومع الخصخصة والانتقال إلى اقتصاد السوق ظلت التشريعات الحاكمة تنتمى إلى الماضى، وهو ما أدى إلى حالة من الجمود وغياب المعايير والقواعد الحديثة التى تحكم علاقات العمل، وأيضا تطور الدخل العام للموظف، والنتيجة أن الموظف أو أغلبية الموظفين لا يقدمون عملا فعليا ويبحث كل منهم عن عمل آخر، وتعطلت العلاقة بين الدولة والمواطن.
لهذا كانت الحاجة لإعادة النظر فى التشريعات المنظمة للعمل وللوظيفة، بما يقدم التفوق والقدرة والمؤهلات، على الواسطة والمحسوبية. بل إن الدولة توقفت فعليا عن التوظيف لوجود حالة من البطالة المقنّعة وكل وظيفة لها عشرات الموظفين لا يجدون مكانا يجلسون فيه، فضلا عن نظام احتفاظ الموظف بمكانه والحصول على إجازات بلا حد أقصى، الأمر الذى يضاعف من أزمة الوظائف، كل هذه العناصر تحتم تغيير التشريعات التى تنظم التوظيف وتحدد حقوق وواجبات الموظف العام.
ومن هنا بدأ الجدل حول قانون الوظيفة العامة أو الخدمة المدنية، حيث إن قانون الحكومة يطرح، كما يرى من أعدوه، حقوق الموظف وواجباته، وهى النقاط التى أثارت مخاوف من أن يكون التشريع هدفه التخلص من الموظفين.
القانون يحدد الدخل على أساس العمل والجهد، لكن ظهرت مخاوف وجدل واعتراضات، ومع اكتمال مجلس النواب كان مشروع القانون الحكومة مطروحا، لكنه واجه رفضا باعتبار القانون لم يشهد حوارا مجتمعيا، وربما لذلك جاء رفض لجنة القوى العاملة بالمجلس لقانون الحكومة وطالبت اللجنة بإعادته للحكومة وتعديله. أعضاء لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، أعلنوا رفضهم قانون الخدمة المدنية، مطالبين بتعديله وطرحه من جديد للحوار الوطنى، بينما عرض وزير التخطيط وجهة نظره، وينتظر أن تتواصل المناقشة أمام اللجنة العامة حتى يتخذ المجلس موقفًا من المشروع.
بالطبع الاعتراضات على القانون حق لمن سوف يطبق عليهم، لكن الرفض أو الموافقة أمر طبيعى، من دون تجاهل أن التشريعات التى تنظم عمل الموظف العام ضرورة، وأن الوضع الحالى لا يتضمن مساواة فى الأجور بين من يقومون بنفس العمل أو الجهد، وهو ما يسعى المشروع لتلافيه، ونقاط كثيرة كلها تؤكد أهمية وضرورة وجود تشريعات تنظم العمل، وألا يكون الموقف من المشروع خضوعا لفئات تريد بقاء الوضع على ما هو عليه، ظنًّا أن التغيير يفقدهم ميزات.
الأهم فى كل هذا أيضا هو أن الجهاز الإدارى للدولة يعانى من مشكلات إدارية وهيكلية وتنظيمية تتطلب التغيير حتى يمكن أن يشعر المواطنون بتغيير فى نظام الإدارة.
موضوعات متعلقة..
- ابن الدولة يكتب: اكتمال الخارطة واتجاهات مصر الخارجية.. الموقف الأوروبى والأمريكى وتوجهات الرؤية المصرية بصراعات الشرق الأوسط وملفات الإرهاب فى العالم.. وجهة نظر القاهرة تجاه القضايا الإقليمية تتصاعد
- ابن الدولة يكتب : هل يراجع نشطاء العزلة تجاربهم من أجل المستقبل؟ .. الديمقراطيات تقوم بالمشاركة وليس بالصراخ والضجيج.. والمستقبل للمبادرين وليس للمنعزلين
- ابن الدولة يكتب: كيف يستعيد الشباب حقوقهم؟... الحديث عن تمكين الشباب ليس مجرد شعارات.. وأوله إعادة حق الشباب فى مراكزهم الرياضية والثقافية.. الدولة ممثلة فى الرئاسة تتجه إلى أن يكون 2016 عام الشباب
- ابن الدولة يكتب: ليس لدينا ترف الجدل العقيم والضجيج الفارغ.. أمامنا تحديات بناء التعليم والصحة بالعمل وليس باختراع خلافات وصراعات فارغة تضيع جهود الدولة.. والشعب يمكنه التفرقة بين الحقيقى والكاذب
عدد الردود 0
بواسطة:
نحتاج
دمير
الموضوع امانة اشخاص اولا و اخيرا
عدد الردود 0
بواسطة:
اونكل زيزو
نعم للتغير الادارى داخل الدولة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
هل لعنت علي الاخوان انصارهم اليوم
نعم الف نعم
عدد الردود 0
بواسطة:
سيد احمد
تجديد سنوى