-المركز نجح فى استخدام الهيدروجيل لتوفير استهلاك المياه فى الزراعة للنصف..واستنباط أنواع جديدة من النبات ذات إنتاجية عالية
- المزرعة تقوم بتهجين سلالات الحيوانات المصرية والأجنبية بغرض زيادة إنتاج اللحم واللبن
- 30 موظفا فقط يعملون بمزرعة مساحتها 145 فدانا والبدو يتولون التأمين مقابل المال
-رئيس المركز يشكو من ضعف التعاون مع وزارة الزراعة والزراعات المعنية لتطبيق نتائج الأبحاث
-المسئولون: لو طبقت الأبحاث سنحقق اكتفاء ذاتيا وطفرة اقتصادية
يعد المركز القومى للبحوث أكبر المعاهد البحثية فى مصر التى تحوى مئات الأساتذة والباحثين داخل أروقته، يجرون تجاربهم ليل نهار بمعامل مغلقة تخرج فى الغالب لتطبق بشكل أوسع قليلا بمزارع المركز، لكنها لا ترى النور وتخرج للتطبيق أكثر من هذا الحيز الضيق.
"اليوم السابع"، قضى يوما داخل مزرعة النوبارية، والتى تعد أحد أكبر مزارع التجارب بمصر، حيث تبلغ مساحتها حوالى 265 فدانا تجرى بها المئات من التجارب الفريدة على أنواع مختلفة من الحيوانات والطيور والنباتات والخضراوات.
البداية كانت مع الدكتور محمد الكرمانى أستاذ المحاصيل والمشرف على مزارع المركز على مستوى الجمهورية، حيث قال إن المركز القومى للبحوث يمتلك مزرعتين بمنطقة النوبارية، الأولى بقرية الإمام مالك على مساحة 145 فدانا وتشمل أغلب الأنشطة الزراعية والحيوانية، أما الثانية فتقع بقرية الإسراء والمعراج على مساحة 120 فدانا وتطبق فيها نتائج تجارب البحوث، حيث إنه عند تطبيق بحث ما فى الإمام مالك ويثبت نجاحه يتم تطبيقه على مساحة كبيرة فى الإسراء والمعراج، مشيرا إلى أن أرض الإسراء والمعراج كانت تابعة للمركز القومى للبحوث حتى عام 2009، ثم حصلت عليها وزارة الزراعة فى هذا التاريخ ثم استولى عليها البدو فى يناير 2011 وفى 2014 استرد المركز 100 فدان من الأرض وقام بإخراج العرب منها بمساعد الداخلية ويتم الآن استرداد البقية منها.
وأضاف الكرمانى، أن المزرعة فى المقام الأول بحثية، لكن هناك جزءا للبحوث وجزءا للإنتاج والمركز القومى للبحوث ينفق على البنية الأساسية ويصل الإنفاق إلى حوالى مليون جنيه سنويا، أما التجارب فينفق كل باحث على تجربته، وإذا مولته الحكومة فتحصل على العائد الناتج على المشروع، أما إذا مولتها المزرعة يعود المكسب للمزرعة، حيث إن المركز لديه خطة بحثية موزعة على عدد من المشاريع كل مشروع له ميزانية محددة ينفق عليه منها.
حديث الكرمانى عن تجارب المزرعة بدأ بمجال الزراعة، حيث قال، إن الخوف من التعرض لنقص كمية المياه القادمة إلى مصر جعل المزرعة اتجهت لتجربة أصناف جديدة تحتاج كميات قليلة من المياه، سواء خضراوات أو فاكهة، بالإضافة إلى تجربة استخدام مادة تضاف إلى التربة تساعد التربة على الحفاظ على مياه الرى وهذه التجارب أجريت بمزرعة الإمام مالك عن طريق استخدام الهيدروجيل، وهى مادة مخلقة من الكيماويات، موضحا أن جرام الهيدروجيل له القدرة على امتصاص من 500 إلى 1000 قدر حجمه.
أشار الكرمانى، إلى أن المركز استخدم الهيدروجيل فى تجارب أولية بالصوب على محاصل عباد شمس وقمح وشعير وأرز وهو أكبر المحاصيل التى تستهلك مياه رى فى مصر وبعد نجاحها فى الصوب تم نقلها إلى الأرض المفتوحة، وتم تطبيقها على هذه النباتات، بالإضافة إلى البطاطس، وأثبتت التجارب أن هذه المادة توفر من 25 % إلى 50% من كمية مياه الرى المستخدمة، حيث إن كمية المياه التى يحتاجها الفدان تبلغ 2000 متر مكعب فى الموسم الواحد، موضحا أن الهيدروجيل يوفر 500 متر مكعب ماء فى محاصيل ووصل إلى 1000 متر مكعب فى محاصيل أخرى.
وأوضح الكرمانى أن المركز أجرى بحوثا أخرى باستخدام أصناف نباتات محلية أو مستوردة وإجراء بعض المعاملات عليها ويكون نتيجتها زيادة فى الإنتاجية، مؤكدا أن إنتاجية الفدان تزيد من 1000 كم إلى 1300 كم بنفس كمية المياه والسماد وكافة تكاليف الزراعة، مشيرا إلى أن هذه البحوث أجريت فى المحاصيل الحقلية كالقمح والشعير والذرة والبرسيم.
وقال إن مشكلة مصر هى مشكلة استيراد الأعلاف، حيث إن مصر تستورد بـ1.6 مليار دولار ذرة صفراء، مؤكدا أنه حال استخدام الهيدروجيل يمكن تعويض ذلك وزيادة الكمية المنتجة الوصول لحد الاكتفاء الذاتى.
وبالنسبة للحيوانات قال الكرمانى، إن المزرعة تقوم بعملية التهجين بين السلالات المصرية والسلالات الأجنبية، سواء فى البقر أو الأغنام أو الماعز بغرض زيادة إنتاج اللحم أو إنتاج اللبن، حيث إن غالبية السلالات المستوردة يكون إنتاجها أفضل فى الألبان واللحوم، أما السلالات المصرية فتتميز أن لديها قدرة تحمل الظروف القاسية كالحرارة وغيرها، وبالتالى فإن التهجين يؤدى إلى إنتاج سلالات تحمل الجاموس.
التقطت أطراف الحديث الدكتورة أميمة محمد قنديل أستاذ بيوتكنولوجيا الأجنة بقسم التكاثر فى الحيوان والتلقيح الاصطناعى بالمركز، والتى نجحت مؤخرا فى إنتاج أول 3 عجول أنابيب فى الشرق الأوسط "إيمى" و"ميدو" و"أمير"، تم تلقيح "أمهم" المصرية من جاموس إيطالى فى تجربة بدأت فى عام 2010، وقالت إن "إيمى" ولدت فى شهر مايو 2014 وتبلغ من العمر الآن عام وسبعة أشهر، مؤكدة أنه سيتم الكشف عنها بالسونار وتلقيحها الشهر المقبل وعمل نظام لها لتلقيحها صناعيا لتلد عجلا ذو إنتاجية عالية جدا .
وأضافت أن "ميدو" ولد سبتمبر 2014 وولدت أمه منذ 3 أشهر كاملة عجلا آخر وهو ما يدل على أن التجربة ناجحة، والتجارب تسير بنظام علمى سليم، مشيرة إلى أنه سيستفاد من ميدو وإيمى فيما بعد بشفط الحيوانات المنوية والبويضات منهما وعمل تلقيح فى المعمل وحفظ الأجنة فى بنك الأجنة الذى تم افتتاحه مؤخرا بالمركز، موضحة أن متوسط إنتاج اللبن بالجاموس العادى من 15 إلى 20 لترا فى اليوم أما المهجن فإنتاجه يصل إلى 25 لترا يوميا.
وأشارت إلى أنه سيتم تلقيح الحيوانات التى يربيها الفلاح أو الموجودة بالمزارع من خلال هذه الأجنة للحصول على حيوانات ذات إنتاجية عالية، كما أنه من الممكن استخدام الأم ذات الإنتاجية الضعيفة كحاضنة ونقل الأجنة لها وتحسين السلالات ثم التخلص من تلك الأمهات وذبحها تدريجيا.
وأكد أن عملية الانتخاب الوراثى ستساعد على زيادة الإنتاج، حيث إنه خلال عامين أو ثلاثة سيحل مشكلة الثروة الحيوانية ومشكلة الغلاء، كما أن تطبيق تلك التقنيات الهامة ستحد من استيراد الحيوانات التى تحمل الأمراض.
وأوضحت أن عملية التلقيح تجرى بالدول الخارجية بحوالى 50 دولارا أما فى مصر يمكن أن يقوم المركز بعمل تلقيح للجاموسة بأجر رمزى قيمته 10 جنيهات فقط.
خوف صاحبة التجربة بدا واضحا على ميدو وإيمى حينما سألناها هل كمية اللحوم بهما فى هذا السن أفضل من الجاموس المولود طبيعى فى نفس السن؟، حيث ردت حرام عليك يذبح ليه إحنا هنستخدمه لتلقيح الأمهات.
وأكدت قنديل، على أهمية وجود تكامل بين وزارة الزراعة وبين الجهات البحثية، مضيفة "نحتاج فرصة لتوسيع نطاق تجاربنا ومزارع أكبر وتمويل فهذا المشروع يجب أن يكون خطة قومية لتحسين سلالة الجاموس المصرى، ولا نحتاج من وزارة الزراعة سوى الجاموس، كما نحتاج لمزرعة نموذجية تكون نواة للجاموس المحسن ويتم توزيعه على الفلاحين لتحسين الثروة الحيوانية .
وأنهت،"نفسى أحقق حلمى فى تعميم تجربة الجاموس الملقح وهفضل أسعى طول عمرى علشان أحققه وسأعلم تلاميذى أن يسعوا لتحقيقه لو لم أتمكن من هذا ".
أحد أساتذة الفريق المرافق تحدث قائلا، إن من بين التجارب أيضا التى تجرى بالمزرعة تربية أنواع متأقلمة من الأرانب منتخبة ومختلطة ذات صفات جيدة منها بابيون وفلاندم وشانشيلا والأصفر البلجيكى والأسود البلجيكى وريكس البوسكات والنيوزلاندى وهى عالية الإنتاجية العالية ومقاومة للأمراض وتصل أعداد المواليد لـ13 "أرنب".
وأضاف أنه يوجد أيضا دجاج محسن، حيث تنتج "بيض" من سلالات منتخبة لإنتاج البيض، تبيض من 12 إلى 14 شهرا، وبعدها يتم ذبحها كلحوم، حيث إنها تأكل فى حدود 110 جرامات أعلاف، مشيرا إلى أنها تأكل 2 كيلو وربع علف كى تعطى كيلو بيض، كما أنها مقاومة للمرض، مؤكدا أنهم يحتاجون إلى التوسع فى هذا المشروع.
وأوضح آخر أن هناك مشروعا لتربية نوع من الحمام يسمى "مونداى"، وهو نوع مستحب ويتأقلم مع البيئة، وإنتاجه كثير ويبيض بعد 3 أشهر ونصف، حيث إن أى نوع آخر يبيض بعد 6 أشهر كاملة، مشيرا إلى أن المزرعة تربى نوعا فريدا من السمان، حيث يبيض حوالى 300 بيضة سنويا تفقس سمانا محسنا وأحجامه كبيرة، كما تنتج "بط محسن" خلال 55 يوما يصل وزنه إلى 3 كم جرامات.
وتابع أن المشروع الآخر يتمثل فى تجربة إنتاج ماعز ذو إنتاجية جيدة، حيث تربى المزرعة نوعان من الماعز، الأول الرحمانى ويتميز بأنه يلد توائم، أما الثانى فيسمى "البرقى" وهو مقاوم للأمراض ولا تؤثر فيه الحرارة، ويمكنه الرعى، وتم استنباط نوع جديد منهما يسمى "الاوسمى" ويجمع بين صفات النوعين السابقين، كما تم تنظيم الشبق للخراف كى يلدوا جميعا مرة واحدة بموعد تتوافر فيه الغذاء ودرجة الحرارة المناسبة التى تساعد على نموهم، بالإضافة إلى أنهم عندما يلدوا فى موعد واحد يحتاجون لرعاية أقل .
عاود الدكتور محمد الكرمانى الحديث من جديد، حيث أكد أن هناك تجارب أيضا تجرى على تربية الأسماك بالمزرعة، حيث تربية الأسماك بالأراضى الرملية التى تكون بها مياه الرى ضعيفة، مشيرا إلى أن التجارب التى تجرى فى المزرعة فى هذا المجال تتم على طريقتين.
وبالنسبة للمشاكل التى تواجه الباحثين بالمزرعة قال الكرمانى، أنه لا يوجود ترابط أو تعاون بين المركز ووزارة الزراعة لتطبيق نتائج البحوث التى يتم الوصول إليها، مضيفا "نفقتد نقل ونشر التجارب التى نصل إليها إلى الفلاح، "مؤكدا أنه يمكن أن تصل مصر إلى الاكتفاء الذاتى حال تطبيق نتائج البحوث على مجال واسع .
وبالنسبة للمشاكل الإدارية بالمزرعة، أكد الكرمانى أنها تتمثل فى نقص العمال بالمزرعة قائلا، "مشكلتنا رقم 1 و2 و3 قلة عدد العمالة فمزرعة مالك 145 فدانا وعدد العمال بها 30 عاملا، وهذا عدد يستحيل أن يدير مزرعة بهذه المساحة، "مشيرا إلى أن قلة العمالة وراءها توقف التعاقدات بالحكومة، حيث تلجأ المزرعة لاستئجار عمال باليومية بأجر يصل إلى 100 جنيه يوميا، مؤكدا أن أقل عدد تحتاجه المزرعة 100 عامل .
أكد الدكتور أشرف شعلان رئيس المركز أيضا، أن أساتذة المركز يعانون من عدم تطبيق نتائج أبحاثهم بشكل أوسع وضعف التعاون بينهم وبين الوزارات والجهات المختلفة وعلى رأسها وزارة الزراعة لتطبيق تلك النتائج بالحقول والمزارع .
وأشار شعلان إلى أن المركز متعاقد مع البدو الموجودين بالمنطقة لحراسة المزراعة لمنع تعرضها لأى سرقات.
موضوعات متعلقة
-المركز القومى للبحوث يجهز "إيمى" أول عجل أنابيب فى الشرق الأوسط لتصبح "أمًا".. تخصيب صاحبة الشعر الكنارى خلال أشهر.. والتجربة خطوة ثانية لتحسين سلالة الجاموس المصرى.. و"ميدو" و"أمير" ينموان سريعًا