حادث تصادم مروع فى العياط، هو آخر حوادث القطارات المروعة التى شهدتها هيئة السكك الحديدية صباح اليوم، ومازالت قوات الأمن والمسعفون يرفعون ضحاياها حتى هذه اللحظة، ولم يتم رصد أعداد الضحايا بدقة حتى الآن، فوفقاً لتصريحات وزارة الصحة أسفر الحادث عن مصرع 6 مواطنين، وإصابة ثلاثة آخرين وفقاً لما تم رصده حتى الآن ومازال البحث ورفع الضحايا جارياً، كما ذكرت التحقيقات التى تم إجراؤها حتى الآن أن الحادث المروع الذى شهدته العياط صباحاً يعود للشبورة التى أعمت سائق عربة نصف نقل، فاندفع إلى المزلقان أثناء مرور القطار، بينما يعبر سائق القطار دون وجود إشارات تحذيرية أو علامات مضيئة، إلى جانب ترك عامل التحويلة لبوابة المزلقان مفتوحة على مصراعيها أثناء مرور القطار فاصطدم بسيارة نصف نقل، إلى جانب وضع جزء كبير من مسئولية الحادث على عامل التحويلة الذى تم القبض عليه للاستماع لشهادته قبل ساعات.
على الرغم من بشاعة الحادث الذى تابع تفاصيله أهل العياط صباحاً، إلا أنه لم يكن الأول من نوعه فى هذه المنطقة التى يمكن تسميتها "محطة الموت" السريع تحت عجلات القطار، فعلى ذكر العياط يمكنك العودة بالذاكرة لسنوات مضت لعبت فيها المنطقة نفسها والضبان نفسه دور البطولة المطلقة فى حوادث أكثر بشاعة على مدار سنوات، تعاقبت خلالها حوادث القطارات بالعياط، حتى أثارت تساؤلاً لم يجيبنا عليه المسئولون حتى اليوم، عن سر حوادث القطارات المريبة التى تقع دائماً وأبداً بهذه المنطقة، استقالة وزير النقل فى إحدى الحوادث، أو القبض على عامل التحويلة ومحاكمته فى حوادث أخرى لم تكن كافية لتبرير الأمر الذى تجاوز الحوادث الفردية.
حادثة قطار العياط (24 أكتوبر 2009)
حادث آخر على القضبان ذاتها، عاشته العياط منذ عدة أعوام، كان الحادث الذى وقع بنفس المنطقة عام 2009، وكانت تفاصيله هى الأغر على الإطلاق، فوقفاً لتحقيقات النيابة، وشهادة الشهود التى وثقت الحادث، توقف سائق القطار المتجه من الجيزة للفيوم بعد اصطدامه "بجاموسة" تعبر المزلقان، دون أى إشارات تحذيرية، وكان توقفه لتهدئة الأهالى دون إعطاء أى إشارة للتوقف، سبباً لمقتل 30 مواطنا، بعد أن اصطدم به من الخلف قطار القاهرة المتجه لأسيوط، وكان سبباً فى انقلاب عربات القطار ووقوع حادث بشع أودى بحياة 30 مواطنا، وإصابة العشرات.
لم تختلف تصريحات المسئولين كثيراً بعد هذه الحادث، عن حادثة اليوم أو حوادث الأمس، المبررات ذاتها كانت هى الاسرع حضوراً أما تحقيقات النيابة فى مسببات الحادث، والبطل نفسه كان شاهداً على الإهمال، فبين شهادات الشهود، وجمع الأدلة اتضح أن عامل "التحويلة" ترك الكشك، كالعادة، ولم ينظر أحدهم وقتها فى حل آخر لعمال التحويلة، وبقى الكشاك المتهالك كما هو عليه، ليحصد أرواحا أخرى فى نفس المكان.
استقالة المهندس "محمد لطفى منصور" وزير النقل والمواصلات فى حكومة نظيف، وكان هو الوزير الأول الذى يقدم استقالته فى هذه الحكومة، ويعلن تحمله المسئولية كاملة، بعد وقوع الحادث ووفاة المواطنين بالطبع، وأغلقت التحقيقات القضية، دون تقديم حلول لما يمكن إصلاحه على مزلقانات العياط التى تدفع بالركاب للموت السريع.
حادث قطار الصعيد (20 فبراير 2002)
الأكثر بشاعة على الإطلاق، وأحد الحوادث التى تم تصنيفها بأبشع حوادث القطارات على مستوى العالم، شرخ عميق شعر به شعب مصر بالكامل، وصور لن تنساها مصر لركاب لقوا حتفهم حرقاً قبل الوصول لمنازلهم فى الصعيد، الحادث المشهور إعلامياً "بحادث قطار الصعيد"، أو حادث العياط عام 2002، والذى يدرجه بعض الساسة والمفكرون أحياناً ضمن الحوادث التى أشعلت الشرارة الحقيقة للثورة على الفساد والإهمال، والتى بدأت مبكراً بحوادث مشابهة مثل حادث قطار الصعيد، من بعده حادث مسرح بنى سويف، ثم حادث "عبارة الموت"، وغيرها من تراكمات الإهمال الجسيم.
قطار العياط الذى افتتح سلسلة حوادث هذه القرية المشئومة، ودخلت بعده القرية فى نحس لم ينقطع بعد أن شهدت وفاة 361 شخصًا، كان هو الرقم الأكبر لحادث قطار فى ذلك الوقت، واستقال على إثره وزير النقل آنذاك محمد إبراهيم الدميرى.
على الرغم من عدد الضحايا الذين راحوا على قضبان السكك الحديدية فى العياط، وعلى الرغم من تتابع الحوادث المتكررة فى المنطقة نفسها، واستقالة مسئول وراء آخر فى حوادث راح ضحيتها المئات، إلا أن الكارثة لم تتغير بعد، مازال كشك التحويلة كما هو، مازال العامل ينام فى اللحظات الفارقة، لا يوقظه سوى صوت تصادم العربات وصرخات الركاب، مازال المسئولون فى الدهشة ذاهتها وقت سماع الخبر، لم تتغير القضبان، ولم يتم إصلاح إشارات المزلقان، لم يتوقف المارة عن العبور وقت عبور القطار، ولم تتغير عناوين الصحف وملابسات التحقيقات فى حادث عن آخر ومازال نزيف الدم مستمراً على قضبان العياط "محطة موت ركاب القطارات" فى مصر.
عدد الردود 0
بواسطة:
ع. ع.
نفق ياهو
ما تعملوا نفق.
عدد الردود 0
بواسطة:
مغترب
مسلسل حصاد ارواح المصريين