هذه المرأة التى تعرضت مؤخرًا إلى حملة تشويه من قبل أحد مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، بعد أن أطلق اتهامه الخارج عليهن وأعلن أن هناك 30% من نساء الصعيد يخن أزواجهن، هذا التصريح الذى أثار حفيظة مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر، بدأت حملة مضادة تطالب بمقاضاة صاحب هذه التصريحات، وفى الوقت نفسه كان لنساء الصعيد رد فعل قوى على "تيمور السبكى" أدمن صفحة "يوميات زوج مطحون" وصاحب التصريحات المهينة للمرأة الصعيدية.
مفهوم الخيانة الست الصعيدية متعرفوش
"هنا أحمد" زوجة وأم لطفلين تعمل بإحدى منظمات المجتمع المدنى فى أسيوط تقول: "النساء فى الصعيد مطحونات طوال الوقت بشكل لا يقل أبدًا عن الرجال، بل إن هناك نساء يتحملن ما لا يستطع معظم الرجال تحمله فما بين مسئوليات الأبناء والعمل والبيت ونظرة المجتمع الذى لا يرحمنا مفهوم مثل الخيانة غير موجود نهائيًا ضمن مفاهيمنا وفعل الخيانة صعب وبعيد إلى أقصى حد".
الخيانة فى الصعيد جريمة.. والست هنا تعرف يعنى إيه شرف
أما "غادة محمد" البالغة من العُمر28 عامًا، وتعرضت للطلاق فى هذه السن، وأصبحت كذلك أم مسئولة عن طفل، تقول لـ"اليوم السابع" عن هذه الاتهامات: "أنا ست مُطلقة وفكرة أن أدخل فى علاقة أو حتى أن أتجوز مرة تانية هى فكرة شبه مستحيلة".
وتضيف: "الست الصعيدية أهم حاجة فى حياتها بيتها وجوزها وعيالها كمان فى المقام الأول، دى كمان ممكن تضحى بكل حاجة عشان خاطرهم والخيانة بالنسبة للست الصعيدية جريمة، ده غير إن المجتمع الصعيدى بطبعه منغلق، ولا يقبل بمثل هذه الممارسات".
صفا محمد: عمرى ما فكرت فى الخيانة حتى بينى وبين نفسى
"إيه الكلام الغريب ده؟ مين اللى قاله وعلى أى أساس!".. بهذه الكلمات بدأت "صفاء محمد" كلامها مع "اليوم السابع، تلك المرأة الأربعينية التى تعيش فى إحدى قرى محافظة أسيوط تقول: "أنا متجوزة وعندى تلت أطفال عانيت كتير فى حياتى شوفت الويل ودوقت المر لكن عمرى ما فكرت حتى بينى وبين نفسى ولو لحظة فى الخيانة، وتضيف: إحنا الجواز عندنا عامل زى عقدة حرير ماينفعش تتفك ولا حاجة تعكرها".
الستات فى الصعيد تعرف إزاى تحفظ هيبة جوزها
"الراجل فى الصعيد ليه هيبته والست بتخاف عليه وتحب راسه مرفوعة ومقامة عالى حتى لو بينها وبينه خلافات ومشاكل".. كان هذا رد "شادية محمد" التى تعمل مديرة فى إحدى المؤسسات الصعيدية على هذه الاتهامات وأضافت: "المرأة لدينا من المستحيل أن تفعل أى شىء قد يقلل من قيمة زوجها حتى لو توفى هذا الزوج أو انفصلت عنه فهى تخاف على سمعة أبنائها".
حتى الضرب والإهانة مش سبب عشان أخون جوزى
"أنا بتضرب ليل نهار شعرى أتقطع وأسنانى أتخلعت لأن جوزى مابيخلفش ومش ممكن أتخلى عنه وأبقى قليلة الأصل أى خيانة تلك التى تتحدثون عنها".. كان هذا رد "نوار محمود" المتزوجة منذ ثمانى أعوام على هذا الاتهام الموجة للمرأة الصعيدية، وأضافت بعد فترة من زواجى وتأخر الحمل أثبتت التحاليل أن زوجى غير قادر على الإنجاب أما أنا فلدى القدرة على الإنجاب بشكل طبيعى، لم يزعجنى ذلك وقررت الوقوف بجوار زوجى رغم معاملته السيئة لى، وانفعاله الشديد بسبب أسئلة الأقارب عن سبب تأخر الإنجاب، ومع كل هذا سوف أتحمل مع زوجى للنهاية ولن أتخلى عنه، من يتحدث عن خيانة الزوجة الصعيدية هو إنسان لا يفقه أى شىء عن طبيعة مجتمع الصعيد المحافظ ونسائه اللاتى على استعداد لتحمل أى شىء فى سبيل بيتهن وأزواجهن.
الستات فى الصعيد جدعات وملهمش فى الغدر
وعن رأى الفتيات الصعيديات اللاتى لم يتزوجن بعد فى تلك الاتهامات: "دعاء نصر الفتاة الصعيدية التى تعمل فى أحد المصالح الحكومية: ايه اللى عرفه اللى جوا البيوت؟ دخل بيوتنا وشاف ده؟ من المستحيل أن يكون لهذا الكلام أى أساس من الصحة فهناك تقديس كبير للحياة الزوجية، والنساء عمومًا مهما كانت المعاناة أو كان الزوج متسلط فهى تتحمل بشكل كبير جدًا، هذا بالإضافة إلى المجتمع منغلق بشدة، والجميع هنا يعرفون بعضهم البعض وفعل مثل الخيانة يكون نسبة حدوثه نادرة جداً".