ابن الدولة يكتب: ديمقراطية الحقوق والواجبات.. عندما يعارض المسؤول السابق ما كان يصمت عنه ويؤيده وهو فى منصبه.. نحن أمام ازدواجية تفقد هؤلاء مصداقيتهم.. الأمر كله بناء متشابك يجمع بين الفكرة والتنفيذ

السبت، 13 فبراير 2016 09:01 ص
ابن الدولة يكتب: ديمقراطية الحقوق والواجبات.. عندما يعارض المسؤول السابق ما كان يصمت عنه ويؤيده وهو فى منصبه.. نحن أمام ازدواجية تفقد هؤلاء مصداقيتهم.. الأمر كله بناء متشابك يجمع بين الفكرة والتنفيذ ابن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى...


من المفارقات اللافتة للنظر، فى الجدل الدائر اليوم فى المجتمع والمناقشات حول تطبيق الديمقراطية وممارستها، وهل التطبيق هو دور السلطة أم دور السلطة والمجتمع، والسلطة هنا هى السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، والمجتمع بقيمه وأفراده وجماعاته ونقاباته وأحزابه وكل المؤسسات الشعبية والأهلية، وكثيرا ما نتحدث أو نشير إلى ما يحدث فى الغرب والتجارب الديمقراطية والنظام والنظافة، لكن عندما تقول لمن يطلب ذلك إن هناك فى الدول الغربية نظاما واضحا للحقوق والواجبات، وأن أى شخص يخرج على القانون يواجه عقابا رادعا، يتصور البعض أن الأمر هو تبرير من نوع ما، بينما من يسافر للخارج يعرف أن العقد الاجتماعى يقوم على تحديد الحقوق والواجبات، وقد تمت هذه البنية السياسية والاجتماعية على مدى سنوات، ومن خلاصة تشريعات وتوصيفات وتعامل مستمر مع المشكلات وحلها، لكن البعض عندنا يريد الشكل الخارجى من التجارب، يتجاهل القاعدة الأساسية، الأمر كله بناء متشابك ومتداخل يجمع بين الفكرة والتنفيذ، وأن العملية مشتركة بين الأطراف المختلفة.

وإذا كان الجميع يتحدثون عن قوة قوانين المرور فى الدول المتقدمة، وكيف أنه لا يوجد جندى أو رجل مرور، بينما هم أنفسهم لا يلتزمون بالقانون هنا، طبعا القانون هناك حازم وقوى ولا يجامل أو يتسامح مع الخطأ، لكن من يطلبون الأمر هنا يرفضون التقنين أو يقاومون فكرة التشريعات التى تنظم هذا، ومن يتحدثون عن النظافة وأهميتها لا يلتزمون بها فى كل وقت، ومن ينتقدون الشتائم والتنابذ والاتهامات المجانية من بعض الإعلام، هم أنفسهم يستخدمون نفس الألفاظ، ويسقطون فى فخاخ البذاءة والاتهامات المجانية، بل ويتورطون فى نشر شائعات تتعلق بخصومهم، البعض يبرر الخروج على القانون بأن هناك كثيرين يخرجون على القانون، وحتى التناقض يصل إلى المسؤول الذى يكون فى منصبه يتصرف ويتحدث بطريقة وربما يبدو مقتنعا، بينما عندما يغادر منصبه يعارض ما كان هو نفسه يفعله، الخلاصة فى كل هذا أن الكلام سهل، وأكثر سلعة لا تجد مستهلكا هى الكلام، بينما التنفيذ صعب، والفرق شاسع بين كلام مجانى من أكاديمى، وبين كلام وسلوك نفس الشخص وهو فى السلطة، ولنتأمل طريقة كتابة وكلام هؤلاء الذين كانوا فى السلطة حتى وقت قريب أو بعيد نسبيا، نجد أن الفرق بين الشخص فى السلطة والمنصب، غيره فى الواقع، وبعضهم ينسى نفسه ويتمدد فى التنظير الذى يكشف حجم الازدواجية والتناقض، كما أنه يكشف هؤلاء ويفقدهم مصداقيتهم، لكونهم لا يرون الوضع العام كما هو بما يحيط به، ويكتفون بلعب دور يطلبون منه التصفيق.

نحن هنا لا نتحدث عن شخص بعينه، لكن عن ظواهر مستمرة معنا ومن حولنا، حيث الكلام المجانى سهل ورخيص، بينما الديمقراطية وبناء الدول يقوم على الحقوق والواجبات، من دون إفراط أو تفريط أو تهويل أو تهوين.

p



موضوعات متعلقة:


- ابن الدولة يكتب: أشخاص أم سياسات؟.. الحوار مطلوب بعيداً عن الضجيج الفارغ.. البعض يرى مشكلاتنا أننا لم ”نستوزر فلان وعلان".. والمدهش أن كل هؤلاء تولوا مناصب تنفيذية ولم يفعلوا أكثر مما فعله غيرهم

- ابن الدولة يكتب: المسئول السابق مشتاق غاضب حالى.. يصبح المسئول فاشلاً فى منصبه وإذا خرج وترك السلطة فهو خبير يعرف كل شىء.. البعض يصر على لعب دور المعارض بلا مبرر

- ابن الدولة يكتب : صور تهم المواطن لا يراها صناع الضجيج.. هناك 16 ألف وحدة سكنية وفى الطريق حوالى 36 ألفا .. والتنمية عملية مستمرة يتم تمويلها بمليارات كجزء من عدالة اجتماعية

- ابن الدولة يكتب: تحريض مدفوع مقدماً.. كيف يمارس حقوقيون ونشطاء عمليات التدليس للتشويه والتحريض؟.. فتش عن التمويل.. نحن أمام شكل جديد وأداء مختلف يتماشى مع عصر المعلومات يستند إلى التشويه والمغالطات






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة