عندما وقف النجم الشاب ليوناردو دى كابريو أمام النجمة شارون ستون رمز الإثارة فى هوليوود، وجمعهما مشهد رومانسى حينها بفيلم" The Quick and the Dead" سئلت ستون "عن قبلة دى كابريو فردت مازحة لم أشعر بشىء وهو يقبلنى كل ماشعرت به هو أننى أقبل كتفى" وقتها ضحك الكثيرون على تعليق ستون، ولكن الفتى الهوليوودى المدلل كان يعى جيدا أن الطريق صعب وأنه يحتاج إلى بذل مجهود كبير ليصل إلى مصاف النجوم فالحظ وحده لا يمنح الاستمرار والانطلاق لمناطق مختلفة بل أن الحظ قد يعطى الفرصة، ولكن الانطلاق نحو القمة كان يحتاج مجهودا مضنى ودى كابريو وضعه الحظ فى طريق نجوم كبار مثل روبرت دى نيرو، ودانيال دى لويس ومع المخرج المبدع مارتن سكورسيزى والذى شكل ملامح خريطة دى كابريو الفنية وساعده كثيرا على تطوير أدواته كممثل بعيدا عن وسامته.
ليوناردو أو ليو والذى لفت الأنظار منذ أن كان فتى صغير يشارك بالمسلسلات الأمريكية، ومنها مسلسل "لاسى الجديدة" عام 1989 ومسلسل "سانتا باربرا "عام 1990، وشارك أيضًا بأدوارٍ طويلةٍ مُستمرّة فى مسلسل الكوميديا والدراما "أبوّة" فى 1990 ومسلسل كوميديا الموقف "آلام النمو" فى العام الذى يليه، من حقه أن يفخر بنفسه وما قطعه من خطوات فى مشواره السينمائى.. خصوصا وأن بعض النقاد كانوا يصنفونه بالمدلل محدود الموهبة إلا أنه ومع كل تجربة كان يصر على أن يتطور خطوة وأن يثبت للنقاد ومانحى الجوائز أنه يستحق اقتناص الكثير منها، وهذا ما فعله فى فيلمه الأخير the revenant والمرشح لأكبر عدد من جوائز الأوسكار حيث استطاع أن يحصد الجولدن جلوب كأحسن ممثل وأيضًا جائزة البافتا كأحسن ممثل - وهى الجائزة التى تعادل الأوسكار فى أهميتها وتمنح فى بريطانيا – مشهد ليو وهو يسير على السجادة الحمراء ومشهده الثانى وهو يصعد إلى خشبة المسرح لاستلام جائزته يؤكد أن الحلم ليس من الصعب أن يتحقق خصوصا فى ظل الدأب والطموح الذى لا يتوقف.
"ليو" الذى أدرك قيمة أن ينوع فى أدواره مبكرا بدءا من فيلمه والذى جسد فيه دور الشاعر الكبير "رامبو" بعيدا عن تيتانك والذى حقق له شهرة عالمية، وقدم مع سكورسيزى فيلم السيرة الذاتية "The Aviator " الذى يحكى قصة صانع الأفلام ورائد الطيران هوارد هيوز فى فترة أواخر العشرينيات وحتى عام 1947. نجح الفيلم نجاحاً تجارياً ونقدياً، وفاز دى كابريو عن أدائه فى الفيلم بجائزة جولدن جلوب لأفضل ممثل فى فيلم دراما، وترشح أيضًا لجائزة الأوسكار فى 2006، ثم شارك فى كلٍ من فيلِم “Blood Diamond” وهو الفيلم الذى لعب فيه دور مهرب ألماسٍ من روديسيا خلال فترة الحرب الأهلية فى سيراليون.. وتوقف الكثيرون عند الطريقة التى عمل بها ليو على الشخصية والكيفية التى أتقن فيها اللكنة الجنوب إفريقيّة، والمعروفة بكونها لهجةٌ صعبة التقليد.
ويبدو أن ليو الذى تعلم فن الاتقان مع مخرجه المفضل سكورسيزى وصل إلى قمة الإخلاص والعمل بجدية فى فيلمه "the revenant " والذى من المفترض أن يحمله إلى الأوسكار بعد سلسلة من التوقعات والانتظار، حيث قال ليو عن الفيلم والذى أخرجه إخراج أليخاندرو إيناريتو إن تصوير هذا الفيلم كان "من أصعب التجارب المهنية" التى مر بها.
وتابع "منذ اللقطة الأولى التى استغرق التمرين عليها أسابيع أدركنا أن إيناريتو وضع سقفا جد عال لدرجة أن التصوير قد يشكل تحديا فعليا بالنسبة إلينا" وشدد "كنت مستعدا لأفعل كل ما يطلبه (إيناريتو) منى لإنجاز تحفة فنية".
علا الشافعى تكتب: من حق فتى هوليوود المدلل أن يحلم.. عن قبلته شارون ستون قالت: "لم أشعر بشىء وهو يقبلنى وكأننى قبلت كتفى".. دى كابريو تعلم الدرس واستفاد من الكل وطور أدواته كممثل بعيدا عن وسامته
الأربعاء، 17 فبراير 2016 10:51 ص
ليوناردو دى كابريو