نعى اتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، برئاسة الشاعر حبيب الصايغ، الأستاذ محمد حسنين هيكل، الذى رحل عن عالمنا صباح اليوم الأربعاء، عن عمر يناهز الـ92.
وجاء فى نص البيان :فقدت الأمة العربية- اليوم- مثقفًا وكاتبًا كبيرًا وموسوعيًّا، هو الكاتب والمفكر العربى الكبير محمد حسنين هيكل، الذى لم ينقطع عطاؤه طوال سبعين عامًا ويزيد، كاتبًا ومفكرًا قوميًّا عروبيًّا، سواء من خلال كتاباته فى الصحف العربية والأجنبية، أو من خلال كتبه واسعة الانتشار والتأثير باللغة العربية واللغات الأجنبية المختلفة، أو برامجه التليفزيونية التى كان يطل من خلالها على مشاهديه راسمًا لهم حدود الواقع وآفاق المستقبل.
إن محمد حسنين هيكل أحد أهم من أسسوا للصحافة العربية الحديثة، فقد رافق أساتذتها الأوائل، وتعلم على يديه كتاب من أجيال مختلفة، وتعد مدرسته الصحفية التى تعتمد على التحليل الرصين، هى السائدة فى العمل الصحفى حتى الآن، والتى أسسها منذ رأس تحرير مجلة آخر ساعة- التى تصدرها مؤسسة أخبار اليوم المصرية- وهو فى العشرينات من عمره، ثم رئاسته لتحرير جريدة "الأهرام" المصرية، أهم الصحف المصرية والعربية آنذاك.
يعد الراحل الكبير نموذجًا للصحفى الذى يستقى الأخبار من مصادرها الأصلية، ويوثقها بالوثائق والمستندات المهمة، من خلال علاقاته الواسعة بالحكام العرب والأجانب، وبصانعى القرار السياسى حول العالم، سواء وهو فى منصب رسمي، أو وهو كاتب حر، مما جعل مكتبه فى قرية "برقاش" بالجيزة محط أنظار كثيرين من النافذين والمتنفذين حول العالم، من سياسيين ودبلوماسيين ومفكرين ورجال مال وأعمال، كلهم تطلعوا إلى سماع رؤيته الثاقبة للأحداث حول العالم، والاستفادة بما يعرفه من معلومات، وما يختزنه من وثائق قد لا تملكها بعض الدول.
لقد احتفظ الكاتب والمفكر الكبير باستقلاله على مدى الأربعين عامًا الأخيرة من عمره المديد، رفض خلالها أن يعمل لدى أى من الحكومات التى أرادت احتكار خبراته والاستفادة منها، وفضل أن يكون ناصحًا أمينًا، وأن يقول ما يرى وما يعتقد فى كتبه ومقالاته وأحاديثه، وسواء اتفق البعض أو اختلف مع بعض أطروحاته، فإنه لا ينكر إلا جاحد أو صاحب هوى ثقافته الموسوعية، ومهنيته ووطنيته، وإيمانه العميق بالقومية العربية واقعًا ومستقبلاً لا يمكن الفكاك منه.
واختتم البيان "رحم الله الكاتب والمفكر العربى الكبير محمد حسنين هيكل، الذى فقدنا برحيله منارة من منارات الفكر العربى الرصين، وعوض الله الأمة العربية عنه خيرًا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة