وتشهد الكنيسة الكاثوليكية تراجعا تدريجيا عن تقاليد الدين المتشددة بسبب هذا الوباء، وقد يفتح إتاحة البابا فرانسيس لوسائل منع الحمل الباب للإجهاض حال زاد الأمر خطورة.
يلاتى ذلك بعد أن كانت متمسكة برأيها حول التمسك بتقاليد دينية متشددة، ورفضت استخدام النساء وسائل منع الحمل أو الإجهاض، وقال الأسقف ليوناردو أولريش شتاينر، الأمين العام للمجلس الوطنى لأساقفة البرازيل، فى تصريحات صحفية: "وسائل منع الحمل ليست حلا.. لا يوجد تغيير واحد فى موقف الكنيسة، ظهر بابا الفاتيكان ليتيح للنساء استخدام وسائل منع الحمل لمكافحة عدوى زيكا.
إمكانية اللجوء للإجهاض
وعلى الرغم من أن البابا فرانسيس، أعرب عن رفضه للجوء إلى الإجهاض، وقال إن منع الحمل يعتبر أهون الشرين إلا أنه من الممكن ان يتقبل فكرة الإجهاض فى حال تعقدت الأمور وازداد انتشار فيروس زيكا سوءا، خاصة أن نسبة إصابة الأجنة وحديثى الولادة بمرض صغر الرأس آخذه فى الارتفاع فى أمريكا اللاتينية.
ودفعت الزيادة الكبيرة فى الإصابة بزيكا بعض الحكومات فى أمريكا اللاتينية، إلى حث النساء على تجنب الحمل وانتشار دعوات لجماعات حقوق الإجهاض لتخفيف القوانين الصارمة لمكافحة الإجهاض فى المنطقة ذات الأغلبية الكاثوليكية، وطالبت جماعة من طائفة الكاثوليك، البابا فرنسيس، إباحة إجهاض الحوامل لحماية أنفسهن من فيروس زيكا، التى ربطت دراسات عديدة بينه وبين تشوه الأجنة.
وقالت جماعة "كاثوليكس فور تشويس" الليبرالية، ومقرها واشنطن فى بيان، إنها نشرت إعلانات فى الطبعة الدولية لصحف دولية للمطالب بذلك، والذى يقول:"عندما تسافر إلى أميركا اللاتينية نطالبك بأن توضح لأشقائك الأساقفة أنه يجوز للكاثوليكيات الأخيار اتباع ضمائرهن كى يستخدمن تنظيم النسل لحماية أنفسهن وشركائهن".
وكان الباحثون كشفوا الأربعاء، عن أدلة جديدة تؤكد العلاقة بين انتشار فيروس "زيكا" وزيادة حالات تشوه المواليد، مشيرين إلى رصد الفيروس فى مخ جنين بعد إجهاض امرأة أوروبية حملت أثناء وجودها بالبرازيل.
صغر الرأس
ويمثل فيروس زيكا خطورة كبيرة للنساء الحوامل، لأنه يتسبب فى إصابة الأجنة بمرض صغر الرأس الذى يؤثر على معدلات الذكاء الأطفال على المستوى المتوسط، ولكنه أيضا يؤدى إلى انكماش مخ الجنين ويجعله يعانى من مشكلات فى المخ طوال حياته، منها عدم الكلام وصعوبات فى النمو.
وأوصت جميع بلدان أمريكا اللاتينية النساء بعدم الحمل حتى عام 2018 وذلك لإيجاد حل وعلاج لمكافحة زيكا، وذلك لأن اختيارات المرأة ليست كثيرة بعد أن تصبح حاملا، فغالبية دول أمريكا اللاتينية ترفض الإجهاض وتضع قوانين مقيدة للغاية لها، ففى باراجواى أعلن وزير الصحة بباراجوى أنطونيو باريوس أنه لا يدعم فكرة الإجهاض لدى النساء المصابات بفيروس زيكا.
وتصل عقوبة الإجهاض فى باراجواى، إلى السجن 5 سنوات حتى إذا كانت بسبب الإصابة بفيروس زيكا، فهناك استثناء واحد هو وجود خطورة على الأم وتهديد حياتها، وفيروس زيكا لا يهدد حياة الأم، مضيفا "حتى الآن لا يوجد أى دليل يربط فيروس زيكا بمرض صغر الرأس مما ينفى وجود أى خطر على الأم أو الجنين بسبب فيروس زيكا، ومن يجرى عملية إجهاض حتى بسبب الإصابة بالفيروس سيتم معاقبته وفقا للقانون".
وفى كوستاريكا أيضا رفض وزير الصحة فى كوستاريكا فيرناندو لوركا كاسترو، تشجيع الإجهاض للنساء الحوامل المصابات بفيروس زيكا، "الإجهاض العلاجى المشرع فى البلاد لابد من وجود خطر على الأم، وليست فى حالة الأطفال الذين يعانون من صغر الرأس"، كما أنه لا يوصى الأزواج بالامتناع عن الحمل.
وفى البرازيل، اشتد النقاش حول احتمالية اللجوء إلى الإجهاض الأمن لمكافحة فيروس زيكا، حيث إن على الرغم من رفض الحكومة البرازيلية لإجراء أى تعديلات على قانون الإجهاض وجعله صارما كما هو عليه أى أنه لا يتحقق إلا فى حالة وجود خطورة على الأم وليس الطفل، ويوجد فى البرازيل فقط منذ نوفمبر الماضى أكثر من 4000 حالة من الإصابة بصغر الرأس الذى يترك عواقب عصبية وجسدية.
أما كولومبيا فإنها على موقف معاكس تماما من غالبية دول أمريكا اللاتينية التى ترفض الإجهاض، حيث إنها قامت بتعديل قانون الإجهاض وأصبح يمكن نتيجة الاغتصاب أو أن الجنين غير قابل للحياة أو وجود خطر جسدى أو نفسى على المرأة، أما تشيلى والسلفادور وهايتى ونيكاراجوا وهنوراس فلا يزالوا يرفضون الإجهاض حتى لو بسبب زيكا.
وهناك عقوبات صارمة للإجهاض فى السلفادور، حتى فى منع الحمل، حيث إن استخدام وسائل منع الحمل قانونى من الناحية النظرية، إلا أن استخدماها يكون بروشتة طبية.
منع الحمل عامين بسبب زيكا
واتجهت بعض الدول، خاصة فى أمريكا اللاتينية فى بداية الأمر إلى منع الحمل لمدة تتراوح بين 6 أشهر إلى عامين فى حين وجود قوانين صارمة بمنع الإجهاض وعدم توافر وسائل منع الحمل، ولذلك فهناك العديد من المطالبات بتعديل تلك القوانين لجعل الإجهاض مشروعا فى هذه الفترة.
نشطاء يدعون لإعادة النظر فى وسائل منع الحمل والإجهاض
ودعا نشطاء حكومات أمريكا اللاتينية، لإعادة النظر فى سياسات وسائل منع الحمل والإجهاض بسبب انتشار فيروس زيكا، بسبب الخوف من ارتفاع معدلات وفيات المرأة من حالات الإجهاض غير الآمن فضلا عن الزيادة المتوقعة فى الأطفال المصابون بتلف الدماغ. وهناك العديد من الحوامل بدأن فى الاتجاه إلى الإجهاض سرا، وهذا الإجراء يتكلف ما بين 1200 و3700 دولار، ويتوقف على أى مرحلة من الحمل.
وقال عالم الاجتماع جاكلين بيتناجوى:"قاتلوا من أجل قرار المحكمة العليا لإضفاء الشرعية على الإجهاض فى حالات تلف الدماغ للأطفال بسبب فيروس زيكا، لدينا واحدًا من القوانين الأكثر تقييدا فى العالم".
وأوضح الأطباء، أنه يمكن معرفة إذا كان الجنين مصابا أم لا من الأسبوع الـ16 وهو الشهر الرابع من الحمل، لكن قانون الإجهاض يقول إنه لابد من أن يكون الجنين أقل من 12 أسبوعا، فبدأت النساء تتجه للإجهاض سرا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة