بالصور.. 5 مناطق تمثل قنابل موقوتة للصرف الصحى بالإسكندرية.. "أبو تلات" تغرق فى المياة الجوفية.. معوقات فنية تتسبب فى تأخر مشروع بالفلكى.. والعامرية بلا شنايش

يعد ملف الصرف الصحى و مياه الأمطار الملف الأخطر بالإسكندرية، الذى يعتبر من الملفات الأكثر إلحاحا بالمحافظة، لما سببه من أزمات متتالية خلال فصل الشتاء الحالى، الذى كشف تهالك شبكة الصرف تماما وعدم صيانتها منذ 10 أعوام تقريبا، بالإضافة إلى تورط عدد من المسئولين بالجهاز التنفيذى لمشروعات الصرف الصحى التابع لوزارة الإسكان فى قضية إهدار المال العام ، بقيمة 30 مليون جنيه، بتركيب طرمبات غير صالحة للعمل بمحطة رفع مياه الصرف بالسيوف، كشفت عنها مباحث الأموال العامة عقب حادثة الغرق الأولى والثانية بالإسكندرية.

5 مناطق تمثل قنابل موقوتة قد تنفجر مع موجة جديدة من الأمطار الغزيرة

وعلى الرغم من تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى ، من القضاء على تلك المشكلة و تخصيص مليار جنيه من صندوق تحيا مصر لحل الأزمة بالإسكندرية و البحيرة، إلا أن الشركة المختصة وهى شركة الصرف الصحى بالإسكندرية ، انتهت من خطط الحلول العاجلة بكورنيش الإسكندرية و بعض البؤر الساخنة ، و مازالت أطراف المدينة و بعض المناطق الشعبية تئن و تمثل قنابل موقوتة قد تنفجر فى أى موجة جديدة من هطول الأمطار الغزيرة.

وتمثل مناطق "أبو تلات" بالعجمى ، و الفلكى شارع اللوكاندة بالمندرة ، و بعض مناطق حى العامرية خاصة مدخل الإسكندرية و كوبرى الثروة السمكية ، و شاطئ أبو قير ، قنابل موقوتة ومازال يعانى سكانها من مشكلة مياه الصرف الصحى التى تؤرق حياة أهالى المنطقة.

منطقة "أبو تلات " تغرق فى المياه الجوفية ومياه الصرف و الأهالى يواجهون الأزمة بالجهود الذاتية

تعرضت منطقة أبو تلات بالعجمى غرب الإسكندرية، للغرق فى أوائل شهر ديسمبر الماضى، فى ظل هطول الأمطار الغزيرة على الإسكندرية فى نوة الفيضة الصغرى، وما تلاها من موجات للطقس السىء ضربت البلاد ، مما أدى إلى عودة مشاهد الغرق مرة أخرى إلى الإسكندرية، خاصة فى مناطق الكيلو 21 و مناطق أبو تلات.

وأكد الأهالى لـ"اليوم السابع" على أن الكارثة تؤرق عليهم حياتهم و تعطل مصالحهم اليومية نظرا لصعوبة التنقل ، بالإضافة إلى أن المياه قد دخلت منازلهم و أغرقت الأثاث و الأجهزة بالمنازل بما يعرضهم إلى خسائر كبرى، وأن بعض الأهالى بدأت بالفعل ترك منازلها والانتقال إلى مكان آخر بسبب استحالة العيش وسط تلك المهزلة، وطالبوا بتدخل المسئولين لحل الأزمة المتفاقمة.

كما قام أهالى منطقة أبو تلات بتنظيم عدد من الوقفات الاحتجاجية ، بطريق ( الإسكندرية – مطروح ) الصحراوى ، ورفعوا لافتات كتبوا عليها " أبوتلات تستغيث من الغرق "و " أين المحافظة " للمطالبة بحل مشكلة غرق المنطقة بالمياة الجوفية و مياة الصرف الصحى دون جدوى.

وقال محارب عوض حسين ، رئيس لجنة حزب الوفد بالعامرية ، و من سكان منطقة أبوتلات قال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع " ، أنه بداية من الكيلو 21 لا يوجد خطوط أو شبكة صرف صحى بالمنطقة ، والأهالى يستخدمون البيارات التى خرجت إلى الشوارع بعد امتلائها بالمياة الجوفية ومياه الأمطار ، ووسط تجاهل المسئولين للأزمة بدأ الأهالى فى حل المشكلة بالجهود الذاتية على أمل تنفيذ وعود المسئولين فى تنفيذ مشروع لحل أزمة الصرف الصحى يبدأ تنفيذه فى يوليو القادم .

غرق مدخل الإسكندرية و كوبرى الثروة السمكية بالعامرية عرض مستمر مع كل نوة ويسبب شلل مرورى تام

و مع كل نوة وهطول الأمطار الغزيرة يتعرض مدخل الإسكندرية بالكيلو 21 التابع لحى العامرية ، و القريب من الطريق الصحراوى (الإسكندرية – القاهرة ) إلى الغرق ، و كذلك كوبرى الثروة السمكية ، مما يتسبب فى شلل مرورى تام بسبب تراكم مياه الأمطار الغزيرة ، و تلجأ شركة الصرف بالدفع بسيارات الصرف لشفط المياه المتراكمة دون حل جذرى للمشكلة التى لا يوجد بها شنايش لصرف مياه الأمطار .

الفلكى و المنطقة القبلية تئن بسبب تأخر الانتهاء من المرحلة الأولى لمشروع الصرف الصحى

وتعد منطقة الفلكى و المندرة القبلية من أهم المناطق بشرق الإسكندرية و التى تعانى بشكل دائم من طفح مياه الصرف الصحى بالشوارع بعيدا عن الأمطار الغزيرة والتى بالطبع فور هطولها تزيد الأمر سوءا.




وشكا أهالى منطقة الفلكى و المندرة القبلية شرق الإسكندرية من طفح مياه الصرف الصحى بشوارع المنطقة ، و طالب الأهالى بسرعة تدخل المسؤلين و شفط مياه الصرف من المنطقة نظرا لوصولها إلى المنازل بما يعرقل ممارسة الحياة اليومية لهم ، دون جدوى و ذلك بسبب تأخر الانتهاء من مشروع المصرف الصحى ، وسط وعود من المسئولين بالحى و شركة الصرف الصحى بالانتهاء من المرحلة الأولى منه خلال شهرين ، حيث تخدم المرحلة الأولى من المشروع نفق 45 وصولا إلى كوبرى المندرة و شارع النبوى المهندس و شارع مصطفى كامل ، ثم يتم الانتهاء من المرحلة الثانية فيما بعد ، لربط المحطات الداخلية التى تخدم منطقة المندرة بالخط الرئيسى .

مخاوف من عودة مشاهد مياه الصرف الصحى بشاطئ أبو قير

ومع اقتراب فصل الصيف ، هناك مخاوف من عودة مشاهد إلقاء مياه الصرف الصحى على مياه البحر مباشرة ، خاصة مع ضعف قدرة شبكة الصرف الصحى على استيعاب كميات المياه المتزايدة فى فصل الصيف ، حيث شهد شاطئ أبو قير أزمة كبرى الصيف الماضى بسبب تدفق مياة الصرف الصحى على الشاطئ ، الأمر الذى أثار حفيظة المواطنين.

و قام الحى بتطهير المطابق و الشنايش الخاصة بشبكة الصرف الصحى بالمصيف الشرقى و الغربى ، كما تم توصيل الشوارع الجانبية بالشبكة الرئيسية خاصة الشوارع التى تعانى من الانحدار بشارع على ابن أبى طالب وشارع بورسعيد.




وتم الانتهاء من مشروع الصرف الصحى بالمنطقة ، فيما عدا شارع رمسيس المتفرع من شارع أحمد عرابى الذى مازال يعمل حاليا ببدالة و فى انتظار تدخل شركة الصرف الصحى بالإسكندرية للانتهاء منه.

"الصرف الصحى " : تم الانتهاء من الخطط العاجلة و جار العمل على الخطط طويلة الأمد

من جانبه قال اللواء محمود نافع ، رئيس شركة الصرف الصحى بالإسكندرية ، إن الشركة تسعى حاليا إلى الانتهاء من الخطط طويلة الأمد لحل مشاكل الصرف الصحى بالإسكندرية ، وتم الانتهاء من كافة الخطط قصيرة الأجل لرفع كفاءة الشبكة بالمحافظة ومواجهة البؤر الساخنة .




وحول المناطق التى تمثل قنابل موقوتة قال "نافع" إن منطقة أبو تلات لا يوجد بها شبكة صرف صحى من الأساس ومشروع مد شبكة الصرف الصحى يقوم بتنفيذه الجهاز التنفيذى للمشروعات التابع لوزارة الإسكان من خلال شركة المقاولين العرب .

وحول مشكلة منطقة الفلكى قال إن هناك بالفعل مشروعا ممولا من جمعية رجال الأعمال بالتنسيق مع محافظة الإسكندرية و بتكلفة 5 ملايين جنية و قد تعطل المشروع بسبب معوقات فنية و تم الاتفاق مع مقاول جديد ، و سيتم استئناف العمل به قريبا بعد الانتهاء من التنسيق مع الجهات المعنية.




وحول مشاكل حى العامرية و مدخل الإسكندرية ، و خاصة كوبرى الثروة السمكية قال إن المنطقة تعانى من عدم وجود شنايش لاستيعاب مياه الأمطار و تم التنسيق مع رئيس الحى لعمل شنايش و الصرف على مصرف غرب النوبارية ، و جار وضع تصميم لخط صرف الشنايش بعيدا مسار خطوط البترول المنتشرة بالمنطقة و سيتم البدء بة فور انتهاء التصميم .

و حول أزمة شاطئ أبو قير ، قال "نافع " إنه يتم حاليا دراسة رفع قدرات الطرمبات و توسعة الشبكة الحالية لاستيعاب الكمية الحالية من مياه الصرف خاصة فى ظل التجاوزات الكبيرة فى المبانى المخالفة بالمنطقة و التى تزيد العبء على الشبكة الحالية.




و أشار فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع " إلى أنه جار العمل على وضع خطة طويلة الأمد من خلال إنشاء شبكة صرف منفصلة لاستيعاب و صرف مياه الأمطار بعيدا على مياه الصرف الصحى .

يذكر أن الشركة المختصة و هى شركة الصرف الصحى بالإسكندرية برئاسة اللواء محمود نافع و الذى تولى المهمة عقب موجة الغرق الأولى بالإسكندرية مباشرة ، قد قامت و تحت إشرف المنطقة الشمالية العسكرية و محافظة الإسكندرية بفتح 11 مصبا على الكورنيش من إجمال 20 مصبا، و تركيب شنايش و طرمبات أسفل بعض الأنفاق والكبارى التى كانت تسبب أزمة مثل كوبرى المندرة و نفق 45 و نفق محمد نجيب ، فى إطار الحلول العاجلة فقط و يبقى ملف الصرف الصحى يمثل تحديا كبيرا أمام المهندس محمد عبد الظاهر محافظ الإسكندرية ، وقدرته على السيطرة على هذا الملف الخطير الذى قد يطيح به كسابقيه، خاصة فى ظل عدم تبعية شركة الصرف الصحى بشكل مباشر إلى المحافظة .

موضوعات متعلقة:

المؤتمر الدولى للنانو تكنولوجى فى الغردقة يُناقش إعادة تدوير مياه الصرف