ويعد هذا اليوم يوما حافلا فى تاريخ النضال الوطنى لشعب الإسكندرية ضد المحتل البريطانى، فقد توافقت القوى السياسية وأصدرت اللجنة الوطنية للعمال والطلبة بيانًا يوم الأحد 3 مارس 1946 باعتبار يوم الاثنين 4 مارس 1946 "يوم حداد عام " تخليدًا لذكرى الطلاب الذين قتلوا آنذاك.
وبالفعل أُغلقت المدارس والمتاجر والمقاهى والمحال العامة، واحتجبت الصحف مشاركة منها فى الحداد، وكان السكان قد استعدوا ليوم الحداد فاشتروا ما يحتاجونه من الطعام مساء الأحد، لتبدو العاصمة صباح يوم الاثنين صامتة ساكنة كأنها مدينة أشباح، حيث لزم الناس جميعًا منازلهم وخلت الطرقات من المارة ولم يبق بها إلا دوريات الجنود تحافظ على الأمن والنظام.
ولم يمر هذا اليوم بسلام على الإسكندرية؛ حيث وقعت فيه حوادث دامية مروعة فقد خرج الطلاب صباحًا فى مظاهرة سلمية وشاركهم العمال، ومرت بأحياء المدينة والمنشآت البريطانية دون أن تتعرض لأحد، إلا أن القوات البريطانية تصدت فجأة للمتظاهرين بالقوة وأطلق عليهم الجنود بعض الأعيرة النارية وأصابوا عددا كبيرا من المتظاهرين بإصابات قاتلة، وبلغ عدد القتلى 28 قتيلاً، والجرحى 342 جريحا، كما قتل اثنان من الجنود البريطانيين وجرح منهم أربعة.
موضوعات متعلقة:
- بالصور..البطل الحقيقى لفيلم"لاوقت للحب" يروى تجسيد رشدى أباظه وفاتن حمامة لشخصيته وزوجته.. وكيف تشكلت التنظيمات السرية "حدتو" لمحاربة الاحتلال البريطانى.. حمزة البسيونى: رشدى أباظة اعترض على اسم حمزة