تساؤلات كثيرة قفزت إلى رأسى بمجرد أن شاهدت كم السخرية والسباب على صفحات البعض ومنهم زملاء فى المهنة.. وهو ما جعلنى أتوقف لأسال نفسى عن هذا الجرم الفظيع الذى ارتكبته شيماء عبدالمنعم وطريقة العقاب المثلى التى يجب أن أقوم بها بمجرد رجوعها إلى القاهرة فهى وللأسف تعمل كزميلة معى فى قسم الفن وكيف أقنع رئيس التحرير باتخاذ عقاب ملائم ومناسب يليق بالجريمة الكبرى التى ارتكبتها تلك الصحفية الصغيرة عديمة الخبرة والتى أساءت إلى مصر وإلى الفن المصرى والمهنة؟ أول كلمة بالتأكيد سأقولها لها بمجرد أن أراها "إخص عليكى" أول وآخر مرة تخرجى فيها بره الجورنال أو سأكون أكثر شرا وأقنعها باعتزال المهنة مبكرا والاكتفاء بدورها كأم وزوجة أصلها بصراحة متنفعش؟.
هذا هو منطق الكارهين والشتامين على فيس بوك والذين أهالوا التراب على رأس شيماء عبدالمنعم وسؤالها البليد ولكنتها اللى مش عارفة إيه؟.. بصراحة شديدة ما حدث مع شيماء تلك الصحفية صغيرة السن والمجتهدة والتى تحلم وتحاول، كشف لى عن كم كبير من الحقد والكره والتشوه النفسى الذى أصاب الكثيرين والذين ولله الحمد وجدوا فريسة ينهشونها بعد أيام من حذاء عكاشة ومرتضى وعمرو وغيرها من الأحداث التى ملأت صفحات فيس بوك "تريقة وسخرية" وهرى وشماتة فى خلق الله.
ما حدث مع شيماء جعلنى ببساطة أرجع للذاكرة لسنوات طويلة تتخطى الـ17 عاما أو ما يزيد ووقتها لم أكن أملك سوى حلمى فى أن أعمل فى هذه المهنة بجد وإخلاص وأن أسافر وأحضر مهرجانات، لم أكن أعرف سوى الحلم مرادفا لما أرغب فى الوصول إليه ومعه الاجتهاد والمحاولة تلو الأخرى وأذكر أننى عندما استطعت السفر للمرة الأولى وكنت وسط كبار المهنة.. وعلمت حينها أننى تحولت لأحاديث للنميمة كيف سافرت ولماذا؟ ومن الآخر إيه اللى جاب البنت دى هنا؟ وبالطبع فى هذا الوقت لم يكن هناك فيس بوك ولا يحزنون.. وهو الوسيلة التى باتت تعطى الحق لكل من يجلس فى منزله أو قاعد على كنبته وسريره أن يشتم ويسب ويكيل الاتهامات.. وتكرر المشهد مع كل محاولة كنت أبذلها وقتها قال لى المخرج الكبير داود عبدالسيد عندما وجدنى باكية من كم القهر: "إنتى شغلتك صحفية ولا تملكين سوى المحاولة والعمل على تطوير نفسك لا تلتفى لأحد ولا تنظرى ورائك، اشتغلى واغلطى وهتتعلمى".
وطبقت ما قاله الأستاذ المبدع حرفيا لم أعد أعرف سوى أننى على أن أعمل وأحاول وأطور نفسى أخفق عشرات المرات وأنجح مرة فأتنفس الصعداء وبالطبع هذا لا يعنى أننى لم يتم قهرى وأن السهام التى كانت تطلق لم تأخذ من نفسى ومن روحى، وهل أحكى لكم كم مرة ارتبكت وأنا أسافر بمفردى أو عندما أجد نفسى فى حضرة نجوم كبار؟ أو أننى بكيت عندما وجدت نفسى ضائعة وتائهة فى مدين كبيرة _ معلش أنا فى الأساس فتاة تعليم حكومى وماعنديش ثقافة السفر _ولكن دائما كان الهدف هو الأهم.. وهذا ما تعلمته أيضا من أستاذى وحيد حامد والذى كثيرا ما كان يحكى لى كيف كان مشواره مليئا بالصعاب ولكنه لم يكن يرى سوى حلمه.
أعرف شيماء عبدالمنعم وهى طالبة فى الجامعة صغيرة مليئة بالنشاط والحركة ترغب فى أن تتعلم وتعرف، وكان حلمها أن تسافر لتغطية حفل الأوسكار.. حاولت واجتهدت وساندتها جريدة تعمل دائما على تطوير نفسها جريدة لا تتعالى أن تعترف بأخطائها ودائما ما تحاول تطوير نفسها.. وقدمت لها كل الدعم.. وقامت شيماء بتغطية صحفية مهنية سواء فى الجريدة المطبوعة أو على الموقع الالكترونى أو الفيديو.
هل شيماء لم تصغ سؤالها بشكل لغوى سليم نعم هى فعلت ذلك؟ أعرف ما كانت تقصده؟ ولكن أليس الارتباك فعل إنسانى؟ أليس الخوف والتوتر سلوك طبيعى لصحفية لا تزال فى مقتبل مشوارها؟ فى عرف فيس بوك لا يجوز ويجب وصمها والتريقة عليها والمدهش والمفارقة حقا أن بعض ممن سخروا لا يعرفون العربية السليمة فما بالك بالإنجليزية؟، وهناك نجوم كبار لا يجيدون نطق اللغة الإنجليزية بطلاقة.
والغريب أن شيماء تحولت بقدرة قادر لخبر فى الصحافة الزميلة؟ لمزيد من السخرية والتريقة نشكر كل من فعل ذلك ونرفع القبعة للصحفيين الأشاوش الذين قرروا بضمير جمعى قهر شيماء وصحفيتها.
أقول لشيماء لا تنظرى وراءك ولا تهتمى تغطيتك الصحفية والمهنية تتحط فى عين أى حد "انتى حلمت وعملت على تحقيق حلمك وإذا كنتى نجحتى بنسبة 60% فهذا يحسب لك ولجريدتك والمرة المقبلة ستعملين على نفسك وتطورين أدواتك لا تشعرى بالقهر أو بالخوف وفى المرة القادمة ستقفين أمام النجوم بثبات وثقة أكبر، ولن يخذلك أحد من البشر الطبعين أصحاب النفوس السوية، وفى يوم من الأيام ستتذكرين كلماتى أو بعضا منها.
موضوعات متعلقة
بعد إسدال ستار الأوسكار..كم تكلف الظهور على السجادة الحمراء؟.. بيرى لارسون أفضل ممثلة تكلف فستانها "50 ألف دولار" من جوتشى.. وكيت بلانشيت وجينفير لورانس الأغلى بـ100 ألف دولار من "جورج أرمانى" و"ديور"