فايد: الزراعة تستهلك 85% من موارد المياه العذبة
وأكد وزير الزراعة أنه من المتوقع أن يصل هذا الانخفاض فى نصيب الفرد من المياه، إلى نحو 50% بحلول عام 2050، خاصة مع الزيادة السكانية المضطردة التى تواجه البلدان العربية، فضلاً عن الأثر السلبى لتغير المناخ والجفاف والتدهور الكبير فى جودة المياه، مشيراً إلى أن الزراعة تستهلك فعلياً ما يزيد على 85% من موارد المياه العذبة، الأمر الذى يجعلها تواجه العديد من التحديات الفترة المقبلة، مما يتطلب المزيد من تضافر الجهود بين بلدان المنطقة.
وأضاف فايد، خلال كلمته الافتتاحية بالجمعية العمومية للمركز العربى لدراسات المناطق الجوفية والأراضى القاحلة "الإكساد"، إن الأمن المائى يعد بعداً استراتيجياً للأمن الغذائى فى الوطن العربى بنى عليها المركز العربى استراتيجيته فى ضوء الدراسات الشاملة التى أجراها عن حالة التوازن بين الموارد المائية المتاحة والطلب على الماء فى الوطن العربى حتى عام 2030.
وشدد على ضرورة رفع وبناء القدرات فى مجالات البحوث الزراعية وصيانة واستغلال الموارد الطبيعية من مصادر مائية وأرضية ومراعى وغابات والعمل على مكافحة الجفاف وإنتاج أصناف عالية الانتاجية مقاومة للملوحة والحرارة المرتفعة فى ظل ندرة الموارد المائية والتغيرات المناخية التى يشهدها العالم.
الاكساد ينفذ 44 مشروعا بالدول العربية
أشار وزير الزراعة إلى أن "الاكساد" قام بتنفيذ 44 مشروعا بالدول العربية خلال الفترة التى تولت فيها مصر رئاسة الجمعية العمومية لعامى 2014، و2015، ساهمت جميعها فى توفير التمويل اللازم للمركز لتنشيط وتفعيل الأبحاث والدراسات والمشروعات التى يقوم بها إلى جانب مساهمات الدول العربية فى تمويل خططه البحثية والتنفيذية.
وطالب الوزير أعضاء المركز بضرورة التكاتف لتحقيق آمال المنطقة العربية فى التنمية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائى ورفاهية العيش من خلال استغلال الإمكانيات العلمية والبحثية لدعم مسيرة تطوير البحوث الزراعية والمساهمة فى تعزيز الأمن الغذائى والاستخدام الرشيد للموارد المائية.
35.6 مليار دولار فجوة غذائية في الدول العربية سنويا .
ومن جانبه، شدد الدكتور رفيق على صالح، المدير العام للمركز، على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك لتحقيق تنمية زراعية حقيقية بالمنطقة، من أجل تأمين الغذاء لشعوب البلدان العربية والقضاء على الفجوة الغذائية التى تعانيها هذه البلدان، الأمر الذى يتطلب وجود استراتيجيات تعتمد على تطوير البحث العلمى وتنسيق الجهود بين بلدان المنطقة للحد من مخاطر تزايد الاعتماد على الخارج فى استيراد المنتجات الغذائية، حيث تقدر قيمة الفجوة الغذائية فى الدول العربية بنحو 35.6 مليار دولار سنويا .
وأضاف صالح، أنه تم استنباط 22 صنفا جديدا من المحاصيل الحقلية، وخاصة الحبوب لتفوقها فى الإنتاجية وملاءمتها للظروف البيئية العربية والتوصل إلى أنواع جديدة من أصناف الأشجار المثمرة ونباتات المراعى المحتملة للجفاف والمقاومة للأمراض وتزويد الدول العربية من هذه المصادر المحسنة لتنمية الزراعة الغربية.
وأشار إلى أنه تم تنفيذ مشروعات لمكافحة التصحر وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة والحد من الكثبان الرملية وتطوير تقنيات الاستفادة من الموارد المائية العربية وتطوير إدارتها من خلال تنفيذ مشروعات لحصاد الأمطار والاستفادة من المصادر المائية غير التقليدية فى الرى وتخفيض العجز المائى.
تفعيل دور الإرشاد الزراعى لتقليل الفاقد من المياه
فيما أكد الدكتور سيد خليفة، رئيس قطاع الإرشاد الزراعى الجديد بوزارة الزراعة، أنه يجرى حاليا إعداد خطة لتفعيل دور الإرشاد الزراعى لتوعية المزارعين بتطبيق الممارسات الجيدة فى الزراعة لتقليل الفاقد من المياه خلال عمليات رى المحاصيل فى ظل التوقعات بارتفاع درجات الحرارة بسبب التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن هذه العمليات تستهدف ترشيد استهلاك مياه الرى خلال مراحل الإنتاج.
وأضاف خليفة، أن مصر تستهدف توعية المزارعين بالأصناف الجديدة من المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة الأقل استهلاكا للمياه لتعميم استخدامها وزراعتها بمختلف المحافظات.
وأوضح الدكتور عبد المنعم البنا، رئيس مركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، أن البحوث الزراعية التى أجراها المركز لاستنباط سلالات تواجه التغيرات المناخية على مصر، تشمل إنتاج أصناف من المنتجات الزراعية تتحمل الملوحة وارتفاع درجات الحرارة المتوقعة وأقل استهلاكا للمياه.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد إبراهيم الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، على ثبات مسيرة العمل العربى المشترك، والدور الذى يبذله "أكساد" من أجل تحقيق ذلك، لافتا إلى أن المركز خلال الفترة الماضية حقق إنجازات هامة على المستوى العربى، يأتى على رأسها نجاحه فى تطوير البحث العلمى الزراعى لاستنباط أصناف جديدة تتحمل الظروف المناخية المختلفة، خاصة مع نقص وندرة المياه التى تعانى منها المنطقة الفترة الحالية.
مشروع لرفع كفاءة الرى بمشاركة 13 دولة عربية
وأوضح المهندس فيصل سعود الحساوى رئيس المجلس التنفيذى للمركز، أن هناك عدد من القضايا الهامة التى تواجه المنطقة العربية منها التغيرات المناخية والتصحر والجفاف والتى تتطلب تضافر الجهود والتنسيق بين الدول العربية لمعالجة تلك القضايا الملحة، لافتا إلى أنه تم البدء فى تنفيذ مشروع لرفع كفاءة الرى بمشاركة 13 دولة عربية، للمساهمة فى الحد من أزمة نقص المياه التى تعانيها المنطقة.
يذكر أن فعاليات الجمعية بدأت اليوم الثلاثاء، ومن المقرر أن تنتهى فعالياتها غدا الأربعاء بمشاركة 6 من وزراء الزراعة العرب، وممثلى الوزارات بالدول العربية، فضلاً عن ممثلى عدد من المنظمات والمؤسسات الدولية، منها المركز الدولى للبحوث الزراعية فى المناطق الجافة "ايكاردا"،والمكتب الاقليمى للشرق الأدنى لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، وممثلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لمناقشة المشاكل المائية والزراعية التى تواجه المنطقة.
موضوعات متعلقة..
- بالصور.. "الزراعة":إعداد خطة للإرشاد لتوعية الفلاحين بالمحاصيل الأقل استهلاكا للمياه
- "البحوث الزراعية": سلالات جديدة من المحاصيل تواجه الآثار السلبية للمناخ
- ممثل جامعة الدول العربية: القطاع الزراعى المصدر الثانى لناتج الدول العربية بعد النفط
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة