سوف يتوقف كثير من المحللين عند علاقات مصر بدول آسيا، وزيارات الرئيس، والخيوط التى مدها مع دول آسيا بمختلف توجهاتها. وهى زيارات بدا حتى مغلقى القلوب والعقول يكتشفون الرؤية الاستراتيجية التى تحكمها.
هناك بالفعل نظرة أكثر عمقا حكمت نسج العلاقة بين مصر ودول العالم عموما ودول آسيا بوجه خاص. وحتى المطالب التى كانت متراكمة طوال عقود فى اللحاق بالعصر أصبحت حقيقة، وفى حال اكتمالها سوف تعود نتائجها على الكثير من التفاصيل. وقد رأينا اتفاق الشراكة مع اليابان فى التعليم وكيف يشكل خطوة متقدمة فى بناء المستقبل وبناء نظام تعليمى متقدم يتجاوز محاولات سابقة لحلول موضعية تخلو من الأفكار العميقة أو الاتجاهات المترددة، اليوم لدينا اتفاق شراكة يتجاوز العراقيل ويمثل لبنة فى بناء كبير.
كل تفصيلة وخطوة من الرئيس عبدالفتاح السيسى تكشف عن تخطيط وتفكير لكونها لم تأت مصادفة أو اعتباطا، لكنها خطوات محسوبة وراءها فكر حقيقى يرمى إلى أن تغادر مصر عالم القطبية أو عالم الاستقطاب بالتجارب الأوروبية والأمريكية إلى عالم أكثر رحابة. ضمن عملية بناء سياق مستقل، ومن خلال تجارب حقيقية فى التنمية تقوم على توطين حقيقى للتكنولوجيا والتجارب الاقتصادية المهمة. وتمثل اليابان واحدة من أهم محطات رحلات الرئيس الخارجية وفى آسيا، وبالطبع فإن كل دولة فى آسيا لها تجربة فى اتجاه ما، لكنها جميعا تتفق فى كونها حققت تقدما عالميا وقدرة على المنافسة فى سوق عالمى لا يرحم ولا يتنازل.
كما أن كل دولة من دول آسيا لها خصائصها المميزة، وتجربة تمثل نقطة انطلاق كبرى لكل دولة. الصين لها تجربة الانتقال من مجتمع زراعى إلى مجتمع صناعى له طاقة على استيعاب أقوى العمالة، وعدالة توزيع عوائد التنمية وتشغيل كل القوى البشرية. وسنغافورة فى تحلية المياه، وكوريا فى التصنيع الدقيق، واليابان فى تجربة تعليمية مهمة تتفوق على ما عداها. والاتجاه الأهم هو القدرة على تلقى هذه التجارب وهضمها وإعادة توطينها بالشكل الذى يجعلها مناسبة مع ظروفنا، وبنيان اجتماعى واقتصادى يختلف عن بعض هذه الدولة، ويشكل تبادلا للخبرات. ومن هنا تمثل الزيارة مرحلة مهمة فى مستقبل مصر والتخطيط الجديد بعيدا عن الأنماط المحفوظة والجاهزة، بما يمثل خطوات متقدمة فى استراتيجيات بناء الدولة بشكل يستوعب معطيات العصر ويقفز على أسوار كثيرة نحو مستقبل متسع.
كل هذه الخطوات والنتائج تكشف عن عمق التخطيط لهذه الخيوط التى تمثل نسيجا واضحا، لبناء علاقات مصر الخارجية، ونجاحها بالرغم من الكثير من العراقيل والمخططات الخارجية.
- ابن الدولة يكتب: دروس الرئيس فى زيارة اليابان.. طوكيو تجربة مهمة فى الإدارة لمواجهة أزمات المرور والبنية الأساسية.. الزيارة مثلت نقلة نوعية فى سياقات رسم التصورات المستقبلية المصرية اليابانية
ابن الدولة يكتب: نجاح مصرى فى آسيا.. إنجازات رحلة اليابان وكوريا تكشف عن استراتيجية واضحة لتوطين تجارب الدول الناجحة.. مصر تسعى لنقل تجارب حقيقية للتنمية تعتمد على توطين التكنولوجيا
الخميس، 03 مارس 2016 09:00 ص
ابن الدولة