وكما أشرنا، فإن لدينا الكثير من مجالات التعاون مع دول آسيا، واتفاقية شراكة تعليمية مع اليابان، تحصل منها مصر على خبرات مهمة، يمكن أن تسهم عمليًا فى إعادة بناء تصورات مصر المستقبل للتعليم والتحديث دون التوقف عند الماضى، وهى خطوة تمثل أملًا يتجاوز مجرد الكلام النظرى إلى واقع عملى مهم.
وتدرك دول آسيا اليوم الجدية فى العمل بكل الاتجاهات المصرية من أجل بناء نظام كامل يدعم التنمية الحديثة، ويستفيد من جميع الإمكانات والثروات البشرية والعلمية، وبالنسبة لزيارة كوريا الجنوبية، فالأمر يتعلق أيضًا بالمسارات الاستراتيجية الاقتصادية، بما يتجاوز العلاقات البروتوكولية إلى تأكيد الثقة الكورية فى المسارات المصرية، وهذه الثقة تبدت فى توقيع مذكرة تفاهم بشأن إتاحة حزمة تمويلية لمصر بقيمة 3 مليارات دولار تسهم بشكل واضح فى مواجهة أزمات الدولار، وتنعش السوق بشكل كبير، وتثبت أن العلاقات ليست بروتوكولية، لكنها اقتصادية بالأساس، فضلًا على كونها تدعم رؤية مصر السياسية تجاه التحديات الدولية، متمثلة فى الإرهاب والسباق النووى.
الرئيس السيسى التقى بارك جوين، رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية، وعقد معها جلسة مباحثات موسعة، حيث أشارت إلى الإرادة القوية للشعب المصرى، وتصميمه على مواصلة التنمية الشاملة.
وبالنسبة لاتفاقية القرض الكورى الميسر، فمنه 700 مليون دولار لتمويل مشروعات تنموية، و 2.3 مليار دولار لتمويل مشروعات فى مجالات النقل والطاقة، والأهم هو خطوة إنشاء الكلية المصرية الكورية للتكنولوجيا المتوقع إنشاؤها فى بنى سويف، ضمن عملية نقل الخبرات والتعليم المشترك، فى إطار السعى لامتلاك التكنولوجيا، والأفكار الخاصة بها، ضمن عملية توطين عناصر التقدم، بما يناسب ظروفنا وتحركاتنا، وهى خطوة تضاف إلى خطوات مهمة تضاف لاتفاقات أخرى تثبت حرص مصر على امتلاك أدوات التقدم بسرعة، وبشكل منهجى يتخطى عمليات الترقيع أو الحلول الموضعية.
والأمر نفسه ظهر فى لقاء الرئيس مع رئيس البرلمان الكورى، تشانج أوى هوا، وعدد من النواب الكوريين، ضمن العلاقات على المستويين الحكومى والشعبى، حيث أعرب رئيس البرلمان الكورى عن ثقته فى أن مصر ستحقق انطلاقة كبيرة، وستتمكن خلال فترة زمنية وجيزة من إحراز تقدم ملحوظ على جميع الأصعدة، بما يدعم الجهود المصرية المبذولة لتقديم تجربة رائدة فى المنطقة للتحول الديمقراطى، والتقدم الاقتصادى.. كل هذه الخطوات تثبت مدى تحقيق نقاط مهمة فى الرحلة الموفقة للرئيس السيسى إلى آسيا.
موضوعات متعلقة..
- ابن الدولة يكتب: نجاح مصرى فى آسيا.. إنجازات رحلة اليابان وكوريا تكشف عن استراتيجية واضحة لتوطين تجارب الدول الناجحة.. مصر تسعى لنقل تجارب حقيقية للتنمية تعتمد على توطين التكنولوجيا
- ابن الدولة يكتب: دروس الرئيس فى زيارة اليابان.. طوكيو تجربة مهمة فى الإدارة لمواجهة أزمات المرور والبنية الأساسية.. الزيارة مثلت نقلة نوعية فى سياقات رسم التصورات المستقبلية المصرية اليابانية
- ابن الدولة يكتب: الرئيس فى بلد الشمس المشرقة.. اليابانيون لديهم واحدة من أنجح أنظمة التعليم يمكن أن نتعلم منها.. وخبرات تكنولوجية مهمة.. السياسة الخارجية المصرية لا تراهن على قطبين أو قطب واحد