ففى الوقت الذى حلم أهالى المنطقة بحياة كريمة وخدمات وفيرة وأجواء آمنة، أحاطت بهم مخلفات البناء والردوش وتجمعات القمامة، وانتشرت حولهم الكلاب الضالة، وانتشرت المحلات غير المرخصة وسط غياب كامل من الحى أو مسئولى الشركة وأجهزة الدولة، فضلا عن الإهمال الشديد الذى ضرب الشوارع بعد أن خلت من أعمال الرصف والسفلتة، حيث تقدم أهالى المنطقة بوابل من الشكاوى إلى رئاسة حى البساتين ومقر المنطقة الدنوبية بالزهراء ومحافظة القاهرة.
تجول "اليوم السابع" بعدد من شوارع المنطقة ورصد المعاناة التى يعانى منها الأهالى والواقع الأليم الذى يعيشونه، حيث حفرت شركة الصرف الصحى حفر كبيرة للبدء فى أعمال تطوير شبكة الصرف، إلا أنها لم تبدأ حتى الآن فى أعمالها فضلا عن تركها لمدة شهور - وفقا لما أكده الأهالى - الأمر الذى يمثل خطورة شديدة على حياة الأهالى فى الوقت الذى خلت فيه الشوارع من أعمدة الإنارة.
وقال المهندس أحمد سمير أحد سكان المنطقة لـ"اليوم السابع"، إن مشروع المعراج ملك لشركة النصر، وحتى الآن لم يتم تسليمه إلى الحكومة لعدم اكتمال بنيته التحتية، ولا يوجد أجهزة حقيقية بالدولة يمكنها محاسبة الشركة على تأخرها فى إكمال باقى المرافق، برغم الشكاوى التى تقدم بها جميع السكان، مشيراً إلى أنه توجه إلى عادل عبد الظاهر رئيس حى البساتين واللواء السيد نصر نائب المحافظ للمنطقة الجنوبية السابق ومسئولى الصرف الصحى ولكن لم يبد أحدهم اهتمامه بالأمر.
وأضاف سمير، أن الحى أرسل سيارات ولودرات مرة واحدة لنقل وإزالة القمامة ومخلفات الحفر والبناء والردوش، ولم تأت بعد ذلك مطلقاً، مؤكداً أن الأهالى تمكنت من جمع مبالغ مالية واستئجار سيارات لإزالة القمامة على نفقتها الخاصة، كما قاموا بزرع أشجار، وكل منهم أزال تجمعات القمامة التى تقع أمام منزله، مشيراً إلى أنه يضطر للعودة إلى منزله مبكراً بسبب عدم وجود أمن أو إنارة بالشوارع مع تكرار حوادث السرقة.
"لا توجد نقطة شرطة أو إسعاف أو مركز إطفاء"، بهذه الكلمات استهل الدكتور على عثمان من المنطقة حديثه، مؤكدا أن المنطقة خالية من أى تواجد شرطى وأمنى، مشيراً إلى أن أى أسرة بالمنطقة تقع فى مشكلة كبيرة فى حالة وجود أى طوارئ مرضية على مدار اليوم لعدم وجود مركز إسعاف، كما أنه لا يوجد مركز إطفاء قريب من المجاورات التى تقع داخل المنطقة وبالتالى أصبح من رابع المستحيلات السيطرة على أى حريق ينشب، على الرغم من وجود أماكن خالية تم إنشاؤها مخصوص من أجل هذه الخدمات الأساسية.
وأضاف عثمان، أن حوادث السرقة بالإكراه دائمة ويومية كلما حلت الساعات الأولى من الليل، مؤكداً على أن الشوارع مظلمة لعدم وجود أعمدة إنارة بها، مؤكداً أن أهالى المنطقة أنشأوا جروب على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" لتجميع جميع سكان المعراج السفلى باسم "اتحاد سكان المعراج السفلى"، وهدفه تطوير وتجميل المنطقة لحل أزمة الغياب الكامل لأجهزة الدولة بالمنطقة، مشيراً إلى أن الجروب يزيد يوماً بعد يوم وهناك تفاعل كبير من الأهالى عليه.
وأكد الدكتور أحمد سند أحد سكان المجاورة التاسعة بالمعراج السفلى، أن الدكتورة جيهان عبد الرحمن نائبة محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية بالفعل تواصلت معهم، وأبدت رغبتها فى عمل تغيير كامل للمنطقة والاهتمام بمرافقها، ولكنها أمرت بإرسال سيارات لرفع المخلفات فى الطريق الخارجى للمدينة وتركت المدينة من الداخل غارقة فى القمامة.
وأوضح سند، أن شركة النصر المالك لمنطقة المعراج، تجمع مبالغ مالية من المقاولون المسئولين عن الصرف الصحى لإعادة الشىء لأصله بعد الحفر، وعلى الرغم من ذلك لم تتخذ أى خطوات لحل أزمة الصرف الصحى، مؤكدا أن الشوارع بعد تركيب الصرف أهملت بشكل غريب وأصبحت الطريق مهشمة ومليئة بالحفر والمطبات.
ومن جانبها قالت الدكتورة جيهان عبد الرحمن نائبة المحافظ للمنطقة الجنوبية، إنها اجتمعت مع أهالى وسكان منطقة المعراج وحضر الاجتماع مسئولو الجهاز التنفيذى للصرف الصحى وشركة الغاز ورئيس مجلس إدارة شركة النصر للمقاولات، وذلك لإنهاء المشكلات التى تحيط بالمدينة، مؤكدة أنه تم إدراج المنطقة ضمن المناقصة التى وضعها المجلس التنفيذى للصرف الصحة لإنشاء شبكات جديدة، مؤكدة على أنه يتم الآن وضع جدول زمنى لحل جميع مشكلاتها واستكمال أعمال الإنارة بعد أن توقفت عند المجاورة 5.
وأوضحت نائبة محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، أن جميع سكان العاصمة لهم الحق فى العيش حياة كريمة ومجتمع مكتمل المرافق والخدمات وفقا لتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسى.
موضوعات متعلقة:
- حملة مكبرة لإزالة الاشغالات بالحى السابع فى مدينة نصر تصادر وتعدم لحوم فاسدة
- محافظ القاهرة يتوجه لمدينة نصر لتفقد مشروعات التوسعة بشوارع الحى