ساعات مرت ومعها كان هناك سيل من الشائعات هنا وهناك، ومعها أيضاً اجتماعات تشاورية ولقاءات ثنائية، إلى أن بدأت الحقائق تتكشف، فقطر حضرت للقاهرة وأملها أن تكرر ما حدث فى 2011 بأن تثير بلبلة حول المرشح المصرى فيتم استبداله بأخر، كما فعلت سابقا واعترضت على الدكتور مصطفى الفقى مما اضطر القاهرة وقتها للدفع بـ"نبيل العربى"، لكن الظروف الآن تغيرت، فقطر هذه المرة وحيدة فى موقفها من المرشح المصرى، وإن حاولت استمالة بعض الدول حولها لكن محاولاتها باءت بالفشل، حتى بعد أن سربت شائعات بأن السودان تؤيدها فى موقفها الرافض لأبو الغيط، لكن السودانيين تجنبوا الخلاف مع مصر وأبلغوا وزير الخارجية أنهم لن يرفضوا الترشيح المصرى حتى وأن كانت لديهم تحفظات.
ثلاث اجتماعات تشاورية عقدها الوزراء العرب، حاولت خلالها بعض الدول طرح حلول للخروج من المأزق القطرى، لكن مصر صممت على موقفها، فاللائحة فى صفها، لأن اختيار الأمين العام لا يحتاج اجماع عربى، وإنما موافقة ثلثى الدول العربية، وهو ما توفر للمرشح المصرى، لكن الدول العربية لم تشأ أن تلجأ للتصويت حتى لا تكون سابقة فى اختيار الأمناء اللاحقين، فتحركت الدبلوماسية السعودية والإماراتية لإثناء قطر عن موقفها، خاصة بعدما ظهر لهم صلابة الموقف المصرى المدعوم أيضاً من غالبية الدول العربية، كما حاول يوسف بن علوى وزير خارجية عمان أن يجد حل وسط، لكن مصر كانت صلبة فى موقفها، فأما القرار أو اللجوء للتصويت.
وبعد شد وجذب، عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى اجتماعاً تشاورياً حاسماً، ضغطوا خلاله على وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثان، بعدما شرحوا له أبعاد ما يحدث، وتم الاتفاق طريقة يحفظون خلالها ماء وجه قطر، بأن يعلن وزير خارجيتها فى الجلسة العامة التزامه بالتوافق العربى حول أبو الغيط مع أبداء التحفظ على شخصه، وهو ما حدث فى الجلسة التى عقدت فى التاسعة مساء وأعلن خلالها وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة قرار أختيار أبو الغيط أميناً عاماً.
ووضح محاولة الخليجيين استرضاء قطر من خلال البيان الذى أصدروه بعد ذلك، حينما أعربوا خلاله عن ارتياحهم لاختيارى أبو الغيط أميناً عاماً للجامعة العربية، كما أعربوا عن تقديرهم لدولة قطر لحرصها على إنجاح العمل العربى المشترك، كما أعربوا عن تطلعهم لأن يقوم الأمين العام الجديد للجامعة العربية بإعلاء مصلحة كافة الدول العربية منفردة ومجتمعة وتعزيز المصلحة العربية العليا والأمن القومى، مؤكدين دعمهم لدولة قطر وأهمية الدور الذى قامت به للوصول إلى التوافق المطلوب ودعمها للجامعة العربية، مثمنين دورها وجهودها في هذا الصدد.
داخل أروقة الجامعة العربية، كان الحديث دائم يدور بأن الحل ليس فى القاعة العامة للجامعة أو فى الاجتماعات الثنائية او التشاورية، وإنما الحل سيأتى من "حفر الباطن"، حيث شارك عدد من القادة العرب فى مناورة "رعد الشمال" بالسعودية، فالرئيس عبد الفتاح السيسى والعاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ورئيس السودان عمر البشير وأمير قطر تميم بن حمد آل ثان كانوا حاضرين، فالأحاديث الجانبية فى الجامعة ذهبت إلى أن السيسى حسم أى خلاف حول أبو الغيط أثناء تواجده فى "حفر الباطن" .
موضوعات متعلقة :
دول الخليج تعرب عن ارتياحها لإختيار أبو الغيط أميناً عاماً للجامعة العربية
رسميا.. أبو الغيط أمينا عاما للجامعة العربية رغم التحفظ القطرى
قطر: التزمنا بالتوافق على أبو الغيط أمينا للجامعة العربية وتحفظنا على شخصه
الأمين العام الثامن لجامعة الدول العربية.. "أحمد أبو الغيط" ثعلب الدبلوماسية الدولية: له ثقل دولى كبير ومثل مصر فى أكبر المحافل.. و مواقفه من إيران وحماس جعلت منه أمين العرب المناسب فى الوقت المناسب
عدد الردود 0
بواسطة:
torag
من نصر لنصر مبروك علينا يا مصر