نقلا عن العدد اليومى...
عندما تحدثنا عن أهمية أن تكون هناك رؤية للتعامل مع ما يجرى من أحداث وصراعات فى المنطقة، كنا نشير إلى أهمية تجاوز رد الفعل إلى الفعل والتحرك من خلال تفهم للتوازنات والمشكلات والصراعات التى تحكم سيطرتها على النقاط الساخنة فى الشرق الأوسط وتضعه فى سياقات متعارضة ومتقاطعة تخرجه من حالة الفردية إلى الجماعية وترسم أو تعيد رسم خرائط القوة والتوازن. وهناك فرق يمكن رؤيته بين كتابات وتحليلات تعتمد على قراءة للمعلومات وبين كتابة تعيد وتكرر الجمل بلا معنى وتهاجم أو تؤيد بلا عقل، الأمر أخطر من أن يبقى فى أيدى وأقلام الهواه وأنصاف المحللين. فرق بين ناشرى الاكتئاب ومحللى الأمل بين من يفكرون بعقولهم ومن يواصلون إطلاق إحكام منفصلة لا تعتمد على قراءة للواقع.
هناك نوع من التحليلات والانتقادات يمكن أن تفيد فى تنوير الفكرة من خبراء حقيقيين، يقدمون رؤية ويحددوا الخطوات التى يمكن اتخاذها لمواجهة الأزمات، والأمر لا يفترض أن يظل فى حالة التوتر والهستيريا التى انتابت البعض، بينما الحقيقة أن التعامل مع الأزمات يعنى الاستعداد لها، مع الأخذ فى الاعتبار أن كل الدول تتعرض لأزمات بعضها يمكن مواجهته وحله، والبعض الآخر يبقى اختلالا هيكليا يصعب التعامل معه أو مواجهته على المدى القريب، ومثال لذلك أزمات اليونات وبعض دول أوروبا التى تبدو فى جزء منها بسبب نتابع سياسات غير مناسبة للاقتصاد بناء على قرارات داخل الاتحاد الأوروبى، ونرى تحليلات تضع المسئولية على ماكينة الرأسمالية الأوروبية التى لم تراع خصوصيات كل دولة وظروفها.
وطبعا تفاصيل وظروف كل أزمة تختلف عن دولة أو دول أخرى، من حيث المعطيات والتفاصيل والأسباب التى تقود لذلك وهناك اختلاف بين الظرف العام الذى أنتج أزمات اقتصادية فى أوروبا، وبين ما يجرى بسبب انخفاض أسعار النفط الذى يخلق أزمات أخرى، ثم أزمات تتعلق بتضخم أو انكماش. على العكس من واقع يقوم على ارتباطك أسعار النفط أو الدولار والعملات الأجنبية وأيضا تراتبية المسؤولية تجاه القرار الاقتصادى ومدى ملائمته للواقع مع الاحتفاظ بأساسات اجتماعية ربما لا يضعها الخبراء فى اعتبارهم إذا كانوا ينطلقون من واقع ورؤية مختلفة، على سبيل المثال صندوق النقد الدولى يضغط لإلغاء الدعم لكننا فى مصر لا يمكن التخلى عن الدعم حاليا فى ظل قطاعات غير قادرة، وبالتالى الرؤية سياسية وليست فقط محاسبية أو اقتصادية لكن يمكن الحديث عن تحسين طرق وبرامج الدعم بالشكل الذى يسمح بوصوله لمستحقيه مباشرة من دون وسطاء أو الفصل بين الخدمة والتمويل. وهو أمر يسهم بالفعل فى مواجهة الأزمات.
البعض مثلا يتحدث عن إجراءات لو اتخذت تحل أزمة العملات الأجنبية، بناء على حسابات الاستيراد والاستهلاك أو رفع الصادرات ومواجهة السوق الموازى والسوداء التى تتلاعب فعليا بحثا عن أرباح مضاعفة.
وربما يكون الأهم من كل هذا هو مواجهة الاقتصاد الأسود الخارج عن كل القواعد والقوانين والذى يقدر بمئات الملايينو، بعيدا عن حقوق الدولة أو الضرائب، كل هذا يحتاج تعاملا تشريعيا، فضلا عن قرارات اقتصادية واضحة.
موضوعات متعلقة..
ابن الدولة يكتب: الأزمة الاقتصادية والمنطقة والعالم.. من الصعب النظر لما يجرى بمعزل عن أوروبا والنفط.. والحل يجب أن يتضمن حزمة متكاملة من الإجراءات.. نحتاج إجراءات بنكية وحكومية عاجلة لحل المشكلة
ابن الدولة يكتب: خلية اغتيال بركات مفتاح مهم فى فك ألغاز الإرهاب.. اعترافات المتهمين تكشف علاقات الإخوان و«بيت المقدس» وداعش وحماس وقناة الجزيرة..العناصر المشاركة فى تنفيذ الجريمة من معتصمى رابعة
عدد الردود 0
بواسطة:
م محمد حسين
لتقليل حدة الازمة الاقتصادية
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدى عبد الجواد
العبقرية فى الرؤية المصرية : خبرات الماضى والحاضر والاستفادة من الخبرة الدولية