أعلنت إسرائيل مقاطعتها لمنظمة العلوم والفنون والثقافة التابعة للأمم المتحدة "اليونسكو" بعدما أقرت مشروع قرار فلسطينى – أردنى بأن المسجد الأقصى مكانا مقدسا خاصا بالمسلمين، وأنه لا يوجد أى ارتباط دينى بين المسجد الأقصى وبين اليهود.
وقال وزير التربية والتعليم الإسرائيليى "نفتالى بنيت"، إن تل أبيب قررت تعليق كل نشاط مهنى مع (اليونسكو)، مؤكداً الوزير الذى يشغل أيضا منصب رئيس لجنة إسرائيل لدى اليونسكو فى بيان "وفقا لهذا التصويت ستتوقف فورا كل مشاركة ونشاط مع المنظمة الدولية".
كما دعا وزير الزراعة الإسرائيلى أورى إرائيل، إلى تكثيف الوجود اليهودى فى الأقصى والإطاحة بالمشروع الذى تم إقراره من قبل اليونسكو اليوم.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو" إن اليونيسكو اتخذت مرة أخرى قرارا ينطوى على الهذيان حول عدم وجود صلة بين اليهود والحرم القدسى وحائط البراق، موضحا أن هذا النفى كنفى صلة الصين بسور الصين العظيم والعلاقة بين مصر والأهرامات.
ودوليا، هاجم المرشح الجمهورى بالانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب "اليونسكو" ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن الصفحة الشخصية للترامب على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" اعتباره القرار دليل جديد ووأضح على معاداة إسرائيلية جديدة بالأمم المتحدة، موضحا أن القرار يتجاهل 3000 سنة من ارتباط إسرائيل بمدينة القدس.
ووصف "ترامب" مدينة القدس بأنها العاصمة الأبدية لليهود، مؤكدا أنه فى حال فوزه فى الانتخابات الأمريكية فإنه سيعتبر القدس عاصمة للدولة الإسرائيلية.
وأكد أنه خلال ولايته للولايات المتحدة الأمريكية فإن إسرائيل ستكون دولة صديقة لها، على عكس العلاقات التى كانت تربط إسرائيل بالرئيس الأمريكى الحالى بارك أوباما.
عربيا، قالت حركة فتح، إن قرار “اليونسكو” هو انتصار هام للشعب الفلسطينى وللمرابطين فى القدس والأقصى.
وأثنى المتحدث الرسمى باسم حركة فتح أسامة القواسمى فى بيان صحفي، على هذا القرار بما تضمنه من نفى مطلق لوجود أية علاقة تاريخية يهودية بمدينة القدس عموما وبالمسجد الأقصى خصوصا.
وقال إن الأهمية الأولى لهذا القرار تكمن فى مضمونه، والذى ينفى بصراحة مطلقه أى علاقة تاريخية لليهود فى القدس بأكملها، وفى المسجد الأقصى على وجه الخصوص، وينفى قطعيا الرواية الإسرائيلية المزعومة، فيما تكمن أهميته الثانية فى توقيته، خاصة فى ظل ارتفاع وتيرة التهويد والاقتحامات للمسجد الأقصى وباحاته وعمليات الاعتداءات والهدم والتهويد المستعرة.
وتابع القواسمى: إن هذا القرار الهام والاستراتيجى لم يكن ليصدر لولا الجهود السياسية والديبلوماسية الحثيثة، والمتابعة الدقيقة والتفصيلية المسؤولة التى يكرسها الرئيس محمود عباس وقيادة حركة فتح، ولولا وقوف الأشقاء العرب والأصدقاء فى العالم مع فلسطين وحقوق شعبها الراسخة والثابتة.
وتقدمت حركة فتح بالشكر والتقدير لكل الدول التى دعمت فلسطين وحقوق شعبنا الصامد، داعية فى الوقت نفسه تلك الدول الستة التى هذا القرار إلى مراجعة مواقفهم تجاه حقوق الشعب الفلسطينى المستندة إلى القانون الدولي.
وكانت " اليونسكو" قد أقرت أمس الخميس بحضور 58 دولة فى باريس ، مشروع قرار يؤكد عدم وجود أى ارتباط دينى بين المسجد الأقصى فى مدينة القدس واليهود، معتبرةً إياه مكاناً مقدساً للمسلمين.
وقالت المنظمة أنها صوتت على مشروع القرار، حيث تم تأييده من قبل 24 دولة القرار، فيما امتنعت 26 دولة عن التصويت، وعارضت القرار 6 دول، مع غياب دولتين عن الحضور.