"ساعة أردوغان تفسد الكريسماس بقبرص".. فى نيقوسيا لن تحصل على إجابة سليمة إن سألت عن التوقيت والسبب الاحتلال التركى.. المواطنون يحتفلون برأس السنة مرتين وقرار "أنقرة" يقتل طفلتين ورجلا ويشعل الاحتجاجات

الخميس، 15 ديسمبر 2016 12:19 م
"ساعة أردوغان تفسد الكريسماس بقبرص".. فى نيقوسيا لن تحصل على إجابة سليمة إن سألت عن التوقيت والسبب الاحتلال التركى.. المواطنون يحتفلون برأس السنة مرتين وقرار "أنقرة" يقتل طفلتين ورجلا ويشعل الاحتجاجات "ساعة أردوغان تفسد الكريسماس بقبرص"
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو أن مشكلات تركيا ومتاعبها لا تتوقف على الوطن العربى ومنطقة الكثافة الإسلامية بالشرق الأوسط، فالدولة الساعية لاستعادة أمجاد الاحتلال العثمانى للمنطقة بأكملها، لا يمر يوم عليها دون إثارة مشكلة هنا أو هناك، ناهيك عن مشكلاتها وصراعاتها الداخلية بين نظام ديمقراطى أثبتت هشاشته، ومؤسسة حكم تسعى لاغتيال هذه الديمقراطية الهشة والعودة لزمن السلطنة، ووسط هذه الأجواء والمشكلات التى تثيره "أنقرة"، تأتى خطوتها الجديدة، متمثلة فيما سببته من انقسام فى الجزيرة المجاورة لها، التى تدعى تبعيتها لها، فعندما قررت "أنقرة" قبل شهرين عدم تغيير التوقيت فى أكتوبر، والإبقاء على التوقيت الصيفى بشكل دائم فى الجزء الشمالى التابع لها، أصبح انتقال أى شخص من شمال قبرص إلى جنوبها يعنى انتقال ساعة فى الزمن.

 

الانقسام السياسى منذ 40 سنة يزداد حدّة بسبب "ساعة أردوغان"

فى 13 سبتمبر الماضى، وافق مجلس الوزراء فى قبرص الشمالية "المحتلة من تركيا وغير المعترف بها دوليًّا كأراضٍ تركية"، بالموافقة على مشروع قانون يبقى على التوقيت الصيفى طوال العام، وفى الجزء الجنوبى اليونانى، وهى جمهورية قبرص العضو بالاتحاد الأوروبى، تم اعتماد التوقيت الشتوى، ومن ثم ظهر شكل جديد من الانقسام الذى يعيشه مواطنو الجزيرة إداريًّا وسياسيًّا منذ 40 عامًا.

بعد قرار تركيا أصبحت العاصمة القبرصية "نيقوسيا"، المقسمة بين الجزأين الشمالى والجنوبى، هى العاصمة الوحيدة فى العالم التى تعمل بتوقيتين مختلفين، ليزيد هذا الإجراء التركى من حالة الانقسام التى بدأت عام 1974 بعد التدخل العسكرى التركى، إذ تم تقسيم العاصمة لجزأين، هما: الوسط والجنوب وهو ذو أغلبية يونانية، والشمال وهو ذو أغلبية تركية، وفى 1983 تم إعلان جمهورية شمال قبرص التركية، إلا أنه لم يُعترف بها دوليًّا حتى الآن، باعتبارها أرضًا واقعة تحت الاحتلال التركى.

 

زوجان قبرصيان: الوضع سخيف وحياتنا تشبه عراكا بين طفلين

بينما سيتفق الشطران الشمالى والجنوبى للجزيرة فى التوقيت خلال فصل الصيف، فإنهما يختلفان فى فصل الشتاء الذى يحل فيه عيد الميلاد ورأس السنة، وهو ما سيتسبب فى انقسام كبير أيضًا على صعيد الاحتفالات الدينية والمجتمعية، فبالنسبة للمواطنة القبرصية تانور تسكناكيس "من قبرص الجنوبية"، وزوجها "ميخاليس" من الشمال، اللذين تحدثا لصحيفة "يو إس إيه توداى"، فإنهما سيضطران لتنظيم حفلين خلال رأس السنة الجديدة.

ويوض الزوجان أنهما قررا الاحتفال بالعيد والاحتجاج أيضًا على فارق التوقيت، وسيحتفل الزوجان فى الشمال ثم ينتقلان بعد منتصف الليل عبر المنطقة العازلة للاحتفال بالسنة الجديدة مرة أخرى فى الجنوب، ويصف الزوج الوضع بأنه سخيف، متابعًا: "حياة المواطنين يجرى التلاعب بها مثل عراك طفلين على كرة، عليهم أن يكبرا ويتشاركا معا".

 

قرار تركيا يودى بحياة طفلتين ورجل.. ومئات القبارصة يحتجون

الأمر وحالة الانقسام التى أحدثتها تركيا فى قبرص لا يتعلقان فقط بالاحتفالات، أو برأس السنة تحديدًا، فلقد تسبب تثبيث التوقيت الصيفى فى قبرص الشمالية المحتلة فى وقوع بعض الحوادث، فبحسب تقارير الصحافة المحلية، فإن طفلتين وسائق الحافلة المدرسية التى تقلهما، توفوا فى حادث تصادم قبل الفجر، كان يمكن تجنبه إذا تم الأخذ بالتوقيت الشتوى، إذ يتأخر التوقيت ساعة لحين شروق الشمس.

وعقب الحادث خرج مئات من القبارصة الأتراك إلى الشوارع للاحتجاج، ورفع الطلاب لافتات كتبوا عليها "لا يجب أن نذهب للمدرسة ليلا"، ما اضطر الحكومة فى الشمال لتأخير موعد عمل المدارس والخدمات العامة نصف الساعة، حتى يتمكن الحميع من الذهاب إلى المدارس والأعمال بعد شروق الشمس.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة