على رأس وفد فلسطينى، لتقديم العزاء لشهداء الكنيسة البطرسية وحادث كمين الهرم، جاء المطران منيب يونان رئيس الاتحاد اللوثرى العالمى ومطران القدس للكنيسة اللوثرية ممثلًا للرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، والتقى فى زيارته القصيرة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، حيث حرص على مواساتهما فى استشهاد ضحايا الإرهاب.
ووصف المطران منيب يونان تفجير الكنيسة البطرسية بالاعتداء على الشعب المصرى كله، مؤكدا أنها محاولة لخلق الفتنة الطائفية ولكنها حفزت المصريين للوقوف جنبًا إلى جنب من أجل تخطى تلك المحنة الصعبة.
"ضد الله والإنسانية ولا دين له" يقول يونان عن منفذ العملية الذى تعمد قتل متعبدين أبرياء أثناء الصلاة وفى بيت الله، مؤكدًا أن الضحايا شهداء للكنيسة المصرية التى قدمت آلاف الشهداء عبر العصور زرعوا الإيمان بدمائهم الطاهرة.
واعتبر "يونان" أن الحادث نتاج التلوث الفكرى والتطرف الذى انتشر هنا وهناك، وعلينا أن نتحد لصد تلك الهجمة الشرسة من التكفيريين عبر خطابات معتدلة ومتسامحة تعلى قيم المواطنة وحقوق الإنسان والتعددية، رغما عمن يرغبون فى إعلاء الهوية الدينية فوق الهوية الوطنية.
"لاَ تَخَفْ، أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ" يستشهد يونان بقول المسيح ويضيف: "أتألم معهم لأنهم إخوتنا فى المسيح والإنسانية، ومن الصعب أن تعبر الكلمات عما تشعر به أسرهم الآن ولكننى سأصلى من أجل المرضى والجرحى كى يحصلوا على الشفاء العاجل".
وأكد مطران القدس أن شيخ الأزهر جاد فى قضية تجديد الخطاب الدينى، حتى إنه تحدث مع الوفد الفلسطينى عن خطته لتغيير شكل الخطابة فى مصر عبر دورات تدريبية تشمل كل الأئمة وخطباء المساجد فى مصر، من أجل تدريبهم على تطوير لغة وشكل وأسلوب الخطاب.
أما فيما يتعلق بالمصالحة التاريخية التى أجراها بوصفه رئيس الاتحاد اللوثرى العالمى مع الفاتيكان بعد 500 عام من القطيعة، قال يونان: المصالحة تؤكد أن الحوار المسيحى المسيحى ليس مجرد حوار أكاديمى، إنما بداية لمسار إصلاحى للحركة المسكونية (وحدة الطوائف المسيحية)، التى تنتقل من التنظير إلى الصداقة والثقة.
وأضاف مطران القدس: وعلينا أن نتعاون معا فى العالم من أجل العمل الدياكونى "عمل الرحمة"، من أجل محاربة الفقر فى العالم، ووقعنا وثيقة وهى خطوات على طريق التقارب.
وكشف يونان عن استعداد كنيسته لرسامة أول قسيسة عربية فى مدينة القدس، حيث تدرس حاليًا فى السنة الثالثة بكلية اللاهوت التى تعد القساوسة للخدمة الرعوية، على أن تتم رسامتها لترعى كنيسة بالأراضى المقدسة خلال عامين من الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة