تقارير غربية تهاجم السعودية.. نيويورك تايمز فى تقرير غريب: أمراء المملكة يغرقون فى الترف ويطالبون شعبهم بالتقشف.. حكام المملكة يعيشون فى قلاع بأوروبا وقصور فاخرة ببلادهم ولديهم حسابات ضخمة بسويسرا

فى هجوم على المملكة العربية السعودية سلطت تقارير غربية، على ما زعمت أنه حياة الترف والبزخ الشديد الذى يعيش فيه العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز والعائلة المالكة، لافتة فى الوقت نفسه إلى ما تفرضه المملكة من خطة اقتصادية جديدة قائمة على التقشف وتقليص الدعم للمواطنين.

قصر الملك سلمان فى الرياض

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرًا مطولًا حول الملك سلمان وحياة الترف للأمراء السعوديين، يصف فيه كيف يعيش أبناء العائلة المالكة حياة بذخ، زاعمة أن الأمراء السعوديون الذين يتراوح عددهم بين 12 ألف إلى 15 ألف، يملكون قلاع قديمة فى أوروبا، وقصورًا فاخرة فى السعودية، وحسابات نقدية ضخمة فى مصارف سويسرية، بالإضافة إلى سفنًا شراعية كبيرة وسيارات فاخرة وملابس لمصممين هى الأغلى فى العالم.

منزل الملك سلمان فى حى مايفير فى لندن

وقالت الصحيفة الأمريكية إنه فى الوقت الذى ألغت فيه الحكومة السعودية تنفيذ العديد من المشروعات بالداخل كجزء من برنامج التقشف المالى، بعد أن عصفت انهيار أسعار النفط بميزانية البلاد، فإن العمال كانوا قد انتهوا من إنشاء مهبط طائرات هليكوبتر خاص بقصر الملك سلمان الجديد المطل على ساحل المحيط الأطلسى فى المغرب.

وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن ثروة العائلة المالكة مستمدة من احتياطيات النفط المكتشفة فى عهد والد سلمان الملك عبد العزيز بن سعود منذ أكثر من 75 عامًا، حيث وفر بيع النفط لهم مليارات الدولارات سنويًا، فضلا عن الامتيازات الأخرى، فمنهم من يمتلك قصور فى فرنسا والسعودية، وأموالا طائلة فى مصارف سويسرا، ويمرحون على أكبر اليخوت فى العالم، بعيدًا عن أنظار العوام.

رسم يظهر قصر الملك سلمان الجديد فى المغرب
 

وشمل تقرير الصحيفة الأمريكية، مقابلة أجرتها مع أحد أبناء العائلة الموسعة، خالد بن فرحان آل السعود، الذى يعيش فى ألمانيا، والذى أشار إلى أنه فى الوقت الذى تراجعت فيه دخول المواطنين السعوديين عما قبل، فإن العائلة المالكة لا تزال تتمتع بالكثير، مضيفًا أن هناك الكثير من الأموال التى أخفاها الملك ولم تصل إلى ميزانية الدولة، التى يديرها بنفسه، على حد زعمه.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض أفراد العائلة المالكة السعودية لا يزالون ينفقون بشكل كبير، ونقلت عن دانيا سنو، الوكيل العقارى لدى بيل ديميورس فرنسا، قولها إن العديد من أفراد الأسرة الحاكمة اشتروا عقارات فى باريس خلال العام الماضى، حيث اشترت مؤخرًا أميرة سعودية شقة فى "أوكتاف - فيوليت" بأكثر من 30 مليون دولار.

محمد بن سلمان ولى ولى العهد السعودى

وزعمت الصحيفة الأمريكية أن الملك سلمان لديه حيازات كبيرة فى فرنسا، مشيرة إلى أن سجلات الممتلكات تظهر أنه يملك 12 شقة فى الحى الـ16 الثرى فى باريس، بقيمة حوالى 35 مليون دولار، كما أنه يمتلك قصرا فاخرا فى "كوت دازور" فى فرنسا وقصر فى ماربيا بأسبانيا.

وقالت الصحيفة أنه وفق ما يسمى بوثائق بنما، التى صدرت فى أبريل الماضى، فإن الملك سلمان لديه شركات فى لوكسمبورغ وجزر فيرجن البريطانية. وأشارت السجلات إلى امتلاكه يخت وعقارات فى لندن بملايين الدولارات، بينهم منزل فخم بالقرب من حديقة هايد بارك فى حى تونى مايفير.

وأضافت نيويورك تايمز فى تقريرها أن الملك سلمان لا ينقصه شىء من القصور الفاخرة، ذات الأعمدة الرخامية العالية، التى تمتد على ساحل الخليج، وفضل البقاء بعض الوقت فى قصر جديد على ساحل المحيط الأطلسى بالمغرب. ويشمل القصر الفاخر، الذى تم الانتهاء من إنشائه هذا العام، بحسب الصحيفة، فنادق خمس نجوم، لحاشية الملك، ومهبطا مروحيات، وخيمة كبيرة للاحتفالات.

وقالت الصحيفة إنه وفق تصريح مكتوب للناطق الرسمى باسم الملك سلمان، فإن كل التكاليف من حساب الملك الشخصى، وليست من خزينة الدولة، ولكن العمال فى الموقع، الذين اضطروا إلى تسليم هواتفهم النقالة وهوياتهم، منعا لتسريب صور من الداخل، يقولون إنهم حظوا فى المقابل برحلة مجانية للحج إلى مكة، على حد قول الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى إنه إذا استمر الحال هكذا، قد يبدأ الهدوء المتواصل الذى يتمتع به الحكم السعودى الذى لا معارضة له بالزعزعة، ما قد يؤدى إلى زعزعة استقرار الدولة بأكملها، كما تشكل شعبية شبكات التواصل الاجتماعى فى الدولة وأهمها تويتر، التى تتيح للكثيرين التعبير بحرية تقريبا ضد الحكم، عائقا آخر أمام العائلة المالكة الرائدة فى الشرق الأوسط.

وزعمت الصحيفة وجود خلافات داخل العائلة المالكة منذ تولى الملك سلمان الحكم، خلفًا لشقيقه الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز فى 2015، مرجعة ذلك إلى أن الملك غير تقاليد الخلافة، وظهرت الانشقاقات بعد تجاوز عدد من الأخوة لوضع الجيل القادم فى السلطة، وتغيير ترتيب ولاية العرش، وبحسب الصحيفة فقد أطاح الملك سلمان بأعضاء بارزين من الفروع الأخرى من العائلة وتم تحجيمهم وسحب بعض الوظائف العليا منهم بالوزارات المختلفة.

وأشارت نيويورك تايمز إلى إنه بهدف التغلب على الخسائر والفارق فى الميزانيات الهائلة المتوقعة، اتبعت الحكومة السعودية برنامج تقشف رسميًا، فقلصت الأجر فى القطاع العام والدعم الحكومى، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود، الكهرباء، والماء، وبدأت الحكومة باقتراض مبالغ مالية هائلة، وقلصت عدد الوظائف، ما أدى إلى قلق كبير فى أوساط الشباب الذين لم ينجحوا فى العثور على عمل.

وأضافت الصحيفة، أنه أصبح المواطنون فى الدولة يملكون مالا أقل، ولكن لم يطرأ أى تغيير فى أوساط العائلة المالكة، زاعمة أن التهديدات الخارجية مثل الحرب فى اليمن أو زيادة قوة إيران الخصم لا تشكل خطرًا على استقرار الحكم، بل الوضع الاقتصادى فى الدولة، الآخذ فى التدهور. ولفتت الصحيفة إلى أن السعوديون يتمتعون بظروف اجتماعية ممتازة، تتضمن من بين أمور أخرى، تعليمًا مجانيًا وخدمات صحية مجانية، ولكن يعانى الكثير من المواطنين فقرًا، والوضع لم يعد جيدًا فى أوساط الطبقة الوسطى أيضًا.

ورغم أن الصحيفة الأمريكية نقلت عن أنس القصير، المتحدث باسم وزارة الثقافة والمعلومات السعودية، أن أبناء العائلة المالكة تضرروا أيضا وأن الميزانية المخصصة لهم قد تقلصت، فإنها تشير إلى أنه على الأقل فإن بعض الأمراء لم يطرأ أى تغيير على مستوى حياتهم، مضيفة أن الأمراء فى فترة حكم سلمان يتمتعون بالحقوق والميزانيات أكثر، ذلك وفقا للعديد من السعوديين المقربين من العائلة المالكة.