"حلم الشهادة".. آخر رسالة للشهيد الرائد عماد الركايبى.. الزوجة تكشف سر مكالمته قبل التفجير.. وتؤكد: علمت باستشهاده من فيس بوك.. مشيرة داوود: الولاد بيسألونى هانشوف بابا إمتى؟.. وبقول للإرهابيين "مش هاتكسرونا"

الخميس، 13 أبريل 2017 03:44 م
"حلم الشهادة".. آخر رسالة للشهيد الرائد عماد الركايبى.. الزوجة تكشف سر مكالمته قبل التفجير.. وتؤكد: علمت باستشهاده من فيس بوك.. مشيرة داوود: الولاد بيسألونى هانشوف بابا إمتى؟.. وبقول للإرهابيين "مش هاتكسرونا" الشهيد عماد الركايبى وزوجته مشيرة
كتب محمد تهامى زكى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما كانت عقارب الساعة تقترب من الثانية عشر والربع ظهرًا، كان الزوج يهاتف زوجته ليطمأن على حال أهل بيته، ويطمئنهم عليه، بعد التفجير الذى طال كنيسة مارجرجس بطنطا صباح ذلك اليوم، وواصل الشهيد حديثه مع زوجته فى الهاتف ليصف لها مجهودات العقيد نجوى الحجار، التى تخدم بجواره فى نفس الكنيسة الذى يقوم بتأمينها، وما تكده للحفاظ على سلامة المواطنين المترددين على الكنيسة، فضلا عن أفرد الحماية الآخرين، لم تكن السيدة مشيرة داوود تعلم أن هذه المكالمة بمثابة "الوداع"، انتهى الشهيد من محادثة زوجته، بضع دقائق فقط، وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها، بعدما أقدم "إرهابى" على تفجير نفسه أمام بوابة الكنيسة.

 

وبعد أيام قلائل من الحادث، حاور "اليوم السابع" زوجة شهيد الكنيسة المرقسية فى الإسكندرية، والتى روت الأحداث الأخيرة قبل لحظات استشهاده، لتكشف لنا معلومات جديدة عن حياة الشهيد الرائد عماد الركايبى، وعلاقته بأسرته وأهله.

الشهيد مع عائلته خلال رحلة العمرة
الشهيد مع عائلته خلال رحلة العمرة

وقالت مشيرة لـ"اليوم السابع"، "الشهيد عماد نزل من البيت فى الثالثة فجرا من غير ما نشوفه، وكان مكلفًا بتأمين الكنيسة فى السادسة صباحا، وكانت المكالمة الأخيرة فى الساعة الثانية عشرة وربع ظهرا، وكان قبل التفجير بدقائق معدودة، وأبلغنى أن الخدمة ستنتهى فى الواحدة ظهرًا، على أن يعاود مرة أخرى فى الثالثة عصرًا".

 

وتابعت زوجة الشهيد: "كانت المكالمة الأخيرة حدثنى فيها عن الأفراد المكلفين بالخدمة معه، منها العقيد نجوى الحجار، التى كانت مكلفة بتفتيش السيدات، التى استشهدت بعد ذلك، وبعد المكالمة بدقائق عرفت من أصدقائى على فيس بوك خبر استشهاده، ولم أصدق ذلك، ثم اتصلت به هاتفيا لكن الهاتف كان مشغولا، نزلت وتوجهت لمستشفى الشرطة بعد معاناة لمكان وجوده، ثم تأكدت من وفاته، مضيفة: "انتظرنا الانتهاء من تحقيقات النيابة واستلمناه من مشرحة كوم الدكة فى الإسكندرية وتم دفنه فى بلد أهله".

الشهيد عماد الركايبى وزوجته مشيرة
الشهيد عماد الركايبى وزوجته مشيرة

 

وعن رد فعل أولاد الشهيد عند علمهم بخبر وفاته، قالت زوجة الشهيد: "كنت مفهماهم إن والدى تعبان وباروحله، ومعرفوش أول يوم، ولما اتكلمت معاهم بعد كدة فوجئت بإنهم بيردوا عليا بقصص عن الشهادة وعن منزلة الشهيد فى الجنة، لكن واقع الصدمة مش هننكره، وولادى بيحفظوا القرآن، طبيعة الأطفال وأسئلتهم مثل (هانشوفه إمتى)".

 

وكشفت زوجة الشهيد، أن زوجها كان دائما يتحدث معها عن منزلة الشهادة، خاصة بعد استشهاد أحد زملائه، مضيفة: "كان دائما يتمنى الشهادة، وكنت بطبيعتى أزعل منه وأقوله لأ.. ما تقولش الكلام ده، هتسيبنا لمين؟، وكان بيرد عليا: "دى حاجة أنا بتمناها.. انتى تكرهيلى الخير.. أنا مبحملش هم أسيبكم لمين"، موضحة: "كان مؤمنا بدرجة تفوق الوصف، وهذا واضح من كلام أهله وأصدقائه عنه".

 

ووجهت زوجة الشهيد الركايبى رسالة للإرهابيين الخونة، قائلة: "زوجى بطل، انتو ماكسرتوناش بالعكس انتو قوتونا وهنكون أقوى من الأول، عمرنا فى حياتنا ما هنسمح لحد يكسرنا عشان دى بلدنا، عمركوا ما هتاخدوها مهما عملتوا ومهما فجرتوا وقتلتوا، الفراق صعب لكن عارفين انتو فين وهما فين، المفروض أن كل واحد عارف منزلته ومكانته لو انتو بتفكروا صح".

الشهيد مع زوجته
الشهيد مع زوجته

 

وانتقدت زوجة الشهيد الركايبى، وسائل الإعلام لاستضافتها أسرة مفجر كنيسة مار مرقس قائلة: "مش فاهمة هما ليه عملوا كده، هل عشان يصعب على الناس ويتعرف أن أهله مالهومش ذنب، ولا جايبينه عشان يعرفوا الناس شخصيته الحقيقية، أنا مستغربه جدا، المفروض أن الناس اللى عملت كده مهما كان دى تربية فى الأول والآخر، وإيه الغرض أن مامته تبكى وباباه يقول مش ابنى وأخوه يقول مسافر، محتاجة توضيح ليه استضافتهم بشكل مستفز لأهالى الشهداء، وهل بكاء والدته بغرضه أن يتعاطف معه الناس وينسوا عمله الإجرامى".

 

ووجهت زوجة الشهيد نداء للمسئولين، قائلة: "أنا مستنية حقه يرجع، ولحد إمتى حنفضل صابرين على العناصر دى، لحد امتا هنفضل ساكتين عن قيادات الناس دى، عاوزين سرعة فى الحكم عليهم حتى نشفى غليل أهالى الشهداء".

 

كما وجهت كلمة للشعب المصرى قائلة: "عاوزة الناس تفضل فاكراه وتدعيله دايما بالرحمة والمغفرة، ويدعولنا إننا نصبر على فراقه ونتحمل ما نمر به".

 

وعن بداية زواجها من الشهيد قالت مشيرة: "تعرفت على الشهيد عندما كنت طالبة فى جامعة الإسكندرية، وذلك عبر أحد الأصدقاء المشتركين، وكان وقتها برتبة ملازم أول فى قسم الرمل، مضيفة: بعد فترة من التعارف تقدم لخطبتى ثم تزوجنا فى العام 2004، وأثمر هذا الزواج عن 3 أطفال، ملك 10 أعوام، يوسف 8 أعوام وأخيرا ياسين 3 أعوام".

 

وأضافت زوجة الشهيد: "13 سنة هى مدة زواجنا، عشنا خلالها على الحلوة والمرة، محدش كان بياخد قرار فى أدق تفاصيل حياته من غير ما يقول للطرف الآخر، وكنا متشاركين فى كل حاجة لدرجة أننا كنا نتشاور حتى فى لبس الأولاد وحتى اختيار الطعام اليومى، وكانت علاقته بأولاده جيدة للغاية وكان يشجعهم دائما على ممارسة الألعاب الرياضية".

 

ومضت قائلة: "كان بيكلمنا كتير فى أوقات العمل ليطمأن علينا، وكان دائما ما يشارك لحظات أولاده، فكان يقوم باستذكار الدروس مع الأولاد، وكان حريص على متابعة دروسهم، فضلا عن تحضير أدوات المدرسة بنفسه، وكان يشاركهم أدق لحظات حياتهم، وكانوا متعلقين به لأقصى درجة".

 

وعن علاقته بأهله، قالت: "كان بيحب أهله جدا، وكان حريصا على صلة الرحم باستمرار، وكان يشاركهم جميع اللحظات والمناسبات، وكل الناس كانت بتحسدهم عليه".

 

وعن تفاصيل يومه، قالت زوجة الشهيد: "كان يذهب لعمله فى التاسعة والنصف صباحا، يؤدى عمله حتى الرابعة عصرا، ثم يعود إلى المنزل ليتناول طعام الغذاء مع أولاده ونجلس سويا حتى التاسعة مساء، ثم ينزل مرة أخرى للعمل حتى الثانية عشر منتصف الليل، أما دائرة أصدقائه فكانت مقتصرة فى العمل فقط، كان يراهم فى العمل، لأنه كان حريصا جدا على عمله أكتر من أى شئ أخر، لدرجة أنه كان يؤجل أى مناسبات احتفالية خاصة بأسرته ليوم راحته الأسبوعية إلى يوم الجمعة".

 

وكشفت زوجة الشهيد عن مساهماته المجتمعية قائلة: "كان فرحان جدا أنه يشارك أصدقاء دفعته فى أعمال الخير، كانوا يتبرعون بأجهزة طبية، وكانت البداية بإنشاء حضَّانة للأطفال فى الشاطبى بالإسكندرية، كذلك المساهمة فى إنشاء حضَّانة فى مستشفى أبو الريش للأطفال، وأيضا غرفة علاج اليوم الواحد والتبرع بجهاز منظار لأحد مستشفيات الأطفال، وأيضا جهاز لمتابعة أمراض القلب للأطفال، الذى تم افتتاحه بعد استشهاده بيوم واحد"، وتابعت: "مفيش حد قال كلمة خلاف واحدة على عماد، كان الخلاف الوحيد فقط يوم استشهاده والرواية المتداولة عن احتضانه ومنعه للانتحارى من عدمه، كل قياداته أشادوا بأفعاله وأخلاقه، حتى عندما يختلف مع قياداته وزملائه فى الرأى كان لا يهدأ له بال حتى يتم تصفية النفوس والمصالحة بينهما".

 

وأضافت مشيرة: "لم يترك موقفا مع أهلى سواء كان صغيرا أو كبيرا إلا وكان له بصمة فى حياة الجميع، كان يحب أطفال العائلة ويلعب معهم، كان دائما يشاركهم مناسباتهم واهتماماتهم". 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة