استقبل الرئيس الفلسطينى محمود عباس، اليوم الثلاثاء، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى مدينة بيت لحم لبحث تطورات الأوضاع الراهنة فى الأراضى المحتلة وسبل دفع القيادة الأمريكية لإقناع إسرائيل بضرورة العودة لطاولة المفاوضات وبناء الثقة وتهيئة الأجواء المناسبة لإعادة إحياء المحادثات بين الجانبين، ويعود آخر اجتماع مهم وعلنى بين رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو إلى العام 2010.
وتطالب القيادة الفلسطينية بحل عادل للقضية الفلسطينية وإقامة دولة مستقلة على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، وأعلنت ضمها رسميا عام 1980 فى خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولى، فى حين تصر تل أبيب على "القدس الموحدة" عاصمة أبدية لإسرائيل وهو ما ترفضه القيادة الفلسطينية التى تتمسك بالقدس الشرقية – تتواجد بها غالبية الأماكن الدينية المقدسة – عاصمة لدولتها المستقلة.
وحول إمكانية طرح القيادة الفلسطينية لرؤية جديدة لاستئناف عملية السلام مع الجانب الإسرائيلى، استبعد المحلل السياسى الفلسطينى طلال عوكل طرح السلطة الفلسطينية لأى رؤية جديدة لاستئناف المفاوضات، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية تتمسك بمبادرة السلام العربية التى اتفق عليها الزعماء العرب فى قمة الأردن الأخيرة بغض النظر عن التفاصيل وآليات التعامل معها، موضحا أن العرب خلال القمة العربية فى عمان توافقوا حول الموضوع الفلسطينى، مشيدا بالدور الكبير للرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثانى خلال زيارتهم للولايات المتحدة والاتصالات التى سبقتها لتهيئة المناخ لتغيير نظرة الرئيس الأمريكى نحو القضية الفلسطينية وما ترتب على ذلك من ترتيب زيارة للرئيس أبو مازن إلى البيت الأبيض.
وأكد المحلل السياسى الفلسطينى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن المعادلة فى الرياض باتت واضحة وهى استعداد العرب والمسلمون للذهاب لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بشرط إيجاد حل معقول للقضية الفلسطينية، مشيرا لرغبة تل أبيب فى الحصول على ثمن من العرب لمواجهة التهديدات الإيرانية وخطر الإرهاب، متوقعا أن تحقق قمة الرياض تعاون بين إسرائيل والعرب بدعم أمريكى خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن إسرائيل غير ملتزمة بعملية سلام ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لا يلتزم بأية رؤية لا تناسب السياسة الإسرائيلية، مؤكدا أن المطروح هو إطلاق مفاوضات من 10 : 16 شهر وهى فترة كافية لتحقيق علاقات تقدم فى العلاقات العربية الإسرائيلية دون التوصل لسلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.
وشدد المحلل السياسى الفلسطينى على أن المراهنة الأساسية على وعى مصر والأردن والسعودية لأهمية التزامن والربط الدقيق بين التطبيع العربى الإسرائيلى، وبين تحقيق عملية السلام مع الجانب الفلسطينى على أساس رؤية البلدين، معربا عن أمله بألا يقع العرب فى الخطأ الذى حدث عام 1914 عندما وثقوا فى الجانب البريطانى المخادع.
وبسؤاله حول إمكانية ربط القيادة الأمريكية لسلاح المقاومة بـ"الإرهاب"، أكد المحلل الفلسطينى أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس لن تقبل بتوصيف ترامب لحركة حماس بالإرهابية، مشيرا إلى أن الأمر لا يتوقف عند حركة حماس فقط لأن الأمر يتعلق بحركة الجهاد الإسلامى والجبهتين الشعبية والديمقراطية الذين يحملون جميعهم السلاح لمقاومة إسرائيل، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية لن تضع نفسها فى مواجهة مع تلك الفصائل لما لذلك من انعكاسات خطيرة على الوضع الفلسطينى الداخلى.
بدوره استبعد عضو المجلس الثورى لحركة التحرير الوطنى الفلسطينى "فتح" نبيل عمرو، طرح القيادة الفلسطينية لرؤية جديدة لتسوية الصراع مع الجانب الإسرائيلى، مؤكدا أن السلطة الفلسطينية تتعامل فى هذه الحالات بردة الفعل بمعنى أنها تنتظر المقترحات الأمريكية والإسرائيلية وتقوم بالرد عليها، مشيرا إلى أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس لن يفوت فرصة إنقاذ عملية السلام.
وأكد نبيل عمرو فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن التمسك الفلسطينى بـ مبادرة السلام العربية هى أحد المرتكزات والمواقف التى ترتكز عليها القيادة باعتبارها المبادرة التى اتفق عليها العرب والمسلمين، داعيا للتمسك بمبادرة السلام العربية لأنها متزنة وتتميز بإطلاق السعودية لها حيث تتمتع المملكة بعلاقات متميزة مع الولايات المتحدة.
ودعا نبيل عمرو إلى ضرورة أن يطرح ملف الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام داخل السجون الإسرائيلية خلال لقاء "عباس – ترامب"، مؤكدا أن إسرائيل تمارس التعسف ضد أناس يموتون جوعا وهى قضية هامة تتعلق بأرواح المئات من الشبان الفلسطينيين، مشيرا لاحتجاز عدد كبير منهم إداريا.