حالة من الغموض تنتاب جماعة الإخوان فى لندن، بعدما خسر حزب المحافظين بزعامة تيريزا ماى الأغلبية المطلقة فى البرلمان بالانتخابات التشريعية المبكرة التى أقيمت نهاية الأسبوع الماضى، وكشفت النتائج الرسمية أن المحافظين فى الطليعة لكنهم خسروا نحو 15 مقعدًا، بينما فازت المعارضة العمالية بنحو ثلاثين مقعدًا، ما يشكل ذلك هزيمة شديدة لـ"تيريزا ماى" التى ظهر من خلال تعاملها مع الإخوان بأنها داعمة للتنظيم.
خسارة "ماى" فى الانتخابات التشريعية لم ينعكس بالحزن فقط على حزب المحافظين، بل انعكس بشكل كبير على جماعة الإخوان وتنظيمها الدولى الذى يتخذ من لندن مقرًا له.
الجماعة لم تسلط الضوء كثيرًا على تلك الانتخابات البريطانية، إلا أن بعض قياداتها فى لندن، هاجموا الانتخابات المبكرة، ورأوا أنها ليس لها أهمية، فى الوقت الذى أكد فيه خبراء أن هذه الانتخابات سيكون لها انعكاس سلبى حول وضع الإخوان فى بريطانيا، بالإضافة لتصاعد العمليات الإرهابية فى لندن.
جماعة الإخوان لم تنتظر بوادر المرحلة الجديدة بعد تراجع حزب المحافظين، بل بادرت بمحاولة تبرئة نفسها من إرهاب داعش، وقام محمد سودان، المتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية لحزب الحرية والعدالة المنحل، بنشر فيديو عبر صفحته، يقول إن داعش لديها أهداف تختلف عن جماعة الإخوان، معتبرًا أن الجماعة ليست على علاقة بداعش، حيث يأتى هذا الفيديو بعد سلسلة العمليات الإرهابية التى تشهدها لندن خلال الأيام الماضية.
بينما ذهب القيادى الإخوانى البارز بلندن عزام التميمى، للهجوم على الانتخابات التشريعية البريطانية، وتيريزا ماى، وقال فى بيان له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك" :"تيريزا ماى كلفت خزينة الدولة البريطانية ١٣٠ مليون جنيه لإجراء انتخابات مبكرة غير ضرورية أملاً فى زيادة كتلتها البرلمانية إلا أن الشباب كانوا لها بالمرصاد".
وحول تأثير تلك الانتخابات التشريعية البريطانية على وضع الإخوان، قال خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إنه بالطبع سيكون لها تأثير كبير، لأن الرأى العام البريطانى أصبح يضغط على الحكومة لوقف الدعم الكبير للإخوان، وهذا ظهر جليًا فى الانتخابات بعدما فشل حزب المحافظين فى الفوز بأغلبية مطلقة.
وأضاف فى تصريحات لـ"اليوم السابع:" أن الرأى العام البريطانى يضغط على الحكومة اللندنية ومخابراتها لوقف دعمهم الكبير لجماعة الإخوان، وهو ما سيؤثر على وضع الإخوان فى لندن بشكل عام خلال الفترة المقبلة، وجعل الجماعة متخوفة من نتيجة تلك الانتخابات.
وفى سياق متصل، قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن عدم فوز حزب المحافظين بأغلبية مطلقة، هى خسارة فادحة، لكن الإخوان ستظل لندن تحميهم سواء فى ظل تريزا ماى أو غيرها.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، لـ"اليوم السابع" أن الدور الوظيفى للإخوان فى المنطقة مازالت بريطانيا متمسكة به، وهى النزاعات على خلفية دينية (سواء مذهبية - أو سياسية) وليس لديهم أهم وأفضل من الإخوان يقوم بهذه المهمة، لهذا ستظل رهن الرعاية.
وأوضح القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن المشكلة فى شكل الرعاية البريطانية للإخوان وعلنية الدعم، والفترة القادمة سيكون الدعم خفى وعبر وسيط وستكون الرعاية أقل والحماية أقل لبعض الشخصيات.