"فيس بوك منبر الإرهابيين".. هذا ليسا اتهاما منا للمواقع الشهير بالباطل، بل الحقائق تؤكده، ويوثقه قرار عدد من المعلنين على الموقع الأكثر انتشارا بسحب مئات ملايين الدولارات التى ينفقونها لترويج منتجاتهم بسبب المخاوف المتعلقة بالإعلانات التى يتم عرضها بجوار شخصيات تحرض على العنف والتطرف، ومن أبرز من كان له السبق فى هذا الشأن مجموعة "مارتن سوريل"، التى تشترى مساحات إعلانية بأكثر من 75 مليار دولار نيابة عن العملاء على الصعيد العالمى.
ما سبق ذكره يؤكد أن الشخصيات التى تبث أفكارا متطرفة عبر موقع التواصل الاجتماعى يتعاملون بأريحية شديدة، ليس هذا فحسب بل يستطيعون ترويج أفكارهم بكل سهولة، واللافت فى الأمر أن عدد كبير من القيادات التى تم تصنيفها كقيادات إرهابية، تنشر محتويات أفكارها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وبالتحديد "فيس بوك" تحت مسمى "إعلان ممول" وعلى رأس تلك الشخصيات وجدى غنيم، الداعية الإخوانى الذى كشفت صحيفة التايمز فى فبراير الماضى أنه جنى 78 ألف دولار من جوجل لقاء إعلانات تم وضعها إلى جانب مقاطع الفيديو خاصته والتى "تحتوى على بروبجاندا معادية للغرب".
عدد كبير من الشخصايت التابعة للإخوان والقاعدة، بل وتنظيم داعش تنشر محتوياتها عبر صفحات عديدة على "فيس بوك" من بينهم يوسف القرضاوى الذى منحته قطر جنسيتها ووظفته ف نشر التطرف والإرهاب، وعلى الصلابى، وياسر سرى، القيادى التكفيرى المصرى الذى هرب إلى لندن وصادر ضده حكما بالإعدام، والقيادى التكفيرى طارق السباعى.
إلى جانب هذه القائمة، نجد أيضا أسماء مثل محمد الصغير القيادى البارز بالجماعة الإسلامية، وعاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، والذى تحتوى كتاباته وتصريحات دعوات لحمل السلاح والعنف، بجانب طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية، الذى تم وضعه على رأس قائمة الإرهاب التى أعدتها 4 دول عربية.
القائمة لم تنته عند ذلك، بل تشمل أيضا سلامة عبد القوى الداعية الموالى لجماعة الإخوان، أحد أبرز المحرضين على العنف من تركيا، والشيخ محمد عبد المقصود، الداعية السلفى الموالى للإخوان، والذى كانت له دعوات لعناصر الجماعة بحرق سيارات الشرطة، وجمال عبد الستار، عضو مجلس الشورى الإخوانى والى دعا لحمل السلاح، وله صفحات عديدة على فيس بوك، بجانب أكرم الكساب، عضو اتحاد القرضاوى الذى كان له فتوى بجواز تفجير الإخوانى لنفسه حال ألقت الشرطة القبض عليه.
وفى سياق القضية أيضا، اثيرت أزمة شركات الإعلانات التى تعلن عبر مواقع التواصل الاجتماعى، مع فيس بوك مارسا لماضى، عندما أكدت فى ذلك الوقت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن العديد من الشركات الأمريكية سحبت إعلانات تقدر بملايين الدولارات من شركة جوجل، بعد جدل بشأن نشر محتوى متشدد على "يوتيوب" من قبل رجال دين، مثل وجدى غنيم، الإخوانى والممنوع من دخول الولايات المتحدة بسبب نهجه المتشدد، وحنيف قريشى، الباكستانى، الذى قيل إن أسلوب دعوته كان السبب وراء مقتل سياسى باكستانى.
وأضافت حينها، أن شركات الاتصالات فى الولايات المتحدة مثل AT&T وVerizon، وشركات الأدوية مثل GSK وأخرى مثل بيبسى وولمارت وجونسون أند جونسون وشركة تأجير السيارات "إنتربرايز"، سحبت إعلاناتها من منصة جوجل لمشاركة "الفيديو"، وذلك بعد سحب شركات أوروبية لإعلاناتها من موقع "يوتيوب".